السبت 4 مايو 2024
سياسة

لكريني:خطاب الملك كان واضحا مباشرا و وضع الأصبع على مكامن الخلل

لكريني:خطاب الملك كان واضحا مباشرا و وضع الأصبع على مكامن الخلل

تميزالحدث الذي شهدته الرياض عاصمة المملكة السعودية، خلال هذا الأسبوع، بخطاب قوي و مباشر ألقاه الملك محمد السادس، أثناء القمة التي جمعت دول التعاون الخليجي مع المغرب، حيث وضع الخطاب أصبعه على مكامن الخلل في سياق إقليمي ودولي مضطرب أمام تحديات الإرهاب، وإذكاء الصراعات  ونزعات الانفصال.

"أنفاس بريس" اتصلت بإدريس لكريني، أستاذ بكلية الحقوق بمراكش، وأجرت معه الحوار التالي:

ماهو في نظرك السياق الذي انعقدت فيه قمة دول التعاون الخليج مع المغرب؟

هو بداية ينبغي الإشارة إلى أن القمة في حد ذاتها تأتي في مرحلة مفصلية مرحلة تشهد فيها المنطقة مجموعة من التحديات ومجموعة من المخاطر التي تتجلى أولا في تنامي التصدع في الصف العربي وكذلك تباين المواقف إزاء مجموعة من القضايا العربية، وكذلك ارتباك النظام الإقليمي العربي وخصوصا تراجع دور جامعة الدول العربية على مستوى التفاعل بفعالية مع مجموعة من القضايا العربية البينية أو القضايا العربية الداخلية، وهذا ما فتح المجال واسعا أمام تدخلات إقليمية ودولية عمقت الجراح وعمقت الإشكال وصبت الزيت على النار، مما جعل الحل يخرج من بين أيدي  الفاعلين المحليين ، وبالإضافة إلى هذا  التحدي الذي تأتي في سياقه القمة  هنالك تحدي آخر هو تنامي معضلة الإرهاب  هذه المعضلة التي أصبحت تهدد الجميع ، فتنامي الإرهاب الدولي وخصوصا مع الارتباكات الأمنية التي تعرفها سوريا وليبيا واليمن هذا الإرهاب للأسف لم يعد مقصورا في خطورته على المنطقة بقدر ما انتقل إلى مناطق أخرى ووصل إلى عمق التراب الأوروبي مما جعل المنطقة العريية تتعرض للكثير  من الضغوطات ولكثير من التدخلات.

كيف تقرأ، إذن قوة خطاب الملك محمد السادس، على ضوء السياق والتحديات التي ذكرت ؟

الخطاب الملكي كان واعيا بحجم هذه المخاطر وواعيا بحجم هذه التحديات التي تواجه المنطقة ،إذن جاء  الخطاب واضحا مباشرا ووضع الأصبع على  مكامن الخلل، فهو أولا أشار إلى أن المنطقة أصبحت فضاء لتدخلات أجنبية وإقليمية تعمق الجراح   وتهدد وحدة الصف وتهدد وحدة الدول وتدعم خيارات الانفصال وخيارات التجزئة  والطائفية بالإضافة إلى ذلك الخطاب نبه إلى مخاطر الإرهاب التي باتت تهدد المنطقة برمتها ، وفي نفس الآن أشار الخطاب إلى ضرورة وأهمية بلورة سبل تنسيقية وتعاونية تدعم التعاطي بكفاءة وبفعالية وفي إطار من اليقظة مع هذه المخاطر.

في هذا الإطار ألا ترى بأن الخطاب زاوج بين أمرين اثنين بين خطر الإرهاب  من جهة واستعمال الإرهاب من جهة ثانية كوسيلة لدعم الحركات الانفصالية  تهدد وحدة واستقرار الدول  كما يحصل الآن للمغرب مع حركة البوليساريو ؟

هو طبعا الخطاب  نبه كما قلت إلى كثير من المخاطر التي لم تعد مقتصرة على الشرق  العربي   بل أصبحت تطال مغربه أيضا  وخصوصا على مستوى السعي نحو إثارة الفتن وإلى تهديد سيادة الدول  وطبعا كانت الإشارة واضحة إلى ما تعرفه قضية الوحدة الترابية من تحديات وخصوصا بعد تموقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى صف الخصوم  ومحاولته تغيير الوقائع وتغيير السياق التاريخي وكذلك الشرعية ا لدولية المرتبطة بحقوق المغرب في صحرائه بصورة منحرفة  ، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لوحدة الدول ولسيادتها ،ومن هذا المنطلق الخطاب كان واضحا لأن صراع المغرب لم يكن في يوم من الأيام مع الأمم المتحدة باعتبارها منظمة عالمية المغرب يساهم  من خلالها في تحقيق السلم والأمن الدوليين على مستوى المشاركة  في عمليات الأمم المتحدة وكذلك دعم جهود هذه المنظمة في سبيل تحقيق أهدافها  وهكذا فالمشكلة الأساسية تكمن في صراع المغرب مع الأمين العام  الأممي  الذي  انحرف بمهامه المنوطة به بموجب الميثاق

الأممي، وكذلك مهامه المحددة له بموجب القرارات الأممية وخصوصا قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالموضوع ، إذن من هذا المنطلق نبه الخطاب الملكي إلى أهمية التنسيق في المواقف وإلى أهمية اتخاذ الحذر واليقظة من كل  ما يحاك  إقليميا ودوليا  إزاء المنطقة كسبيل لاستغلال خيراتها وثرواتها  وكذلك كسبيل لإدخالها  في متاهات من الصراعات الداخلية التي يمكن أن تهدد وحدتها  ومقوماتها.