الاثنين 13 مايو 2024
سياسة

أحمد حبشي: نتوفر على شبكة علاقات مهمة بالأحزاب اليسارية بأوروبا ستساعدنا في التأثير على الموقف السويدي من قضية الصحراء

أحمد حبشي: نتوفر على شبكة علاقات مهمة بالأحزاب اليسارية بأوروبا ستساعدنا في التأثير على الموقف السويدي من قضية الصحراء

يرتقب وصول  الوفد اليساري المغربي والذي تترأسه نبيل منيب إلى السويد، يوم الأحد المقبل إلى السويد  من أجل التباحث مع الأحزاب اليسارية السويدية ومع جمعيات المجتمع المدني بشأن قضية الصحراء والتعريف بوجهة النظر الأخرى في القضية، ويستند الوفد اليساري المغرب على علاقات مهمة بالأحزاب اليسارية بفرنسا وبلجيكا وبعض البلدان الأوروبية من أجل ربط علاقات مع الأحزاب السيارية السويدية وعقد لقاءات مع الأحزاب السويدية وتعريفها بالقضية باعتبارها من مخلفات الاستعمار الإسباني بالمنطقة.

كما سيستندون إلى المبادئ والقيم المشتركة التي تربطهم بالأحزاب اليسارية السويدية من أجل التأثير في القرار السويدي أو على الأقل التزام الحياد، كما سيحرص اليساريون المغاربة على خلق أنوية للمغاربة المقيمين بالسويدين من أجل الإستمرار في الدفاع عن القضية الوطنية وخلق تواصل دائما مع السويديين وقطع الطريق على خصوم الوحدة الترابية الذين ينشطون بشكل ملفت بالبلدان الإسكندنافية."أنفاس بريس " التقت بأحمد حبشي، الكاتب الجهوي للحزب الإشتراكي الموحد بالدار البيضاء وأجرت معه الحوار التالي :

 

تم استقبال الأمينة العامة لحزبكم نبيلة منيب إلى جانب الأمناء العامين لأحزاب أخرى من طرف رئيس الحكومة عبد الإله بنيكران، على خلفية اعتراف البرلمان السويدي بالبوليساريو، فماهي أبرز النقاط التي تركز عليها هذا اللقاء ؟

 اللقاء انصب حول القضية الوطنية وضرورة التحرك الجماعي من أجل مواجهة تحدي اعتراف البرلمان السويدي بما يسمى  " الجمهورية الصحراوية "، وقد طلب من جميع الأطراف التحرك ضمن وفد مشترك من أجل السفر للسويد وملاقاة السياسيين السويديين ومناقشتهم في محاولة لتغيير رأي السويديين في هذا الإتجاه أو على الأقل إقناعهم بتبني موقف لا يتصادم مع الوحدة الترابية.

ماذا عن موقف بنكيران بهذا الخصوص، وماذا قال بالضبط خلال هذا اللقاء ؟

في الحقيقة لا يمكنني الخوض كثيرا في التفاصيل..بنكيران طرح مسألة الوحدة الوطنية ودعا إلى ضرورة التكثل والعمل كقوى وطنية لأن القضية الوطنية فوق كل الصراعات وفوق كل القضايا الأخرى، وقد عبر الجميع خلال هذا اللقاء عن رغبته في المساهمة وطرح حينها مقترح تشكيل وفد من الأمناء العامين للأحزاب، لكن حزبنا اعترض على هذا الإقتراح مبررا موقفها بكون تشكيل وفد بهذا الخليط لن يعطي أي نتيجة .

لماذا برأيكم ؟

مزج جميع الأحزاب ضمن وفد واحد للدفاع عن قضية حساسة من حجم القضية الوطنية لن يعطي النتيجة المطلوبة، إذ لايمكنا المشاركة ضمن نفس الوفد مع أشخاص نعتبرهم إما مفسدين أو مارسوا السياسة بشكل غير نزيه، ودفاعنا عن القضية الوطنية لايعني بالضرورة تبنينا لنفس الرأي، فلدينا وجهة نظرنا الخاصة بقضية الصحراء وسنحرص خلال زيارتنا للسويد على إبراز مشاكل المغرب والتطرق للخروقات المسجلة في مجال حقوق الإنسان وضعف الممارسة الديمقراطية في البلاد، سنتطرق الى مجموعة من القضايا من موقعنا كحزب وهو ما يعني أننا لن نغني نفس النغمة، ورغم خلافنا مع الحكومة واختلافنا مع تصورات الدولة في العديد من القضايا، ولدينا طريقتنا الخاصة في الدفاع عن القضية الوطنية وفق صيغتنا، وقد حسمت الحكومة في النهاية في اتجاه بعث وفد يضم بعض الأحزاب اليسارية وتترأسه نبيلة منيب ويضم حزب التقدم والإشتراكية والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية والحزب الإشتراكي الموحد على أن يلتحق بهذا الوفد وفد آخر يضم بعد الرموز من الحكومة أو يزور السويد بعذ ذلك، وأعتقد ان حوارنا مع اليساريين بالسويد سيكون مثمرا بحكم أنه تجمعنا نفس المبادئ وننطلق من قناعات مشتركة ومن ضرورات تحقيق الديمقراطية كما أننا نبرز بشكل صادق الهفوات والنواقص التي لاماتزال تعاني منها ديمقراطيتنا..والوفد الذي ستترأسه نبيلة منيب لن يضم بالضرورة الأمناء العامين للأحزاب اليسارية التي سترافقها بل سيضم ممثلين من هذه الأحزاب.

وهل تم الحسم في أعضاء الوفد اليساري المغربي الذي سيزور السويد ؟

ليست لدي معطيات دقيقة في الموضوع، فحزبنا سيكون ممثلا بعضوين، كما أن باقي الأحزاب الأخرى ستكون ممثلة بعضوين أو ثلاث وليس من الضرورة أن يكونوا ممثلين بالأمناء العامين، وما فهمناه أن الحزب الإشتراكي الموحد هو العنصر الأساسي في الوفد

متى سيسافر الوفد الذي سترأسونه الى السويد، وماهي أجندتكم السياسية داخل السويد وخارجها ؟

وفد الأحزاب اليسارية سيصل يوم الأحد المقبل الى السويد، وتتضمن الأجندة السياسية لقاء مع الأحزاب السياسية السويدية وخصوصا منها اليسارية ومع جمعيات المجتمع المدني المعروفة بالسويد من أجل مناقشة قضية الصحراء، على الأقل كي يفهموا وجهة النظر الأخرى في القضية، كما سنحاول خلق أنوية للمغاربة بالسويد من أجل الإستمرار في الدفاع عن القضية الوطنية ومن أجل خلق تواصل دائم مع السويديين وخلق علاقات إنسانية معهم، كي لا تتحول زيارتنا الى السويد الى مجرد " فولكلور " .

هل تستندون على علاقات بالأحزاب اليسارية السويديين من أجل التأثير في الموقف السويدي من قضية الصحراء ؟

لدينا علاقات مهمة بالأحزاب اليسارية بفرنسا وبلجيكا،كما انه لدينا مناضلين ينتمون للحزب الإشتراكي الموحد بأوروبا، وسنستغل جميع علاقاتنا لصالح قضية الصحراء، وأعتقد أن التوفر على شبكة من العلاقات باالأحزاب اليسارية يساعد كثيرا في ربط علاقات مع أحزاب أخرى كما يسهل مهمة عقد لقاءات، فالمرور عبر هذه العلاقات مهم جدا من أجل كسب ثقة الأحزاب اليسارية بالسويد وكي يفهم السويديون أن الصحراء لاتعني طرفا واحدا فقط بل إن هناك طرف آخر وهو طرف مناضل وسنشرح للسويديين موقفنا من قضية الصحراء،وسنأخذ معنا نسخ من كتاب أصدرناه منذ السبعينيات من القرن الماضي يضم موقفنا من الصحراء تحت عنوان " الموقف الوطني الثوري من قضية الصحراء " سنوزعه على بعض المثقفين هناك كي يطلعوا على موقفنا بهذا الخصوص والذي يمييز الموقف الشوفيني عن الموقف الوطني الثوري الذي يربط قضية الوحدة الترابية بإطار مواجهة الإستعمار وتجاوز مخلفات الإستعمار.

ولماذا التركيز على اليسار فقط فيما يخص قضية الصحراء، هل الصحراء تهم فقط اليساريين ؟

الحكومة السويدية هي حكومة يسارية والحزب السويدي الحاكم يضم الكثير من العرب والمغاربة، فهو حزب لايخص فقط السويديين الأصليين وهم يعتقدون أن قضية الصحراء هي قضية شبيهة بالقضية الفلسطينية، وأنا ألا أفهم سبب هذا الخلط الذي يقع فيه العرب والمغاربة هناك والذين لايفرقون بين القضية الفلسطينية وقضية الصحراء ، وأعتقد أنه من الضروري توضيح قضية الصحراء للسويديين مع التركيز على بعض الأخطاء، علما أن المغرب لايتوفر على سفير بالسويد، خاصة أن السويد بلد له أهميته وتربطنا به علاقات تجارية مهمة..وهذا من الأخطاء التي وقعت فيها الدبلوماسية المغربية، وهذا كله سنبحث له عن مخارج ، وأعتقد أن الطرف الآخر الحاكم في السويد مستعد للحوار مع اليساريين وليس مع أشخاص يعتبرهم من مواقع يمينية أو ضد التطور .

ماذا ربح المغرب من الإنخراط في الأمميات الإشتراكية والليبرالية، إن لم يكن هناك تأثير للأحزاب المغربية بالخارج وخصوصا بالبلدان الإسكندنافية على قرار أحزاب وبرلمانات هذه البلدان  التي تتفشى فيها أطروحة خصوم الوحدة الترابية وضمنها السويد  ؟

مثل هذه الأمور تحتاج الى تقييم لأنه، فإلقاء الخطب في مؤتمر وتبني موقف محدد ليس هو إقناع دولة أو جهاز حاكم بموقف محدد، فهناك فرق بهذا الخصوص.

ثانيا، من الصعب توجيه اللوم للأحزاب السياسية بهذا الخصوص لأن التحرك على الصعيد الخارجي يتطلب ميزانية وأعتقد أن الدفاع عن القضية الوطنية لايعني " اخطب وسر في حالك " فالدفاع عن القضية الوطنية يتطلب عملا ميدانيا من قبل المناضلين ومن قبل الجمعيات وليس إلقاء الخطب في الخطب ثم الإنصراف بعد ذلك، ومن الضروري أن يكون هناك حضور للدبلوماسية المغربية على الأقل في البلدان التي لها وزن في الموضوع، فمن يملك إمكانية تشكيل أنوية للمخابرات وملاحقة الأشخاص عليه أيضا التفكير في أنوية لخدمة القضية الوطنية، مع الإشارة الى ان الدبلوماسيين المغاربة يشتغلون مثل الموظفين فلكي تكسب الطرف الآخر لابد من ربط علاقات معه وليس إغلاق أبواب السفارة أو القنصلية مع حلول الساعة الخامسة مساءا والمغادرة الى البيت وكأنك تعمل في شركة، اذن لابد من ربط علاقات مع اليساريين بالسويد أوالتقرب من بعض الشخصيات لتسهيل هذه المهمة، والأحزاب لا تمتلك الإمكانيات للقيام بذلك، فالكثير من أحزابنا لا تمتلك الإمكانيات للإشتغال حتى داخل المغرب، فنحن عاجزون عن أداء حتى مبالغ كراء مقراتنا..ولاينبغي أن نطلب من الأحزاب السياسية ما يفوق طاقتها، فلدينا مناضلين في فرنسا مثلا لكنهم لايتلقون إمكانيات من أجل التأطير باستمرار والتوفر على مقرات والقيام بالأنشطة، ولابد من تنظيم مهرجانات ومعارض بالخارج تستغل للتعريف بالقضية الوطنية وخصوصا في البلدان التي تتفشى فيها الأطروحة الإنفصالية .

تقصد الدول الإسكندنافية ..؟

أكيد ..الدول الإسكندنافية، فشعوب هذه البلدان لاتعرف حقيقة قضية الصحراء، ولما تسمع بوجود مشكل ما لدى شعب معين تجدهم كلهم مجندين ويحاولون جمع الدعم..وهناك من يستغل الوضع من أجل ترويج الأكاذيب من أجل جني الدعم، وأنتم تعرفون أن الجمعيات النشيطة  الموالية للبوليساريو تحصل على الدعم بشكل أساسي من البلدان الإسكندنافية، من خلال البكاء وترويج الأكاذيب ودعوتهم لزيارة مخيمات تندوف، حيث يعتقدون أن الصحراء هي تندوف، ونحن بحاجة الى تشكيل أنوية ببلدان حيوية مثل هاته، علما أن هناك بلدان تجدها حتى داخل الأمم المتحدة تقف موقف المتفرج ولا تود لعب أي دور.

وخصوصا  أن خصوم الوحدة الترابية يتحركون بقوة في هذه البلدان ؟

أكيد..أكيد..وهناك أيضا طلبة موالون للإنفصاليين يبعثون الى هذه البلدان ليس من اجل الدراسة بل من اجل الترويج للأطروحة الإنفصالية في صفوفهم، علما أن الكثيرين ليست لديهم معلومات كثيرة عن المغرب، وهم يتصورون المغرب كبلد بعيد عن الحضارة..به جبال وصحراء ويفتقر للطرقات والبنيات التحتية..ولما يزورون المغرب يكتشفون أن هناك مغرب آخر غير ذاك الذي يتصورونه، وتبدو لهم الصحراء بشكل مختلف عن تصوراتهم السابقة، فينبغي التأثير على الطرف الآخر من أجل كسب تصريح أو  موقف محدد، وهذا أمر موجود.." كتشوف دابا غير التصريح ديال رئيس الحكومة..هاذ الشي ديال السويد وكذا غير خزعبلات "..والسويد ليست  مجرد خزعبلات فالسويد بإمكانها الذهاب بعيدا لدرجة رفع علم البوليساريو كما وقع بالنسبة لقضية فلسطين بالأمم المتحدة، فحذار من رفع علم البوليساريو بالأمم المتحدة وإقامة مهرجان بالموازاة مع ذلك فحينها سندخل ضمن منطق آخر .

يعني توازنات أخرى في الصراع مع خصوم الوحدة الترابية ؟

طبعا..فهناك بلدان لاتعير أي اهتمام لقضية الصحراء ولاتعرف الشيء الكثير عن القضية وقد تستغل في هذه القضية، وهناك بلدان قد تصوت لصالح البوليساريو نكاية في المغرب حتى تظل دائما تمارس لعبة الكذب على المغرب..وأعتقد أنه ليس من السهل القبول برفع علم آخر في الأمم المتحدة مع ما قد يستتبعه من تداعيات على القضية الوطنية.