وجه أطفال إقامة "حدائق بيلفيدير" في مدينة الدار البيضاء رسالة مؤثرة إلى الآباء والأمهات القاطنين تحديدا بالعمارات السكنية، يناشدونهم من خلالها بالانفتاح أكثر على بعضهم البعض، ومن ثمة تمكين النشء القادم من الاندماج فيما بينه، وذلك في قطع مع ما تسرب لهذه الإقامات من عادة الانطواء والانكماش على الذات.
وأتت هذه الرسالة على هامش المبادرة التي أقدم عليها ساكنة "حدائق بيلفيدير"، الأحد الماضي، وهم ينظمون يوما ترفيهيا وتربويا وتصالحيا، تميز بالعديد من الأنشطة كان أبرزها التأليف بين المعنى الحقيقي للجوار وأبعاد التحسيس البيئي. إذ خصصت جوائز تشجيعية وفقرات لغرس كل طفل وطفلة شجرة باسمه أو اسمهما كدافع معنوي للسهر على مواصلة رعايتها، وضمنيا الابتعاد عن أدية أي ممتلك عمومي سواء داخل فضاء الإقامة أو خارجه.
وفي هذا السياق، أجمع الأطفال: فيصل المودني، إبراهيم إيفيس، أحمد بنمسعود، على استحسانهم للفكرة، والاستفادة الرائعة التي جنوها من خلالها. إذ وكما قال فيصل، الخامس ابتدائي، فإن هذا اليوم مكنه من الالتقاء بأطفال قلما يصادفهم على الرغم من اشتراكهم الإقامة، مستطردا بأن السمة الغالبة على من هم في سنه ملازمة البيت.
أما إبراهيم، الخامس ابتدائي، فقد أكد على أنه ومن شدة إعجابه بما برمج في هذا اليوم من أنشطة يتمنى لو يعاد كل سنة على الأقل، ملفتا إلى أنه ومن بين ما سيخلد في ذاكرته تلك الشجرة التي زرعها باسمه، الأمر الذي سيدفعه إلى ملازمة الاعتناء بها وهما يكبران معا.
هذا في الوقت الذي ذهب فيه أحمد، إلى أبعد من ذلك حين رغب في أن ينظم مثل هذا اليوم نهاية كل أسبوع لغاية أن يكون متنفسا للتخلص من تعب الدراسة الأسبوعي، وبالتالي اكتساب طاقة جديدة لدخول غمار الأسبوع المقبل، علاوة على أن هذا الاقتراح من شأنه أن يخفف من مصاريف تنقل الآباء والأمهات لفضاءات بعيدة، قد تكلفهم المزيد من الوقت والمال.