التفجيرات الإرهابية التي وقعت بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء أمس الجمعة، والتي اعتبرت الأعنف والأخطر في التاريخ الفرنسي المعاصر، وخلفت العديد من القتلى والجرحى، جعلت المراقبين يفتحون ورشا آخر مرتبط بمعايير التصنيف التي تعتمدها العديد من الوكالات والمنظمات الغربية الناشطة في مجالات الطيران والأسفار حول المناطق الآمنة والمناطق غير الآمنة في العالم، وهو تصنيف كان دائما محط انتقاد بالنظر إلى ضبابية المعايير المعتمدة من جهة وتأثير التصنيف السلبي على دول بعينها تقع خارج النادي الأوروبي والأميركي من جهة أخرى.

وهكذا، فما أن وقع تفجير الطائرة الروسية القادمة من منطقة شرم الشيخ المصرية حتى سارعت وكالات التصنيف المذكورة إلى الإعلان عن مصر كمنطقة غير آمنة، وهو ما ترتب عنه تعليق العديد من شركات الطيران لرحلاتها نحو منتجع شرم الشيخ السياحي.. وما أن اهتزت تونس بفعل الاعتداء الإرهابي على متحف باردو حتى سارعت لوبيات نفس الوكالات إلى حصر تونس في نفس الخانة السلبية، مما أدى بوكالات الأسفار إلى سحب حجوزاتها من الفنادق والإقامات وإلغائها.. كما أنه وفي نفس السياق ما أن تتعرض روسيا لهجمة إرهابية حتى تنتصب نفس الوكالات الأوروبية ولوبياتها إلى إبراز عيوب الأجهزة الأمنية الروسية...

فهل ستكون لهذه الوكالات الأورويية نفس الجرأة لإعلان باريس منطقة غير آمنة كذلك بعد مجزرة أمس الجمعة الأسود، خاصة وأن هذه المجزرة أو النكبة الجديدة تأتي بعيد مجزرتين سابقتين عاشتهما فرنسا متقاربتين في الزمان خلال هذه السنة، وتتعلق الأولى بحادثة مجزرة تولوز التي تورط فيها الفرنسي مراح، أما الثانية فهي المجزرة الشهيرة بـ "شارلي إيبدو" في يناير من هذه السنة، والتي أودت بحياة أكثر من 40 شخص؟؟

هذا هو السؤال الذي بات يطرحه المراقبون ويشغل اهتمامهم  بمختلف عواصم العالم..