السبت 4 مايو 2024
سياسة

ندير إسماعيلي: الخطاب الملكي في قمة الرياض أعاد رسم معالم فلسفة السياسة الخارجية المغربية

ندير إسماعيلي: الخطاب الملكي في قمة الرياض أعاد رسم معالم فلسفة السياسة الخارجية المغربية

تميز الحدث الذي شهدته الرياض عاصمة المملكة السعودية خلال هذا الأسبوع بخطاب قوي ومباشر ألقاه الملك محمد السادس أثناء القمة التي جمعت دول التعاون الخليجي مع المغرب حيث وضع الخطاب أصبعه على مكامن الخلل في سياق إقليمي ودولي مضطرب أمام تحديات الإرهاب وإذكاء الصراعات ونزعات الانفصال التي تقف وراءها قوى عالمية تسعى إلى زعزعة استقرار الدول الآمنة.. "أنفاس بريس" اتصلت بندير إسماعيلي باحث وأستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي العام بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس لتسليط الضوء على مضامين الخطاب الملكي، فوافاها بالتصريح التالي:

"بكل تأكيد يعتبر الخطاب الملكي لقمة المغرب ودول التعاون الخليجي حدثا في التاريخ المعاصر لإعلان السياسة الخارجية المغربية وذلك لاعتبارين أسا سيبن:

أولا انعقاده في وضع دولي وإقليمي يتميز بتغييرات استراتيجية وجيوسياسية كبيرة ذات الصلة في المقام الأول بإعادة النظر في التحالفات والخرائط وكذا إعادة ترتيب النفوذ بين القوى التقليدية والناشئة.

ثانيا إدراك المملكة المغربية لهذه التحولات الحرجة القائمة على توزيع وصيانة الهيمنة من قبل اللاعبين الأساسيين لنظام دولي غير منصف وغير عادل من أجل إضعاف قدرات الاندماج والاستقرار لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد النهاية المأسوية للربيع العربي.

هكذا عبر إذن جلالة الملك بلغة صارمة ومسؤولة عن إدانة هذه المؤامرة المدبرة من طرف لوبيات الفوضى والاستبداد، كما كشفت عن ذلك تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة والتي ترمي إلى المساس بكل الشرعيات، كما فضح بشجاعة وجيهة مناورات القوى للنيل من سيادة دول المنطقة العربية وتفكيك وحدتها الترابية وزعزعة  استقرارها بضغوط ومناورات متنافية مع مبادئ الالتزام واحترام قواعده.

ويمكن إجمال القول الملكي فيما يلي:

- إعادة رسم معالم فلسفة السياسة الخارجية المغربية وتحديد قواعد التعامل مع كل الأطراف من الأحلاف والأصدقاء، هذه الفلسفة التي تقوم على المقومات التالية: الحرية، الاستقلالية، التعددية، الصرامة.

- إدانة السياسة الدولية في سلوكها ألمنافق والرامي إلى المساس باستقلال الدول والنيل من التجارب النموذجية و بلقنة المنطقة العربية.

- الدعوة للتصدي لمخطط التقسيم وتمتين الأمن الجماعي العربي وكل نوايا التقسيم واستهداف الأنظمة العربية المستقرة.

- ذكر التزام المغرب بالمواثيق مادام الشركاء على العهد.

- الإعلان عن  نموذجية الشراكة مع مجلس التعاون لدول الخليج كشراكة استراتجية تقوم على القيم المشتركة.

- إعلان ضرورة وضع ميثاق اتفاق عربي لمواجهة خطة تقسيم وتفكيك العالم العربي وذلك من خلال إنشاء كيفيات وسائط تسوية النزاعات الداخلية العربية العربية في هذا السبيل الكفيل بضمان مستقبل المحافظة على استقلال العالم العربي.