السبت 18 مايو 2024
سياسة

"فرانس 24" تبحث عن الوصفة السرية التي أجهض بها المغرب المخططات الإرهابية لداعش

 
 
"فرانس 24" تبحث عن الوصفة السرية التي أجهض بها المغرب المخططات الإرهابية لداعش

"لا يدرك الناس أن المغربيات كن متحررات في السابق، هل هذا يعني أن آباءنا لم يكونوا مسلمين؟ ألم يكونوا يمارسون الشعائر الدينية؟ لقد كانوا متسامحين... هذا التسامح لم نعد نراه اليوم".

كان هذا تصريحا لأحد المواطنين لقناة "فرانس 24" في تحقيقها حول استراتيجية المغرب في مكافحة التشدد والتطرف وتفكيك خلايا الإرهاب بعد نزول المجتمع المغربي للشارع على إثر بعض الأحداث التي طالت حرية الأفراد وكرامتهم. وسجلت نفس القناة في تحقيقها تصريحا آخرا لرئيسة الرابطة الديمقراطية للمرأة المغربية فاطمة العسولي التي قالت "نحن في مغرب التعددية الثقافية، هذا المغرب لن يتغير اليوم، ولن نقبل أن يتغير لأن الدواعش بيننا".

التحقيق لم يغفل تمكن الدعاية التي تقوم بها "داعش" من استقطاب العديد منالشباب والالتحاق بالتنظيم الجهادي، حيث أن خطابها يجد صداه على أرض الواقع المغربي في أجواء من البطالة وترك المقاعد الدراسية باكرا، مما ساعد تنظيم الدولة الاسلامية في إغراء أكثر من 2000 شاب التحقوا بمناطق النزاع عبر العالم. وكشفت القناة الفرنسية على الدور التأطيري والتواصلي الذي تقوم به المؤسسات التي يجندها المغرب بعد تصاعد سطوة التشدد وأخذه من لدن المسؤولين بمحمل الجد، حيث برز دور "المجلس العلمي الأعلى وأدرعه المتمثلة في الأئمة والخطباء والوعاظ لمواجهة المد التكفيري"، حيث قال الخطيب السلفي محمد الفيزازي "هؤلاء الأشخاص الذين يرحلون إلى سوريا لديهم بضع براهين يدعون من خلالها أنهم على الطريق الصحيح، لديهم أدلة وآيات وأحاديث... علينا نحن أن نفهم الناس وكل العالم أنهم مجرد جهلة، من واجبنا أن ندلهم على الطريق الصحيح".

هذا وتحدث في نفس البرنامج الإمام المؤطر الديني محمد طرفوس مبرزا سماحة الدين الاسلامي وقيم التسامح التي يوصي بها مع سائر الأديان والملل والنحل "التواصل يكون بمختلف الوسائل، بالمباشر وغير المباشر...وتعليم تقنيات التواصل مع مختلف فئات المجتمع، مع المرأة والشباب والمثقف والأمي...".

هذا وتناول جزء من التحقيق نموذجين لمعاناة عائلات الجهاديين المغاربة الذين التحقوا وقتلوا هناك مثل عائلة "علي عياش الذي رحل ابنه للقتال بسوريا وقتل بأراضيها مما أثر في نفسية والدته وكان سببا في وفتها حسب تصريح زوجها"، فضلا عن والد "رضا محمد الهواري الذي قتل كذلك بسوريا بحثا عن الجنة التي أوهموه بها جهاديي داعش" وفق قول والده. وتمكن التحقيق من رصد آثار الجهاديين بالمناطق الشمالية وتغلغلهم في طنجة وتطوان وإحصاء أكبر نسبة منهم تم استقطابها للجهاد، وارتكز التحقيق في هذا الباب على الاستقطاب الذي تقوم به الجماعات السلفية ودعواتها الموجهة للشباب في تجمعات خطابية بالشارع العام كما وقع خلال شهر أكتوبر من السنة الفارطة.

القناة الفرنسية "فرانس 24" نقلت كذلك من خلال برنامجها "مراسلون" تصريحا للسلفي عمر الحدوشي المتهم بتفجيرات 16 ماي والذي سجن بتهمة الإرهاب سنة 2003 والذي قال "يجب على شباب الدول المجاورة لسوريا أن يشاركوا في الجهاد، أما شباب المغرب فعليه البقاء في بلده".