الأحد 5 مايو 2024
سياسة

رئيس حكومة لبنان يخشى بعوض نواكشوط ويختار المغرب لقضاء فترة القمة العربية

رئيس حكومة لبنان يخشى بعوض نواكشوط ويختار المغرب لقضاء فترة القمة العربية

عادة تكون التوصيات والقرارات تتويجا للقمم والمؤتمرات، لكن يبدو أن القمة العربية المراد عقدها في موريتانيا يومي 25 و26 يوليوز الجاري بنواكشوط، سبقتها توصية أساسية، وهي إعلان الحرب على البعوض.. فالأخبار التي استقتها "أنفاس بريس"، من العاصمة نواكشوط، تفيد بأن جيوش البعوض أحاطت بالمدينة من كل جانب، نتيجة انتشار المستنقعات والبرك المائية وارتفاع درجة الحرارة، جعل سكانها يهربون للبوادي والواحات، وهو ما جعل الحكومة الموريتانية تطلق حملة شاملة لنظافة العاصمة، وبدأت في اتخاذ عدة إجراءات للتغلب على مشكلة المستنقعات، التي تعد أكبر مخاوف السلطات الموريتانية، خصوصا في منطقة "تفرغ زينة"، التي ستشكل مكان تحرك الضيوف المشاركين في القمة العربية.

فإذا كان هذا قرار الساكنة الأصلية الهروب من هذا "الحمان"، فبأي حال تستقبل نواكشوط ضيوف القمة العربية؟

منتصف ماي الماضي، استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، وزيرة التجارة والصناعة والسياحة في موريتانيا الناها بنت حمدي ولد مكناس، وسلمته دعوة لحضور أعمال القمة العربية في دورتها الـ 27 المزمع عقدها في العاصمة الموريتانية نواكشوط.. وبلغة ديبلوماسية قالت الوزيرة مكناس: "كلفني فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد بن عبد العزيز إبلاغ تحياته الحارة لدولة الرئيس سلام.."، ولم يكن يدور في ذهن رئيس الحكومة اللبناني، أن حرارة التحية الموريتانية ستتضاءل أمام ارتفاع درجة الحرارة، وتكون هذه الأخيرة سببا في تفضيله المبيت بالمغرب، عوض المبيت في فنادق نواكشوط، حيث أوردت مصادر إعلامية لبنانية أن "سلام والوفد المرافق لن يَبيتوا ليلتَهم في نواكشوط عقبَ اجتماعات القمّة، بل في المغرب، لأسباب صحّية وبيئية، بعدما تبيّنَ أنّ فنادق موريتانيا المخصّصة لاستقبال الوفود العربية لا تتمتّع بالمواصفات الصحية التي تَسمح بإقامة سليمة على رغم التدابير الاستثنائية التي اتّخَذها الوفد الى القمّة باصطحاب كمّيات كبيرة من المواد والمبيدات الضرورية".

وأكدت مصادر "أنفاس بريس"، من نواكشوط أن العاصمة الموريتانية، عرفت منذ أشهر حالة استثناء في إصلاح البنيات التحتية، "فأغلب الشوارع رممت من جديد، وزيد في طولها وعرضها، وزُينت بأعمدة إنارة ليلية، كما حاولت سلطات المدينة استلهام الروح العربية عبر إطلاق اسم "القدس" على الشارع الرابط بين نواكشوط ومطارها الجديد، الذي افتتح خصيصا لاستقبال الوفود العربية، كما أطلق اسم "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" على أحد أكبر شوارع العاصمة الموريتانية"، يورد موقع "صحرا ميديا".

ولكن مع ذلك تظل الوحدات الفندقية العائق الكبير في إنجاح القمة التي اعتبروها غير مختلفة عن مثيلتها التي انعقدت في سرت الليبية عام 2010، خصوصا أن نواكشوط لم تعتد على استقبال هذه الأعداد في نفس الوقت، كما أنها تخلو من سلسلة فنادق الخمس نجوم.

وأضافت نفس مصادر "أنفاس بريس"، أن اللجنة المكلفة بالتحضير للقمة، قامت بجرد أكثر من سبعين إقامة شخصية متميزة تصلح لاستضافة الرؤساء، وتم منح أصحابها واجبا شهريا قدر ب 30 ألف أورو، في حين تم تنصيب خيمة قدرت تكاليفها ب 400 ألف أورو، كما تم فتح مطار جديد من المقرر أن يستقبل 20 رئيس دولة عربية، وحسب مسؤول موريتاني في اللجنة المكلفة بالتحضير للقمة التي ستعقد لأول مرة في أرض شنقيط، فإن "الإقامات التي تم جردها حتى الآن مطمئنة على موضوع السكن، متحدثا عن وجود إقامات صالحة للسكن داخل قصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط".

وحسب الإعلامية الموريتانية خديجة الطيب، فإن قلة المنشآت الفندقية وتواضع دور الاستقبال والضيافة، جعل من أسعار إيجارات الفيلات والمنازل الفخمة ترتفع بنسبة تصل إلى 200 في المائة للوحدات الفاخرة، خلال الأسبوع الثالث من يوليوز الجاري، مقارنة بالأسعار السائدة في يونيو الماضي.

ومع بداية الشهر الجاري، انتشرت ظاهرة تأجير الوحدات السكينة من جانب السماسرة والمستثمرين وسط تنافس بينهم، للحصول على أفضل الوحدات وتأهيلها لإعادة تأجيرها لضيوف القمة من وفود رسمية ومراقبين ومحللين وصحافيين، وتحقيق مكاسب من ارتفاع الأسعار.

ووصل إيجار الفيلات في المناطق الراقية في نواكشوط خاصة حي "تفرغ زينة" الراقي والمناطق القريبة من القصر الرئاسي إلى 1300 دولار لليوم الواحد.

وكشفت مواقع موريتانية أن السلطات وضعت خطة جديدة لتأمين العاصمة، من ضمنها إعلان نواكشوط منطقة عسكرية مغلقة تحت حماية الجيش، وتكليف قائد أركان الجيش بإدارة أمن العاصمة طوال فترة القمة العربية.

يذكر أن المغرب اعتذر عن احتضان هذه القمة في وقت سابق، مما ووجدت معه موريتانيا نفسها في موقف لا تحسد عليه، بعد أن وافقت على احتضان القمة.