لم نكن نعلم بأن مدينة وزان قد تصالحت من جديد مع مدرسة السيبة التي كان من نتائجها الكارثية " شرملة " وجه دار الضمانة ، إلى أن جاءنا الخبير اليقين من حي النهضة الحديث الولادة . ولادة تفيد كل المؤشرات بأنها ستنتهي بالمولود إلى إصابته بكل أنواع الإعاقة ، وآنذاك اعتمادات مالية ضخمة ستقتطع من جيوب المواطنين والمواطنات لترصد لإعادة هيكلة الحي الذي تتحمل أعطابه الكثيرة حفنة من " لي علا بالكم " الذين انتفخت جيوبهم وحساباتهم البنكية .
جولة قصيرة بحي النهضة رفقة رئيس وداديته الذي أعياه طرق أكثر من باب من دون جدوى ، انتهت بالجريدة الوقوف على مظاهر الفوضى إن لم نقل السيبة . استيلاء أشخاص بعينهم ، على أزقة وضمها إلى منازلهم . إلحاق البعض الآخر لمساحات عمومية مجاورة لمساكنهم ، وتسييجها وتشجيرها لتصبح فضاء خاصا يتنفس فيه الأهل والأحباب . أما تغيير معالم الوجه المعماري للحي فحدث ولا حرج . مآرب تفتح ضدا على القانون ، وما يسمى "ببيت الصابون" الكثير منها غير محترم للمواصفات والشروط الطلوبة . حتى أن مسجدا بهذا الحي لم ينج من قبضة خريجي مدرسة الفساد . فقد أقدمت الإدارة الترابية بتنسيق مع المندوبية الوصية على تعطيل الصلاة به في الأسابيع الأخيرة بعد أن أضحت حياة جموع المصلين مهددة بالخطر في أي لحظة ، خصوصا وأن العيوب التي ظهرت على البناية من الدرجة المتقدمة في الخطورة كما أكد للجريدة مصدر على بينة بالتفاصيل .
هل كان الحي الذي من المفروض أن يشكل نموذجا في هندسته ، سيكون على ما هو عليه من السيبة التي لم ترصد الجريدة إلا نزرا من تجلياتها ، لولا أن زمن سلطة المال التي تعلو كل السلط وتبلعها ما زال لها موقع قدم في أكثر إدارة عمومية ومنتخبة توجد في علاقة تماس بالتعمير والبناء ؟
يذكر بأن ساكنة هذا الحي كانت قد خرجت السنة الماضية في مسيرتين حاشدتين مطالبة بتأهيل الشوارع وتقوية الإنارة ، وهو ما تم الاستجابة له جزئيا.