الخميس 2 مايو 2024
سياسة

رشيد يلوح: مقترح الحكم الذاتي يعتبر أرضية وحافزا لأي تحرك لمجلس التعاون الخليجي لإقناع الجزائر والبوليزاريو (مع فيديو)

رشيد يلوح: مقترح الحكم الذاتي يعتبر أرضية وحافزا لأي تحرك لمجلس التعاون الخليجي لإقناع الجزائر والبوليزاريو (مع فيديو)

استضافت قناة "سكاي نيوز" الدكتور رشيد يلوح، الباحث في مركز الإمارات للدراسات، لمناقشة أهم القضايا والقرارات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية التي تمخضت عن القمة التاريخية بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية. ونظرا لأهمية ما جاء في الحوار نقدم لقراء "أنفاس بريس" نص الحوار كاملا:

+ ما هي الرسائل التي نستشفها من خلال بيان القمة الخليجية المغربية؟

- القمة الخليجية المغربية، أولا أهم الرسائل الموجهة أن القمة تاريخية، لأول مرة يتم تنظيم هذه القمة، ثانيا أنها قمة استراتيجية أعطت دفعة قوية للعلاقات المغربية الخليجية، إضافة إلى أنها أحدثت انتقالا نوعيا بين المملكة المغربية ومجلس التعاون الخليجي، وأعطت رسالة أخرى وهي الصراحة في العلاقة بين الطرفين، فهي قمة صريحة جدا وبشكل غير مسبوق، إضافة إلى أنها فتحت آفاقا جديدة للعلاقة بين الطرفين. هناك أيضا من أهم أبعاد القمة أنها أكدت على مسألة الشمولية، فهي شاملة في الملفات التي ناقشتها وطرحتها للنقاش والتي حسمت فيها، إضافة إلى أنها طرحت الملفات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية.. وهي أيضا قمة تكاملية بين الطرفين، بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي، لكل طرف نقط قوة يريد أن يضيفها للطرف الآخر طبعا لتكامل الأدوار.

+ ما المرحلة التي وصلت إليها العلاقات بين دول الخليج والمغرب برأيك؟

- أعتقد أن أصدق توصيف هو أنها مرحلة استراتيجية جد متقدمة، وأنها مرحلة أصبح فيها تفعيل هذه الشراكة الاستراتيجية التي كانت فيها من قبل مستوى تعاون استراتيجي يعني علاقات استراتيجية حقيقية... أصبحت تأخذ بعدا مستداما، بمعنى أن المغرب أصبح الآن جزءا من النظام الإقليمي الخليجي، وأصبح له دور أساسي في خارطة موازين القوى الإقليمية.

+ في ظل انسداد آفاق الاتحاد المغاربي، هل بات العمق الخليجي هو البديل بالنسبة للمغرب؟

- في الحقيقة هذه المقاربة، ليست واردة بهذا الشكل. فالمغرب يؤكد أيضا على الشراكة المغاربية ويؤكد أيضا على دور اتحاد المغرب العربي.. لكن بالنسبة للمغرب هناك مشكل ملف الصحراء. والمغرب يؤكد على حل هذا الملف، ويؤكد على وحدته الترابية، وهو ما ورد الآن في القمة الخليجية المغربية، بحيث أن المغرب أكد على مسألة أن ملف الصحراء من منظور الرؤيا الاستراتيجية المغربية التي ترفض مشاريع التقسيم في العالم العربي كله، وهي مشاريع تقسيم كما نعرف جميعا، هي أجندة تتدخل فيها قوى دولية، وتحاول بعض القوى الإقليمية تنفيذها في المنطقة، وهي تستهدف الجميع.. فلذلك الرؤيا المغربية تلتقي مع رؤية مجلس التعاون الخليجي الرافضة لأي مشروع تقسيم.

+ التضامن الخليجي في مسألة الصحراء، كيف سينعكس على هذه الأزمة الطويلة؟

- أعتقد أن مجلس التعاون الخليجي يستطيع أن يقدم الكثير في هذا الملف للمغرب سواء على المستوى الدولي أو على مستوى الهيئات الأممية، يستطيع أيضا أن يقدم على مستوى الوساطات والمبادرات مع الأطراف المغاربية خاصة مع الطرف الجزائري المتدخل في ملف الصحراء، وأيضا يستطيع أن يقدم الدعم السياسي، وهذا مهم جدا إضافة إلى الدعم طبعا الاقتصادي فيما يخص تنمية الأقاليم الصحراوية المغربية، وكذلك الدفع بمشروع الجهوية المطبق الآن في المغرب، والذي بدأ بإعلان العيون الذي أعلنه الملك محمد السادس قبل أسابيع.

+ هذا الدعم الخليجي برأيك، هل يمكن أن يلين من موقف جبهة البوليزاريو ويدفعها بقبول مقترح الحكم الذاتي الذي يدعو إليه المغرب؟

- طبعا، طبعا، إذا كان هناك موقف خليجي نوعي في المرحلة القادمة سواء من خلال مبادرات سياسية سواء من خلال وساطات، أو من خلال الضغط على القوى الدولية.. نستطيع أن نرى تحولا في موقف أطراف البوليزاريو والجزائر، لأننا الآن نشهد تحولا كبيرا في أدوار مجلس التعاون الخليجي، خاصة المملكة العربية السعودية التي أصبحت عاصمة للقرار العربي، أصبحت قاطرة للملفات العربية منذ سنتين أو ثلاث سنوات، أظهرت فيها السعودية مستوى كبيرا من الحزم ومستوى كبيرا من الجدية.. ونتوقع أنه إذا كان هناك مبادرة من مجلس التعاون الخليجي، أن نرى حلحلة لهذا الملف طبعا بتنسيق مع المغرب، وفي إطار الرؤيا الوحدوية المطلوبة على المستوى العربي والتي يشترك فيها المغرب مع دول الخليج العربي.

+ ما الدور الخليجي المتوقع في مسألة تقريب وجهات النظر بين المغرب والقوى المؤثرة في ملف الصحراء؟

- أعتقد أن المدخل الأساسي في هذا الدور هو أولا إزالة وإبعاد فكرة التقسيم، تقسيم الدول، وإزالة دعم الحركات التي تتبنى الأفكار الانفصالية، ورفض دعم المس بالوحدة الترابية وسيادة الدول العربية. هذه فكرة مركزية الآن موجودة عند جميع الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي. وأعتقد أن المغرب ودول التعاون الخليجي بينهما التقاء وتقاسم في الرؤيا يمكن أن تكون هي المنطلق. والمغرب لديه مقترح الحكم الذاتي، والذي يعتبر أرضية ودافعا وحافزا لأي تحرك لمجلس التعاون الخليجي في إقناع الطرف الجزائري والبوليزاريو، أو أيضا في الضغط على الأصوات الدولية المتدخلة في الملف.

رابط الفيديو هنا