مشاهد من اللقاء في مساء دافئ من أمسيات تطوان الثقافية، افتتحت جمعية مرايا للثقافة والفن موسمها الثقافي بفعالية حملت عبق الرحلة والاكتشاف، تمثلت في حفل توقيع كتاب “رحلة إلى جمهورية الفراعنة: ملاحظات مواطن مغاربي” للكاتب أشرف بولمقوس، وذلك بتعاون مع رياض المطامر.
انطلق اللقاء عند الخامسة مساء، في أجواء غمرها الدفء الفكري والبهجة الإنسانية، حيث توافد عدد من الوجوه الثقافية والأدبية والباحثين والمهتمين بعوالم الكتابة الرحلية.
قدم قراءة في الكتاب الدكتور عبد الإله ابعيصيص، الذي أضاء جوانب من التجربة الرحلية لبولمقوس، كاشفا عن عمقها الإنساني والفكري، وعن حسها الإفريقي الذي يجعل من السفر فعل معرفة وتحرر في آن واحد.
وعقب المداخلة النقدية، انفتح النقاش بين الحضور والكاتب في حوار غني وأسئلة محملة بالفضول الفكري. تساءل بعض الحاضرين عن الدوافع العميقة التي جعلت الكاتب يختار مصر وجهة لرحلته، وسأل آخرون عن حضور السينما المصرية في بناء صورته الأولى عن مصر، ليؤكد الكاتب أن السينما كانت بالفعل نافذة أولى، لكنه حين وطئت قدماه أرض مصر، اكتشف “أن الواقع أكثر دفئا وثراء من أي مشهد سينمائي”.
كما أثارت بعض المداخلات قضايا الانتماء الإفريقي والهوية المغاربية في نصوص الرحلة، فرأى بولمقوس أن رحلته ليست مجرد تنقل جغرافي، بل تجوال في الذات الجماعية للمغاربة داخل القارة التي ينتمون إليها تاريخا وجغرافيا وثقافة.
في ختام اللقاء، عبر الحضور عن تقديرهم لتجربة الكاتب، لما حملته من صدق في الملاحظة وعمق في الرؤية وجمال في اللغة.
أما ختام الأمسية فكان على إيقاع الاعتراف والتكريم، حيث قدمت شهادة تقديرية للمؤلف، سلمها الروائي عبد الحميد البجوقي، قبل أن يختتم اللقاء بتوقيع الكتاب وتبادل الكلمات الودية بين الكاتب وجمهوره، في لحظة جسدت جوهر الفعل الثقافي: اللقاء بين الكلمة والإنسان.
