الاثنين 6 مايو 2024
خارج الحدود

نشر العلم الفرنسي في بروفايل حسابك على "الفيسبوك" هو بعض من النزعة العرقية

نشر العلم الفرنسي في بروفايل حسابك على "الفيسبوك" هو بعض من النزعة العرقية

بالنسبة للصحافية البريطانية لولو نون Lulu Nunn، إن العلم الثلاثي الألوان المعروض كشكل من أشكال التضامن مع ضحايا هجمات 13 نوفمبر تفوح منه رائحة "الإمبريالية". وكالعديد من أصدقائي الفيسبوكيين، والذين هم أيضا من المقربين في الحياة الواقعية. ألصقت العلم الفرنسي على صورتي في بروفايل الموقع الاجتماعي فيسبوك. وعلى التو، وبعد لحظة قصيرة من التفكير حول مزايا العملية من عدمها، قررت أن أنقر على العملية المقترحة من طرف الفيسبوك تضامنا مع ضحايا الهجمات الإرهابية التي حولت ليل باريس إلى مأتم. لكن هذا الفعل، الذي يبدو في ظاهره منذ الوهلة الأولى قمة في التعاطف وتافها إلى حد ما، لربما هو ليس كذلك، لا شيء جازم  بما أننا سندخل في جدل ليس أكثر حدة مما هو قائم.

باريس- بيروت، وزنان ومقياسان

في مقالة، تقاسمها على المواقع الاجتماعية أكثر من 38000 مشترك إلى حد كتابة هذه السطور، تشكك The Independent الصحيفة البريطانية، أكثر وسائل الإعلام جدية واستقلالية، في الحس السليم للمبادرة التي اقترحها الفيسبوك.

لولو نون Lulu Nunn صحافية في هذا المنبر كتبت هذه السطور:

"آمل منكم فقط أن تغيروا أيضا صورة بروفايل حسابكم بعلم بلد مختلف في كل مرة سيتعرض فيها الناس للقتل عن طريق الخطأ انتقاما لصراع دولي، كما هو الحال على سبيل المثال، في هجمات بيروت في لبنان قبل يوم واحد من هجوم باريس".

 الهجوم الذي أعلنت مسؤوليتها عنه الدولة الإسلامية، والذي أودى بحياة ثلاثة وأربعين شخصا في العاصمة اللبناينية، لم يثر نفس العواطف كالذي أثاره هجوم باريس، بعد أربع وعشرين ساعة من وقوع الهجوم الأول. لا معلمة أثرية أضيئت مع شجرة الأرز، لا صورة البروفايل رسمت عليها علامة الحداد على الشبكات الاجتماعية ولا أية وقفة احتجاجية على ضوء الشموع في جميع أنحاء العالم."، كما نشر موقع Rue89.

التمركز الإثني الغربي                                           

بالنسبة للأندبندنت The Independent، إن الصورة الثلاثية الألوان التي تظهر على صورنا الشخصية في حسابنا على الفيسبوك صور تشدد على التمركز العرقي الغربي. ولذلك فإن الأمريكيين والبريطانيين سوف يتقاسمون هم أيضا بطريقة لا شعورية العلم الفرنسي بدلا من الأرز اللبناني.

لكن انتقادات وسائل الاعلام البريطانية لم تتوقف عند هذا الحد:

كتبت لولو نون: "الأعلام الوطنية رموز محملة بمعنى سياسي وتاريخي غريب – انظروا جيدا إلى علم الدولة الإسلامية نفسها السيء السمعة وما يحمل في أعلاه– والتي تمثل الدول ونفوذها وقوتها والحدود والهوية والقومية، التي هي من بعض الأسباب الأكثر شيوعا وتؤدي إلى النزاع المسلح. إنه لجدير بالاهتمام، قبل أن تضع العلم على وجهك المبتسم، أن تفكر في كل هذا."

أديروا ظهركم للإمبريالية

الصحافية البريطانية تذهب إلى أبعد من ذلك وتضيف قائلة إن عطر "الإمبريالية" الذي يمكن أن يفوح من العلم الوطني الفرنسي والذي تم تقاسمه بكثافة على الفيسبوك يمكن أن يخدم قضية الدولة الإسلامية  التي هي نفسها تستغل هذه المواقع الاجتماعية لنشر دعايتها المتطورة جدا.