الأحد 5 مايو 2024
سياسة

زكرياء المومني يتبرأ من المغرب والمغاربة ويمزق جواز سفره أمام العالم

زكرياء المومني يتبرأ من المغرب والمغاربة ويمزق جواز سفره أمام العالم

هي هكذا أوطان العالم، إذ وكما بها رجال أخيار يسخرون أكتافهم سلالم لرقي بلدهم، ويسترخصون حياتهم لتعيش أصغر ذرة تراب على أرضهم، هناك "ذكور" يأكلون الغلة ويسبون الملة، همهم الوحيد والأوحد هو اللهث وراء مصالحهم الشخصية ولو على حساب ولي النعمة عليهم. ولحسن الحظ أن هؤلاء قلة ولا اعتبار لهم بقوة القوانين السماوية والوضعية.

زكرياء المومني واحد منهم، ليس فقط لما أظهره من خبث نفسي كشفت عنه الكثير من مواقفه الدنيئة والحقيرة التي لطخ بها سيرته، وإنما أيضا لقصر رؤيته نحو التمييز بين ما هو مسموح به وبين ما يتجاوز حجمه من مقدسات كانت السبب في منحه صفة إنسان قبل أن يصر على عدم أحقيته بها، ويجاهد من أجل سلب ستارها عنه.

ولو أن انزلاقات هذا المثقل بتهم النصب والابتزاز لأسياده تكاد أن يصعب عدها، إلا أن تطاوله الأخير على تمزيق جواز سفره على مرأى من مشاهدي قناة "تيفي 5" الفرنسية، اخترق كل الأصول والمبادئ والأعراف قبل الحديث عن أدبيات الأخلاق، وأماط اللثام على وجه تتبرأ من ملامحه كل مكونات هذا البلد، لأنه وبكل وحاقة تجرأ على محاولة مسها في عمق انتمائها. ونقول "محاولة" لأنه بالفعل لم ولن يقوى على بلوغ هدفه السخيف، ومهما أعاد الكرة وبأي شكل أراد سيطيش سهمه كالعادة طالما أن المغرب والمغاربة أكبر منه بكثير، وأكبر من أن يتمكن من النيل من كرامتهم المتجذرة، إنما هي مجرد حرقة على تصرف سافل ممن تشرف يوما بحمل اسم مغربي واستخفاف من فعل صار محط سخرية من يجهله قبل العارفين بحقيقته، حتى أن رؤية الحشرة تثير التقزز لا الغضب.

ولربما ما يغيب عن هذا المسمى المومني، هو أن فعلته النكراء لا تخص حقيقة تمزيق جواز السفر، ولكن تمزيق شخصه، إن بقي من فتاته شيء، أمام العالم وفي مقدمتهم البلد الذي يتعنى بكسب جنسيته. بحيث، الأكيد أن فرنسا هي أول من "ستغسل يدها عليه"، مهما تظاهرت بفتح قنوات التعبير  الحر حيال حماقاته، لتخندقه في قائمة الميؤوس من اعترافهم يوما بفضلها عليه، إن كان لم يجد حرجا في عض اليد التي رعته لا خوفا ولا طمعا، وبادل خصال أمومتها بمكر العقوق الذي لا يشرف أي مغربي تسري في عروقه دماء الوطنية والوفاء، كما لا يشرف بقاء كل من تعامل به على ذمة صفة مواطن قح.

ولمن لازال لديه فقر في المعلومات عن المومني، فإن الأخير أدين بثلاث سنوات سجنا من طرف المحكمة الابتدائية للرباط على خلفية تهم النصب وانتحال صفة منذ سنة 2010، هذا قبل أن يستفيد من عفو ملكي في شهر فبراير من سنة 2012. وبالتالي، يبدو جليا الرد الذي اختاره للجواب على أمر أعلى سلطة في البلاد بإطلاق سراحه، مما يثبت صدق المثل المغربي "العيب إذا خرج من دار العيب مابقاش عيب"، وعليه، فما يمكن أن يشكل موضوعا ومثار نقاش هو صدور الخطأ من متزن صاحب الصواب، لكن في حالة المومني فإن الأمر لا يعد غريبا على سياق حوَل فكري اشتهر به، ليضاف فقط إلى شرذمة الملقون في مزبلة التاريخ الذين لا اعتبار لتهوراتهم في زعزعة الثوابت، حتى أنه يمكن تشبيهه بالذبابة التي قالت للجبل "إنني طرت ورحلت عنك"، فأجابها: "ومتى كنت واقفة علي أصلا؟".