الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

الملك يعري نفاق الغرب ويقول: المغرب ليس محمية لأي بلد ونحن أحرار في تنويع شركائنا الدوليين

الملك  يعري نفاق الغرب ويقول: المغرب ليس محمية لأي بلد ونحن أحرار في تنويع شركائنا الدوليين

كان الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، بالرياض في القمة المغربية الخليجية ترجمة لما يتداوله الراي العام المغربي منذ مدة بشأن نفاق الدول الغربية وسعيها لتفتيت دول العالم العربي لإعادة رسم مشهد سياسي جديد، ليس لضمان كرامة الشعوب كما تدعي بقدر ما هي ممارسات تروم وضع اليد أكثر على خيرات العرب واستمرار استنزاف ثرواتهم لفائدة لشركات الغربية عامة والأمريكية خاصة. الدليل على ذلك ان الملك محمد السادس لم يتردد في تعرية هذا النفاق حينما توقف عند تقييم ما يسمى "الربيع العربي" ودلالات عقد القمة بالرياض بقوله:

"إن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة. فالمنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة و تقسيم الدول ، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا . مع ما يواكب ذلك من قتل و تشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي.
فبعدما تم تقديمه كربيع عربي ، خلف خرابا ودمارا ومآسي إنسانية ، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية ، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز."

هذا المسعى الرامي لتفتيت ما تبقى من دول عربية صمدت في وجه الربيع العربي بإيعاز من دول غربية لاتحترم تعهداتها هوما يفسر لماذا حرص المغرب على تنويع شركائه حتى لا يبقى "بيض المغرب" كله موضوعا في سلة واحدة "غربية بالأساس" واتجه لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع قوى عظمى أخرى من قبيل روسيا والهند والصين. لنقرأ ما نطق به الملك في القمة:
"إننا نحترم سيادة الدول، ونحترم توجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء .
ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية.
غير أن هناك تحالفات جديدة ، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة، محاولات لإشعال الفتنة، و خلق فوضى جديدة ، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة ، بل وعلى الوضع العالمي.
ومن جهته فالمغرب رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الإستراتيجية مع حلفائه ، قد توجه في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شراكاته ،سواء على المستو ى السياسي أو الاستراتيجي أو الاقتصادي.
وفي هذا الإطار، تندرج زيا رتنا الناجحة إلى روسيا ، خلال الشهر الماضي ، والتي تميز ت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في العديد من المجالات الحيوية .
كما نتوجه لإطلاق شراكات إستراتيجية مع كل من الهند وجمهورية الصين الشعبية ، التي سنقوم قريبا ، إن شاء الله ، بزيارة رسمية إليها.
فالمغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد . وسيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم
و من ثم ، فإن عقد هذه القمة ، ليس موجها ضد أحد بشكل خاص ، و لاسيما حلفاءنا . إنها مبادرة طبيعية و منطقية لدول تدافع عن مصالحها، مثل جميع الدول ، علما أن أشقاءنا في الخليج، يتحملون تكاليف وتبعات الحروب المتوالية ، التي تعرفها المنطقة."