Friday 9 May 2025
مجتمع

الباعة المتجولون بوزان يطالبون بالحق في كسرة خبز نظيفة

الباعة المتجولون بوزان يطالبون بالحق في كسرة خبز نظيفة

قبل التعرض إلى دواعي الوقفة الاحتجاجية التي رصدتها "أنفاس بريس" صباح يوم الجمعة 27 ماي، أمام المدخل الرئيسي لعمالة وزان، وجب التذكير بأن عملية تنظيم المجال التي أطلقتها السلطة المحلية بوزان منذ حوالي سنتين، تفاعلا مع أصوات فعاليات ارتفعت عاليا بعد أن ألمها مسلسل بدونة المدينة، الذي يقف وراءه رعاة الاقتصاد الانتخابي غير المنظم، انتهت بتحرير الفضاء العام من الاحتلال العشوائي من طرف باعة جائلين، منهم من قدم إلى دار الضمانة من مدن مجاورة لم يعد مسموح لهم بمزاولة نشاطهم التجاري العشوائي في فضائاتها العمومية.

عملية تحرير جزء من الفضاء العمومي لدار الضمانة، مضاف إليها الانخراط الواعي والحماسي لجمعيات الأحياء في رد الاعتبار لفضاءات الأحياء (طلاء الجدران، الجداريات، حملات النظافة...)، خلفت ارتياحا واسعا في صفوف ساكنة المدينة وزوارها، الذين سجلوا بداية مصالحة المجال العام مع التاريخ العريق لدار الضمانة، التي كانت لها أكثر من بصمة في كتلة بصمات الجمالية التي طبعت المدينة المغربية قبل أن تفقدها معاول الهدم هويتها.

الوقفة الاحتجاجية المشار إليها، نظمها "باعة" أغلبهم نساء، يمكن تصنيفهم، وبدون مبالغة، في الدرجة السفلى للهشاشة الاجتماعية، تواجدوا ( الباعة) ردحا من الزمن بقلب المدينة (السوياق)، حيث كانوا ينصبون خياما بشعة، وبراريك تحت سقيفة بعض جحورها ما لا يخطر على البال، مطالبين خلال هذه الوقفة، بإيجاد مخرج لمأساتهم الاجتماعية، الناتجة عن إبعادهم منذ أكثر من سنة من حيث كانوا، ونفيهم إلى مكان لا يصله المتبضعون من المواطنين، ولا يتوفر على أبسط شروط عرض بضائعهم من الخضر والفواكه .

مشاركات في هذه الوقفة صرحن لـ "أنفاس بريس" بأن صبر المبعدين  قد نفذ، وأن كلفة هذا الإقصاء الاجتماعي كانت كارثية على أسرهم وأبنائهم الذين منهم من غادر صفوف المدرسة ليلتحق بالشارع، الذي ترحب مآسيه وأمراضه بهم. وأضفن بأن المبعدين كانوا ضحية مقلب مكونات بالمجلس البلدي السابق، الذين وعدوهم بأن حلا مشرفا لوضعيتهم في الطريق. لذلك فهم يرفعون اليوم صوتهم عاليا، مطالبين كل من له علاقة من قريب أو بعيد بملفهم، التدخل من أجل صون كرامتهم التي يضعها الملك على رأس أجندته، وتشكل روح مبادراته الإنسانية التي أطلقها في ربوع المملكة.