قد لا أجد أيّ تشويش في قناعاتي الفكرية وأنا أعلن تضامني المطلق مع قائد سياسي بمرجعية مختلفة حدّ النقيض.. بل اعتبر اصطفافي إلى جانبه والتضامن معه ضد السلوك البلطجي الذي تعرّض إليه داخل رحاب الكلية أول أمس.. اعتبره شرفاً لي وواجب أخلاقي اتجاه قامة علمية وفكرية اغنت المكتبة الوطنية بجملة إصدارات واجتهادات ذات الصلة بمرجعياته الإسلامية بنفس مغربي متجدّد خاصة كتاب " الوسط المنهج في التعامل في التعامل مع السنة النبويّة" دون الوقوف على مساهماته العلمية الأكاديمية في مجال تخصصه الطبي والصحة النفسية عموماً ليخلق بهذا التزاوج حالة استثنائية ناذرة نذرة اهتمام القادة السياسيين المغاربة بالكتابة والتدوين.. بل ويبصم مساره القيادي وسط هذا التدافع الإجتماعي بالكثير من الحكمة والتبصر والمجادلة بالتي هي أحسن.. بوّأته سياقات سياسية ان يكون على رأس حكومة مغربية في ظرف جد دقيق انهاها بمخرج صدق بأيادي بيضاء نظيفة.. وأثر طيب في قلوب كل من اشتغل بجانبه أو تشارك معه ملفات وقضايا وطنية إلا ويجزم على دماثة اخلاق الدكتور سعد العثماني وتواضعه وصدق ابتسامته عربون صفاء النية والقلب لدى هذه القامة الفكرية والتدبيرية والاخلاقية.
بهذه المعنى وأكثر اعتبر أن إساءة مدبّرة في حق هذا هذا العالم المغربي لا يكمن ان تصدر بالشكل الذي تابعناه إلا من ذوي قلة التربية ومحترفي البلطجة والتشهير والتطاول على رجالات الدولة والعلماء والمجتهدين من أبناء هذا الوطن..
بل الطامة الكبرى ان تكون الجامعة المغربية مسرحاً لهذا السلوك البلطجي الذي لا يمتّ بصلة لقيم النقاش الأكاديمي ولا يعكس أخلاقيات العمل الطلابي النبيل المؤسس على احترام الآخر وتبادل الآراء في إطار حضاري ومسؤول خاصة وأن المستهدف كان دائمًا صوتًا للحكمة والاعتدال والحوار المسؤول. واستهدافه بهذه الطريقة إنما هو استهداف لرمز من رموز المغرب الحديث، ولأحد رجالاته الذين خدموا الوطن بتفانٍ في مختلف مواقع المسؤولية، وعُرفوا بنظافة اليد وصدق الانتماء مؤكدين رفضنا القاطع لكل من يحاول استغلال هذا الهامش الديمقراطي لفرض الوصاية الفكرية بالقوة أو الترهيب وأسلوب العنف الفكري أو الجسدي.. أيّاً كانت الخلفيات أو الشعارات فهي بلا معنى أخلاقي لا معنى للتضامن مع غزة وضد التطبيع أمام سلوك بلطجي وبأسلوب قطاع الطرق والعصابات..
ولا أفق للإرهاب الفكري ايا كانت مرجعياته الفكرية والاسلوبية أما الدكتور سعد الدين العثماني وبحسّه المعرفي وحده الأخلاقي لاشك انه رددّ في وجه ( البلاطج) قوله تعالى :
( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
مردّدين معه استعدادنا للدفاع على مغرب متعددة الألوان والاصوات تحت سقف الوطن.. وان بناءه لا يكون بزرع الاحقاد وترهيب المخالفين..
وهو ما يفرض نفسه علي الدولة العمل به بل ومن صميم واجباتها الدستورية والشرعية الاخلاقية ضد كل من يريد أن يحمل هذا الوطن إلى عناوين اخرى حاقدة تخريبية..
أجدد تضامني مع رجل الدولة الدكتور سعد الدين العثماني.. الرجل المبتسم دائما..
والكاظم الغيظ دوماً
يوسف غريب/ كاتب صحفي