الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

محمد السادس يضع الأصبع على الداء في قضية الصحراء وهؤلاء هُم من اتهمهم بعرقلة الملف

محمد السادس يضع الأصبع على الداء في قضية الصحراء وهؤلاء هُم من اتهمهم بعرقلة الملف

القمة المغربية الخليجية التي احتضنتها الرياض يوم 20 أبريل 2016 لم تكن قمة بين ملكيات فحسب، بل وكانت أيضا قمة الوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها.لنأخذ - مثلا قضية الصحراء- ففي الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس كان جرئيا و وضع الأصبع على المشوشين على الملف، وعلى رأسهم الأمين العام الأممي الذي تحول من مسؤول إلى رهينة بيد مساعدين له يستغلون جهله بملف الصحراء ويوجهونه الوجهة التي تضرب الحياد الأممي. وفي هذا الإطار لم يتوان الملك في القول بأن:

"الوضع خطير هذه المرة، و غير مسبوق في تاريخ هذا النزاع المفتعل ، حول مغربية الصحراء .
فقد بلغ الأمر إلى شن حرب بالوكالة ، باستعمال الأمين العام للأمم المتحد ة ، كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصريحا ته المنحازة ،و تصرفاته غير المقبولة ، بشأن الصحراء المغربية .
ولكن لا تستغربوا. فإذا عرف السبب ، بطل العجب .فماذا يمكن للأمين العام ، أن يفعله وهو يعتر ف بأنه ليس على اطلاع كامل على ملف الصحراء المغربية، مثل العد يد من القضايا الأخرى . بل إنه يجهل تطوراته الدقيقة، وخلفياته الحقيقية.
وماذا يمكن للأمين العام القيام به، و هو رهينة بين أيدي بعض مساعد يه ومستشاريه ، الذين يفوض لهم الإشراف على تدبير عدد من القضايا الهامة ، ويكتفي هو بتنفيذ الاقتراحات التي يقدمونها له .
ومعروف أن بعض هؤلاء الموظفين لهم مسارات وطنية، وخلفيات سياسية ، ويخدمون مصالح أطرا ف أخرى ،دون التزام بما يقتضيه منهم الانتماء لمنظمة الأمم المتحدة ، من واجب الحياد و الموضوعية ، ا لذي هوأساس العمل الأممي .

فالأمين العام ، رغم تقديرنا الشخصي له، ما هو إلا بشر. لا يمكنه الإلمام بكل القضايا المطروحة على الأمم المتحدة ، وإيجاد الحلو ل لكل الأزمات والخلافات عبر العالم ."

هذا الهجوم غير المسبوق على محيط الأمين العام الأممي  اقتضى من الملك أن يضع النقط على الحروف فيما يخص مجلس الأمن والدول الكبرى بقوله أن المشكل يتجلى في تغير الإدارات باستمرار في الدول مما يعيد ملف الصحراء إلى نقطة الصفر لنقرأ هذا المقتطف من الخطاب الملكي:
"و أود التأكيد هنا ، أن المغرب ليس له أي مشكل مع الأمم المتحدة، التي هو عضو نشيط فيها ،ولا مع مجلس الأمن ، الذي يحترم أعضاءه ، ويتفاعل معهم باستمرار ؛ وإنما مع الأمين العام ، وخاصة بعض مسا عديه ،بسبب مواقفهم المعادية للمغرب .
والمغرب كان دائم التنسيق ، بخصوص هذا النزاع المفتعل ،حو ل وحدتنا الترابية ،مع أصدقائه التقليديين ، كالولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا وإسبانيا ،و مع أشقائه العرب، خاصة دول الخليج ، والأفارقة كالسنغال وغينيا وكوت ديفوار والغابون.
غير أن المشكل يبقى مطروحا مع المسؤولين بالإدارات، التي تتغير بشكل مستمر، في بعض هذه الدول .
ومع كل تغيير يجب بذل الكثير من الجهود ، لتعريفهم بكل أبعاد ملف الصحراء المغربية،و بخلفياته الحقيقية ،وتذكيرهم بأن هذا النزاع ،الذي دام أزيد من أربعين سنة ،خلف العديد من الضحايا،وتكاليف مادية كبيرة ،وبأن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة،و ليست قضية القصر الملكي لوحده."