السبت 4 مايو 2024
سياسة

العدالة والتنمية "البنكيراني" و"الأردوغاني".. الأسامي هي هي و"الكاريزما" لا علاقة

العدالة والتنمية "البنكيراني" و"الأردوغاني".. الأسامي هي هي و"الكاريزما" لا علاقة

حزب العدالة والتنمية "البنكيراني" يحاول التماهي مع حزب العدالة والتنمية "الأردوغاني" في أدق التفاصيل والأشياء إلى درجة قرصنة حتى الاسم. في الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة "قرصن" حزب بنكيران لحنا لحزب العدالة والتنمية التركي وظفه في الانتخابات البرلمانية التركية. حزب "البيجيدي" يشبه ذلك التلميذ الكسول الذي ينجح بـ"النقلة" ويضع أمامه نموذج حزب العدالة والتنمية التركي كمثال لـ"النجاح" ويحاول إسقاط إيديولوجيته وهياكله التنظيمية، ويستعير حتى أسلوب زعيمه الطيب أردوغان، رغم أن السياق السياسي في تركيا مغاير تماما للسياق السياسي المغربي.

الانقلاب الأخير "الفاشل" الذي عاشته تركيا، تحول إلى نصر "جماعي" لكل الزعماء الأصوليين، خاصة جماعة الإخوان المسلمون بمصر، وحزب العدالة والتنمية بالمغرب، وقد لوحظ كيف جيّش بنكيران أتباعه عبر القيمين الدينيين الذين يحتكرون المساجد للتغزل بالنصر الذي حققه "السلطان العثماني" الطيب أردوغان على طعمة من العساكر الكارهين لتجربة الحكم الإسلامي، كأنه نصر للبيجيديين قاطبة. وهي ردود الفعل نفسها التي عبر عنها أنصار حركة الإخوان المسلمون التي أغلق عليها "السيسي" في زجاجة. حتى أن الطيب أردوغان قطع علاقاته مع مصر بمجرد أن قاد السيسي الانقلاب ضد الرئيس الإخواني الأسير محمود مرسي. لكن إذا كانت هناك قواسم مشتركة بين النظامين المصري والتركي، فإن النظام المغربي يختلف عنهما جذريا، ونظام الحكم الملكي يعتمد على البيعة التي يستمد منها الملك شرعيته، أما حزب بنكيران، زعيم 3 في المئة، فهو حزب بلا جذور إسلامية، ورئيس الحكومة لا يملك "كاريزما" مرسي أو أردوغان.

 البيجيدي الذي بنى دكانه الحزبي على أنقاض حزب عبد الكريم الخطيب حاول أن يملأه بـ"البضائع" الإسلامية، ورفع "القرآن" في حملاته الانتخابية، ودافع عن الأفكار الأصولية، مستغلا الأخطاء القاتلة التي ارتكبها حزب الاتحاد الاشتراكي الجريح الذي كان يقود حكومة "التناوب". لكن دويّ فشل الانقلاب ضد جمهورية أردوغان كانت بمثابة "جرعة" هواء قادمة من إسطنبول حاول بنكيران أن يتنفس منها مذاق الانتصار، ولو كان انتصارا وهميا، خاصة بعد الضربات التي وجهها له حزب البام من تحت الحزام.