"ما الفرق بين نتنياهو و عبد الإله بنكيران؟" : الأول إسرائيلي، و الثاني مغربي، الأول يهودي، و الثاني مسلم، الأول صهيوني و الثاني أصولي، الأول تابع لأمريكا و الثاني تابع لإخوان مصر، الأول دموي و الثاني شعبوي.
لكن رغم هذه الاختلافات فالرجلين معا يلتقيان في مشترك واحد: ألا و هو إفساد جودة عيش الشعب و تفقيره، و يشتركان في حبهما النرجسي للسير نحو " البوديوم" الانتخابي و لو على جثث المواطنين.
الدليل على التشابه بين نتنياهو و عبد الإله بنكيران، أن نتنياهو أفقر الطبقة المتوسطة في إسرائيل، و تسبب في خروج المئات الآلاف إلى الشارع للاحتجاج على سياسته " التفقيرية في عامي 2011 و 2012، و رغم هذه الحصيلة القاتمة، فإن ذلك، لم يمنعه من أن يعود إلى الحكم في إسرائيل، ليس بفضل ذكاء نتنياهو، و ليس بفضل حنكته، و ليس بفضل جماهيريته، بل بسبب تشتت خصومه السياسيين من جهة، و بسبب ( فراغ الملعب) من جهة أخرى.
نفس الوضع يتوقعه المراقبون بالمغرب، إذ بسبب غياب منافس قوي لحزب بنكيران، و لتشتت أصوات اليسار، و انشغال قياداته بصراعات حقيرة و تافهة، تبقى حظوظ بنكيران في الظفر بولاية تشريعية ثانية أوفر، ما لم يحدث طارئ يقلب المعادلة، و بالتالي، فإن فاز بنكيران في الانتخابات التشريعية القادمة، فليس لشعبيته و جماهيريته.
و إلى أن تقع معجزة، يبقى المشارك بين الإسرائيليين و المغاربة أنهما شعبان يحكمهما رئيس حكومة ( أعطاتو الوقت)، ورئيس حكومة ينتشي بالصعود على جثث الناس؟
