الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

لالة مريم.. أميرة القلوب

لالة مريم.. أميرة القلوب الأميرة لالة مريم في صورة جماعية مع مجموعة من الأطفال

1- إشكالية مقيمة وليس مشكلة عابرة:

كلما حققت الأميرة لالة مريم، شقيقة الملك محمد السادس، خطوات في مسار إرساء مكتسبات جمة للمرأة والطفل في المغرب، تفاقم تطلعها صوب رهانات أخرى على نفس الرهان، وعلى ذات التحدي.

لا يعوقها عائق، ولا تفتر لها عزيمة، وهي تواصل، بنفس الدأب، رسالتها الإنسانية الكبيرة في خدمة نساء يعانين من الهشاشة الاجتماعية، وأطفال تتربص بهم أخطر الأمراض.

تأتى لها ذلك، لأنها، منذ وضعت نفسها في خدمة مجتمعها، رأت في وضعية المرأة والطفل (إشكالية مقيمة) وليس (مشكلة عابرة).

2- الأطفال الذين سنتركهم للعالم:

طوال مسارها في تحمل مسؤوليات اجتماعية ضخمة، أبانت الأميرة لالة مريم عن حنكة في العمل الميداني. تبدت بجلاء في حجم منجزاتها فيما يخص تفعيل حقوق النساء والأطفال على الصعيدين الاجتماعي والصحي.

كما كشفت عن رؤية عميقة لمستقبل الطفولة، ناتجة عن كبير تمرسها في التعاطي الإيجابي مع احتياجات الأطفال حاضرا ومستقبلا.

وكانت بالفعل عميقة الفهم لمهامها حين أطلقت قولتها التي حظيت بتقدير المنتظم الدولي بأجمعه:

"ليس المهم العالم الذي سنتركه لأطفالنا. إنما الأهم الأطفال الذين سنتركهم لهذا العالم".

3- مستقبل بدون عنف وقسوة:

خلال ثلاثين سنة، دأبت هذه الأميرة وارفة النشاط والحيوية، على تكريس مواعيد سنوية للانخراط الفعال في رفع رهانات كبرى تخص الاطفال والفتيات. في صدارة ذلك:

- التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة لتجريم اشتغال الفتيات كخادمات في البيوت.

- تنظيم حملة وطنية لتلقيح الأطفال كل سنة. مما أدى إلى تسجيل نتائج جيدة على صعيد صحة الطفل.

- إقدام المرصد الوطني لحقوق الطفل، الذي تترأسه، على تبني مجموعة من الإجراءات في إطار مخطط شمولي لتكريس آليات الحماية للأطفال.

هذا التطلع الذي لا يهدأ، عبرت عنه الأميرة بجلاء حين قالت ذات نشاط يخص أولويات الطفولة المغربية:

"نريد لأطفالنا مستقبلا واعدا وخاليا من كل أشكال وأنواع العنف والقسوة.هو مستقبل يتم تصوره في إطار بناء  مجتمع ديمقراطي حداثي".

4- المهارة في قيادة الاتحاد النسائي:

تحملت الأميرة لالة مريم مسؤولية قيادة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، بعد أميرة الشمال الراحلة لالة فاطمة الزهراء العزيزية.

تميز أداؤها على رأس هذا الاتحاد بكثير من المبادرات الهامة والفعالة. حيث عرف الاتحاد في عهدها الكثير من الحركية والنشاط والحيوية.

بدليل أن مبادرات الأميرة المتسمة بالانفتاح على مختلف القضايا والانشغالات النسائية، نقلته من مداره الوطني الضيق إلى افقه الكوني، عبر حضور الاتحاد الوطني لنساء المغرب في أكبر وأهم المنتديات النسائية الدولية.

وباعتراف الكثير من القيادات النسائية في المغرب والعالم، فإن الأميرة لالة مريم، المزدادة بروما في 26 غشت 1962، أوصلت الاتحاد إلى آفاق لم تكن منظورة.

5- دعم قيم التضامن الاجتماعي:

بفعل إحرازها على سلسلة من النجاحات المتعلقة بتقديم الرعاية الجيدة والمتواصلة للفئات الاجتماعية الهشة في البلاد، ومنها النساء والأطفال، حظيت الأميرة لالة مريم بمكانة عربية ودولية كبيرة.

إن الأميرة لم تحصر جهودها في هذا المضمار على الواقع داخل المغرب، بل تعدته إلى تبني قضايا المرأة والطفل في مختلف أنحاء العالم.

كما انخرطت بفعالية في العديد من الجهود ذات البعد الكوني التي تطال الدعم الإنساني المرتبط بالخدمات الاجتماعية للمرأة والطفل والأسرة.

وقد وصفت الأميرة من طرف الصحافة الدولية بأنها واحدة من رموز الإشعاع الواسع في مجال إشاعة قيم التضامن الاجتماعي، والتسامح الثقافي، على صعيد دول البحر الأبيض المتوسط.

6- تتويج دولي لجهود كبيرة:

لأن الأميرة لالة مريم تركت بصمتها على مسار الارتقاء بكل ما يخص المرأة والطفل، فقد توجت جهودها باعتراف من أكبر المؤسسات العالمية.

في هذا السياق، يعتبر حصولها على جائزة البحر الأبيض المتوسط للطفولة، التي تمنحها اللجنة الدولية للمؤسسة المتوسطية للسلام لأكبر الشخصيات العالمية، بمثابة تتويج كوني لجهودها التي لم تتوقف أبدا.