Saturday 10 May 2025
مجتمع

حقيقة إشارة "عبدة الشيطان" بأصابع اليد وأسئلة الأطفال المُحرجة!!

حقيقة إشارة "عبدة الشيطان" بأصابع اليد وأسئلة الأطفال المُحرجة!!

قد يستوقفك طفل صغير وأنت تشرب كأس شاي أو تشاهد التلفزيون، فيباغتك بسؤال يتطلب جوابا آنيا دون تعجيل، فيقول لك: أبي أو أخي أو عمي، ماذا تعني هذه الإشارة بأصابع اليد (الصورة في الوسط)، ويظهر من خلالها عملية رفع أو إشهار الأصابع الآتية: الإبهام والسبابة والخنصر وجمع أو طي الأصبعين الآخرين: الوسطى والبنصر!!؟؟.

الرد على فضول الأطفال، يجب أن يكون حكيما وصريحا وشافيا وكافيا وبسيطا، لكن مع هذه الإشارة تختلط البساطة بالتعقيد والسهولة بالصعوبة والأصل بالنقل، والتاريخ بالثقافة والسلوكات بالمعتقدات.

يردِّدُ الكثير من الناس أن هذه الإشارة هي خاصة بالماسونية ولشرح معنى الماسونية أمام طفل سيجرنا الواد، في اتجاه مثلث "برمودا" وهذا موضوع آخر، ويقول آخرون أن هذه الإشارة هي تجسيد رمزي لقرون الشيطان وللحديث مع الطفل عن الشيطان، سيجرفك الواد إلى اتجاه تفاصيل ماهية الشيطان والوجودية والخلق وآدم وحواء وخالق الكون.

بادئ ذي بدء لابد من التأكيد للطفل بأن أقدم لغة هي الإشارة وهي مبدأ النقاش البسيط في عمقه، أما الجواب عن معنى إشارة اليد (الصورة) فيحيلنا على أصلها و"سبب نزولها" والحدث أو الموقف الذي ساهم في نشرها كاصطلاح على معنى ما في ظرف زمني معين. وتشير الكثير من الروايات أن هذه الإشارة تسمى باللغة الإنحليزية (ILY Sign) وتجمع أول حروف ثلاث منطوقات باللغة الإنجليزية   "آي" وتقابلها في اللغة العربية "أنا"، ويتبعها حرف "إلْ" وهي اختصار لكلمة LOVE وتقابلها في العربية "أحب"، وبقي الحرف الأخير Y (وايْ) وهي اختصار لعبارة المخاطب مؤنثا ومذكرا YOU  "أنتَ أو أنتِ أو أنتم"، وتقابلها في العربية ضمير المخاطب في هذه العبارة كشرح للمعنى كاملا (أنا أحبُّكَ/كِ/كُمْ)، ويؤصل مجموعة من الدارسين والباحثين هذه الإشارة على "لغة الإشارات الأمريكية" ويحددون تاريخ استعمالها في سنة 1905 م، ويستدلون على انتشارها بشكل أوسع في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، بفترة استخدامها من طرف المرشح للرئاسة في بلد العم سام (أمريكا)  الرئيس السابق "جيمي كارتر"،  إذ بعد فوزه سنة 1977 في الانتخابات الرئاسية، التقى بمجموعة من الصُّمْ وأشهروا هذه الإشارة بأصابع اليد في وجهه، ولما سأل عن معناها وجد أنها تعني "نحبك" وخلال لقائه مرة أخرى بمجموعة من الصُّمْ، تواصل معهم بهذه الإشارة ورفع يده وأشهرها في وجههم، وتم التقاط الصور له في هذا اللقاء، ونشرت في كبريات الصحف والمجلات بالولايات المتحدة الأمريكية، فانتشرت الإشارة انتشارا كبيرا.

ولأن الإشارات لغة عالمية لا تحصرها الحدود منذ بداية الزمان إلى يومنا هذا، فإن العديد من العاشقين لكرة القدم، تساءلوا كثيرا عن معنى إشارة أخرى بالأصابع قريبة جدا من الإشارة المعنية بالأمر، ويتم خلالها إشهار الإبهام والخنصر فقط، وطفا هذا السؤال على واجهة الحدث الكروي عالميا، عندما كان اللاعب البرازيلي "رونالدينو" يستعملها بعد تسجيله للأهداف، وتستمد إشارة "رونالدينو" المذكورة، جذورها من علامة الشاكا Shaka Sign، وهي مرتبطة تاريخيا وثقافيا بجزر الهاواي، وما يصطلح عليه بـ "روح الألوها"، ومعناها الروح الاجتماعية الطيبة ولا علاقة لها بالتأويل لعبارة (روح الآلهة)، وفي تفسيرها سياق مرتبط بالصداقة والتفاهم بين مختلف الثقافات والشعوب التي تتلاقح وتتعايش في "هاواي".

تختلف إشارات الأصابع واليد كاملة من بلد لبلد ومن فترة زمنية لأخرى ومن ثقافة إلى ثقافة، لكن مع الطفل يمكن تمرير رسالة بعد الشرح مفادها، أن أصابع اليد متراصة ومجتمعة، يمكن أن تصفع الوجه لتتصاعد حرارة الضربة ودرجة احمرار الوجه من الألم والقسوة، كما يمكن أن تمرر اليد نفسها أصابعها مجتمعة ومتراصة مرة أخرى، على الوجه لكن هذه المرة بلمسة ناعمة رقيقة، تتصاعد معها حرارة الحب ودرجة احمرار الوجه إحساسا بالعطف والحنان.