الاثنين 6 مايو 2024
خارج الحدود

مسؤولون فرنسيون يستنجدون بالإسلام المغربي المعتدل للخلاص من لسعات التطرف

مسؤولون فرنسيون يستنجدون بالإسلام المغربي المعتدل للخلاص من لسعات التطرف

الآن، وبعد نحو ربع قرن من الزمن عانت خلاله فرنسا ومعها العديد من الدول الأوربية بالخصوص من ويلات الفكر المتطرف الذي روجت له جهات متشددة، هاهي تقر وعلى لسان العديد من مسؤوليها بأن الخلاص لن يكون سوى عبر بوابة الإسلام المغربي المعتدل. كما جاء في تصريح الوزير الفرنسي السابق جاك لونج بهذا الشأن، ملفتا إلى أن المغرب يعد خير مثال للإسلام الحقيقي، الذي يمسك العصا من الوسط في حفاظ تام على كافة أسس ومبادئ التعايش السلمي. والمعلوم أن فرنسا، وبحسب مختصين، ارتكبت أخطأ فادحة حين سمحت على مسار عقود لتغلغل توجهات تدعي الإسلام وهو براء منها، حيث شكلت أرضا خصبة لتناميها مما أدى إلى تفريخ شباب متطرف تناغم مع الخطاب التكفيري، إلى أن سهل تحريكه لإشعال الحرائق بالأخضر واليابس. وهو ما قاد بدوره إلى إظهار المسلمين في صورة مجرمين لا مكان لهم في تلك المجتمعات الأوربية.

وفي هذا السياق، جاء تصريح الصحفي الفرنسي ألان رولا الذي شدد على أن المغرب أصبح البلد الوحيد القادر على تقديم نموذج للإسلام المعتدل، ومساعدة أوروبا في هذا المجال، مضيفا بأن القارة العجوز صارت تتمنى أن ينتشر الإسلام، كما يقدمه المغرب في صفوف المسلمين الأوروبيين. وبالتالي، فإنه لم يبق أمام أوروبا سوى المغرب لإعادة نشر قيم الإسلام المعتدل، مبرزا أن "الدول الأوروبية ارتكبت خطأ عظيما عندما رفعت يدها عن المساجد، وأصبحت بعض الجمعيات المتطرفة من دول أخرى تستغل هذا الأمر، لتمويل أماكن العبادة وترويج أفكار متطرفة داخلها.

والحقيقة، أن هذا الاعتراف وإن كان يرجى حدوثه من قبل، فإنه لا يفسر سوى حقيقة تصنيف المغرب من بين البلدان العربية والإسلامية القليلة جدا التي تتميز بالاستقرار في المجال الديني، وبعدم الصدام بين المؤسسة الدينية والمؤسسة السياسية، بسبب اندماج الاثنين في مؤسسة واحدة هي إمارة المؤمنين. كما أن هناك جالية مغربية مهمة في فرنسا، وعلاقات تاريخية تعود إلى أزيد من قرن من الزمن، جعلت النموذج المغربي حاضرا في المخيال الفرنسي، ومن ثمة اعتباره طوق النجاة المنتظر للخلاص من لسعات العنف والإرهاب الغادر.