Thursday 8 May 2025
اقتصاد

رسالة مفتوحة إلى المسؤولين: أوقفوا نيران الواحات قبل أن تلتهم الذاكرة والتاريخ

رسالة مفتوحة إلى المسؤولين: أوقفوا نيران الواحات قبل أن تلتهم الذاكرة والتاريخ نداء استغاثة لحماية واحات زاكورة من الحرائق المتكررة
إلى كل من يعنيهم الأمر في إقليم زاكورة
الواحات تحترق، والصمت أشد إيلاما من ألسنة اللهب
حرائق الواحات لم تعد استثناء ولا مفاجأة موسمية، بل صارت خطرا دائما يتهدد الرقعة الخضراء الأخيرة في الجنوب الشرقي. ما يحدث الآن في واحات "الزاك"، "إمي واكادير"، وتغجيجت هو جرس إنذار مدو. النيران تلتهم ما تبقى من النخيل والحياة، وسط عجز واضح أمام جبروت ألسنة النيران وتأخر في المبادرة.
 
لقد سبق ونبهنا، وكتبنا، ووجهنا رسائل، لكن اليوم نحن أمام مشاهد أكثر قسوة. الحقول مملوءة بالحشائش اليابسة وبقايا سعف النخيل، مواد قابلة للاشتعال تنتظر فقط شرارة عابرة. وقد وثقت ذلك بصور ميدانية صادمة شاهدة على الإهمال والخطر.
 
كفى تهاونا، كفى تسويفا
الواحات ليست مجرد نخيل وأشجار. إنها حائط صد أمام التصحر، ومستودع ذاكرة، ومصدر عيش كريم لآلاف الأسر. ضياعها يعني فقدان الأمل، ونزيفا بيئيا لا يمكن تعويضه.
 
أطالب كمواطن، وبإلحاح، بتدخل عاجل يشمل:
إطلاق حملة تطهير عاجلة للواحات من الحشائش وبقايا النخيل. وتوفير وسائل وتجهيزات تدخل فعالة تحسبا لأي طارئ. تعبئة الساكنة والفاعلين المحليين في حملات توعية وتحسيس. ثم وضع تفعيل خطة مستدامة لحماية الواحات من الحرائق والأخطار البيئية الوقت ينفد، والنار لا ترحم. أنقذوا الواحات... قبل أن نرثيها جميعا بكلمات باردة لا تنبت نخلة ولا تطفئ جمرًا.
 
 
محمد التفراوتي / ناشط بيئي وفاعل في قضايا الواحات