Saturday 17 May 2025
سياسة

تصريحات أمين جبهة التحرير الجزائري عمار سعيداني تلقي بظلالها على مؤتمر البوليساريو

تصريحات أمين جبهة التحرير الجزائري عمار سعيداني تلقي بظلالها على مؤتمر البوليساريو

رغم كل محاولات النظام الجزائري التقليل من موقف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الجزائري عمار سعيداني، عندما رفض التعليق على قضية الصحراء في التلفزيون الجزائري، مبررا رفضه بأنه لو تحدث عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع، مؤكدا بأنه سيدلي برأيه في القضية في مناسبة أخرى، (تقليل)، من خلال استقبال بوتفليقة على كرسي متحرك لزعيم البوليساريو، وتوشيحه بجائزة حقوق الإنسان فيما بعد، فإن موقف سعيداني خيم على أجواء اليوم الأول من انعقاد المؤتمر 14 لجبهة البوليساريو، الذي انطلق أمس الأربعاء.. حيث أكدت مصادر إعلامية تبث من مخيمات تندوف، أن "الحزب العتيد في الدولة الجزائرية، أو على الأقل رأسه، أرادوا أن يؤكدوا ما قاله سابقا الأمين العام، واختاروا هذه المرة خفض التمثيل للوفد الممثل للحزب المشارك في مؤتمر الجبهة. ففي حين ظل الحزب، ولعقود، يتصدر قائمة الوفود المشاركة من حيث العدد والمستوى، إلا أن مستوى الوفد الحالي، والمتمثل في ممثلي الحزب بالغرفة السفلى للبرلمان الجزائري بمدينة تندوف الجزائرية، تكون ربما رسالة للبوليساريو من حزب الأغلبية في الجزائر مفادها بأننا ما زلنا عند ما قاله أميننا العام"...

وأوردت نفس المصادر الإعلامية أنه لوحظ غياب واضح للشخصيات التي دأبت على الحضور حتى في مناسبات أقل أهمية من المؤتمر الشعبي العام، ومنها الصوت الجزائري المعروف الصادق بوقطاية، وإسماعيل دبش وغيرهما من الذين ظلوا أوفياء لكل دعوات البوليساريو".

ويطرح هذا التمثيل المتدني للحزب الحاكم في الجزائر في مؤتمر البوليساريو علامة استفهام كبيرة عن الموقف الحقيقي لأمينه العام عمار سعيداني من القضية الصحراوية.

ومع ذلك يبدو أن من مصالح العسكر الجزائري متقاطعة مع نظرائهم في قيادة البوليساريو، حيث تحدث العدد الأخير من مجلة "الجيش" الناطقة باسم العسكر الجزائري، عن الدعم الكامل واللامشروط لما أسماه بـ "الشعب الصحراوي"، وهو ما اعتبر ردا على تصريح سعيداني، الذي قال بالحرف: "هذه القضية عندي ما أقول فيها ولابد من مصارحة الشعب الجزائري، وبالتالي سيأتي اليوم الذي سأتحدث عنها، وأنا تهمني الجزائر ولا أريد أن أخلق مشكلا، فالقضية الصحراوية منذ 1975 لم تحل، وعندما أتحدث عنها سيخرج الشعب إلى الشارع".