في إطار محاربة الهدر المدرسي، وزعت عمالة زاكورة، مؤخرا مجموعة من الحافلات المخصصة للنقل المدرسي على الجماعات القروية التي تعاني من هذه الظاهرة، ومنها جماعة تامزموط التي استفادت من حافلة عمل رئيس مجلسها الجماعي على تسليمها لإحدى الجمعيات "الموالية" له، حسب مصادر "أنفاس بريس"، حيث انضافت هذه الحافلة إلى حافلتين تملكهما هذه الجمعية، الشيء الذي جعل "جمعية تاملالت" بنفس الجماعة تحتج بشدة، سواء لدى مندوبية وزارة التربية الوطنية أو لدى عمالة الإقليم، على اعتبار أنها هي التي تقدمت بطلب في الموضوع سجل بواردات مندوبية التعليم منذ عهد المدير السابق.. واعتمادا عليه خصصت عمالة الإقليم تلك الحافلة لتلامذة دوارها. وهذا ما أكده مصدر عليم بمندوبية التعليم لـ "أنفاس بريس"، إلا أن رئيس الجماعة تسلمها في إطار بروتوكول التسليم الجماعي للحافلات بالعمالة.
وفي هذا السياق صرح الرئيس لـ "أنفاس بريس" أنه منذ هذه العملية (التسليم) قام بجميع الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بهذه الحافلة بما فيها التأمين.. مؤكدا في الوقت نفسه أنه "فوت" الحافلة للجمعية التي تتوفر على حافلتين على اعتبار تجربتها في تسيير النقل المدرسي ومواردها المالية المحترمة، عكس "جمعية تملالت" التي تفتقر للموارد المالية والبشرية.. مشددا على فشل هذا المشروع قبل بدايته في حالة إسناد الحافلة إلى هذه الجمعية.
وعن دخول كائنات سياسوية محلية في الموضوع، نفى رئيس جماعة تامزموط نفيا قاطعا أي استغلال سياسوي للقضية قائلا، إن الجمعيتين معا في صفي. إلا أن عامل الإقليم عبد الغني الصمودي كانت له نظرة مغايرة، حيث كان صارما في الموضوع، إذ لم ينتظر استدعاء هذا المسؤول إلى مكتبه، بل استغل مناسبة تكريم أحد الدكاترة بزاكورة، ووجه للرئيس الذي كان برفقة مدير مندوبية التعليم بزاكورة خطابا شديد اللهجة، داعيا إياه إلى تسليم الحافلة لـ "جمعية تملالت"، وبكل استعجال وبدون مناقشة، وهي الوقائع التي عاينتها "أنفاس بريس".. إلا أن الرئيس بدى متشبثا بالحافلة وبموقفه، متحديا "توجيهات" عامل الإقليم، حيث أكد لنا أنه لن يسلم الحافلة بتلك الطريقة ولو كلفه الأمر تسليم مفاتيح الجماعة، على حد قوله...