في مشهد يتكرر كثيراً على الملاعب: كرة هوائية مشتركة، قفزة خاطئة، وصدمة قوية تقع.
لكن حين تصطدم جمجمة لاعب بعنف بعظم الوجنة لخصمه، فإن العواقب قد تتجاوز مجرد الألم العابر.
من الناحية الطبية، يُعد هذا النوع من الصدمات بين بنيتين عظميتين – الرأس والوجه – من الإصابات الخطيرة المحتملة.
اللاعب الذي يتلقى الضربة على عظم الوجنة (العظم الوجني أو الزيوغوماتيك) قد يتعرض لكسر معقّد، مصحوب بأضرار وظيفية وجمالية.
تشوّه في ملامح الوجه، ازدواج في الرؤية (ديبلوبي)، هبوط في عظم الخد، أو صعوبة في فتح الفم… كلها علامات تستوجب دق ناقوس الخطر.
أما اللاعب الذي قاد بالتحام الرأس، فليس في مأمن هو الآخر: ارتجاج دماغي، كسر في الجمجمة، أو نزيف داخلي في الدماغ، حتى دون فقدان الوعي، تظل واردة.
الفحوصات الشعاعية ضرورية لتحديد مدى الإصابة بدقة
فحص السكانير الوجهي بتقنيات عالية الدقة يمكّن من رسم خريطة مفصلة للكسور التي تطال الوجنة والهياكل المجاورة مثل محجر العين وجيب الفك العلوي.
فحص السكانير الوجهي بتقنيات عالية الدقة يمكّن من رسم خريطة مفصلة للكسور التي تطال الوجنة والهياكل المجاورة مثل محجر العين وجيب الفك العلوي.
أما بالنسبة للاعب المصطدم، فيُوصى بسكانير دماغي بدون حقن لتشخيص أي أذية داخل الجمجمة.
وإذا استمرت الأعراض العصبية، فإن التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) يمكن أن يُستعمل كفحص تكميلي.
هذا النوع من الحوادث يذكّرنا بأن كرة القدم، رغم صورتها الناعمة، قد تحمل في طياتها صدمات عنيفة.
في مثل هذه الحالات، يتدخل الطب الرياضي والأشعة بسرعة لتقييم الوضع، وطمأنة المصاب… أو اتخاذ القرار الحاسم بعودة اللاعب من عدمها إلى المستطيل الأخضر.