Saturday 7 June 2025
كتاب الرأي

زكرياء بندالي: من أجل جبهة وطنية للدفاع عن فضاءات الطفولة والشباب

زكرياء بندالي: من أجل جبهة وطنية للدفاع عن فضاءات الطفولة والشباب زكرياء بندالي

في لحظة دقيقة من تاريخ العمل الجمعوي التربوي ببلادنا، لحظة تتسم بهجوم غير مسبوق على فضاءات الطفولة والشباب، وبعد سنوات من التهميش الممنهج وسياسات التجاهل التي تنتهجها الحكومة الحالية تجاه هذا القطاع الحيوي، قرر اتحاد المنظمات المغربية التربوية إطلاق مبادرة تأسيس جبهة وطنية للدفاع عن مؤسسات وفضاءات الطفولة والشباب، كإطار وحدوي، نضالي وتعبوي، لمواجهة موجة الخوصصة الزاحفة، والتصدي لمحاولات الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات الشعب المغربي في المجال التربوي.

تأتي هذه المبادرة بعد وقوفنا على المؤشرات الكارثية التي تؤكد تعمّد الحكومة تفكيك بنيات الطفولة والشباب، وتفويت المرافق العمومية التربوية والإجتماعية إلى القطاع الربحي، دون أي اعتبار لما راكمته المنظمات التربوية من تجربة نضالية وميدانية طويلة في خدمة أبناء وبنات هذا الوطن.

إن تأسيس هذه الجبهة ليس مجرد رد فعل ظرفي، بل هو فعل جماعي مقاوم، يُجسّد قناعة عميقة بضرورة توحيد الصفوف، وتكثيف الجهود، والتعبئة الواسعة من أجل حماية الفضاء العمومي من منطق السوق، وصون الفعل التربوي من الابتذال التجاري، وضمان الحق في التخييم، والاستقبال، والتنشئة السليمة، كحق شعبي لا يقبل المساومة أو التفويت.

الجبهة الوطنية للدفاع عن فضاءات الطفولة والشباب، كما نتصورها، هي مبادرة مفتوحة في وجه كافة الإطارات: الجمعوية، النقابية، الحقوقية، السياسية، وكل الضمائر الحية في هذا الوطن، لتشكيل جدار نضالي صلب يرفض سياسات الإقصاء والتهميش، ويناضل من أجل مؤسسات مفتوحة في وجه ابناء الشعب المغربي.

الجبهة التي نُعلن اليوم عن انطلاقتها، ستكون:

• منبرًا للترافع الجماعي ضد مخططات التفويت والخوصصة.
• أرضية تنسيق ميداني للنضال الوحدوي من أجل الفضاء العمومي.
• صوتًا جماعيًا يحمل مطالب الطفولة والشباب، ويدافع عنها بجرأة ووضوح.

إننا، إذ نضع هذا الإطار التأسيسي في سياق مواجهة مجتمعية شاملة، فإننا نوجه نداءً مفتوحًا وعاجلًا إلى كل الإطارات والفعاليات المناضلة، للمساهمة في بناء هذه الجبهة على قاعدة الالتزام بقيم العدالة الاجتماعية، والكرامة، والمجانية، والمساواة في الولوج إلى الخدمات التربوية.

لن نسمح بتحويل فضاءات الطفولة والشباب إلى سلعة معروضة في مزادات الخوصصة. ولن نصمت أمام تدمير مكتسبات عقود من النضال الجمعوي... ولن نقبل بأن يُقصى الفاعل التربوي من رسم سياسات تُهمّ مستقبل الأجيال.

إننا في اتحاد المنظمات المغربية التربوية، نضع اليد في يد كل من اختار الوقوف في صف الوطن، في صف أبنائه وبناته، من أجل مغرب عادل، منصف، يحتضن طاقاته ولا يتخلى عنها.

 

- زكرياء بندالي الكاتب العام لاتحاد المنظمات المغربية التربوية