الخميس 16 مايو 2024
سياسة

ما ينبغي أن يفهمه بنكيران من الانقلاب التركي..

ما ينبغي أن يفهمه بنكيران من الانقلاب التركي..

عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، هو المساند الرسمي لرجب طيب أردوغان هنا بالمغرب، ويكتفي مكلفة بالدفاع عن النظام الإسلامي في أنقرة، وتقيم الدنيا ولا تقعدها عندما يلتقي أي مغربي بشخص إسرائيلي لكن تبلع ألسنتها عندما يتعلق الأمر بتعاون سياسي واقتصادي وثقافي وحتى شخصي بين أردوغان والصهاينة. لكن بنكيران عليه أن يفتح عينيه وينظر بميزان ذي كفتين متساويتين للأمور.

انتهت العملية الانقلابية بالفشل لأصحابها، ومعروف أن العمليات الانقلابية تكون محصورة في مجموعات ضيقة وهي تسيطر وتنجح من خلال الخطة لا من خلال القوة، وقبل أن ينتهي يوم الفشل الانقلابي كان أردوغان قد تحول إلى سلطان سلجوقي حيث وضع آلاف العساكر والقضاة خلف القضبان وسرح مئات من رجال الشرطة وطرد عشرات من موظفي الأبناك والقطاع الخاص.

مهما تكن جريمة الانقلابيين ينبغي أن يخضعوا للقانون. تسطيحيو العدالة والتنمية وكتائبه يقولون وهؤلاء لو نجحوا لذبحوا الجميع. الله وحده أعلم بالنوايا، لكن الدولة لا يمكن أن تنجر لهيجان الشارع خصوصا الممزوج برائحة الذبح الإخواني، وقد مورس في شوارع تركيا بأوامر من أردوغان الذي طلب من شعبه "أي أنصاره" النزول للشارع.

بأي وجه وجبهة ما زالت الكتائب تتحدث عن ديمقراطية أردوغان؟ لو كان المطلب فعلا هو الدفاع عن الديمقراطية وليس الدفاع عن النظام الأردوغاني، لانبرت الكتائب والكتاتبية لانتقاد طريقة أردوغان في إدارة ما بعد الانقلاب التي تحولت إلى انتقام واضح.

لا يمكن للمحققين أن يكتشفوا بسرعة البرق كل هاته الآلاف المتواطئة، ولكن اللوائح كانت مهيأة سلفا واستغل أردوغان الانقلاب لتصفية الحسابات مع خصومه وخصوصا مع أستاذه فتح الله كولن، ودأب أردوغان الانتقام من شيوخه وعلى رأسهم الراحل نجم الدين أربكان، زعيم حزب الرفاه.

الدرس الذي كان على بنكيران أن يستفيده في هذه اللحظة غاب عنه. ولكن لأن ولاءه ليس للمغرب فهو لا ينظر لما يحدث جنبه. في عز سنوات الرصاص والرماد وما جاورهما، وفي عز الاضطرابات في المغرب وقع انقلابان عسكريان، وتم اعتقال المتورطين ومع ذلك قالت القوى الحية إنه لا ينبغي محاكمة صغار العسكريين الذين نفذوا أوامر قادتهم.

وبعد أحداث 16 ماي الإرهابية كان بالإمكان حل حزب العدالة والتنمية والجماعات الإسلامية الأخرى تحت ذرائع كثيرة، ومنها ما هو صحيح مثل التحريض، ولكن البلد الذي يبني ديمقراطيته سمح لهم بالاستمرار حتى أصبح بنكيران رئيسا للحكومة ولم يعتقلهم ومن اعتقلهم مروا بمحاكمات عادلة واعترف جلالة الملك ببضع حالات كان فيها تجاوز. نظام ديمقراطي لا يخاف من الاعتراف بالخطإ إن وقع.

أردوغان يصفي الحساب مع غريمه كولن، بينما الحزب الجمهوري في المغرب يعقد مؤتمره في قاعة عمومية وينتخب قيادته في العلن دون أن يمسسه سوء. فهل يتعظ بنكيران ويعود عن غيه ويؤمن بالوطن؟