دعا الدكتور عيسى الليلي شيخ زاوية أهل اللّيلي بالصحراء "كلّ الوطنيين المخلصين إلى الانخراط في جهود حفظ ذاكرة الصحراء من خلال تمكين الباحثين من الوثائق الصحيحة لكتابة وتوثيق تاريخ سطّره الأجداد بدمائهم وتضحياتهم، حتى لا نكون أمام مشهدين متناقضين، مشهد تعزّزه الوثائق والذاكرة الشفهية، وآخر يكتب داخل غرف مغلقة توجّهه الأهواء والمزاجية".
وشدد الليلي في حوار مع "أنفاس بريس"، على "أننا في الصحراء نحتاج لمزيد من الجهد لكتابة التاريخ الحقيقي للمقاومة وجيش التحرير بعيدا عن المزاجية والانتقائية".
وشدد الليلي في حوار مع "أنفاس بريس"، على "أننا في الصحراء نحتاج لمزيد من الجهد لكتابة التاريخ الحقيقي للمقاومة وجيش التحرير بعيدا عن المزاجية والانتقائية".
ما موقع قبيلة الشرفاء ّتوبالت في النسيج القبلي للصحراء المغربية؟
قبيلة الشرفاء "توبالت" تحتل موقعا متميّزا ضمن فسيفساء التشكيلة القبلية في الصحراء المغربية، خصوصا أن تاريخ القبيلة يعود إلى ما يزيد عن سبعة قرون، وهو ما سمح لها بلعب أدوار تاريخية شديدة الارتباط بسلاطين المملكة المغربية الشريفة.
يعني هذا، أن لقبيلتكم مسار تاريخي طويل في خدمة المملكة وسلاطينها المتعاقبين؟
بالفعل، فتاريخ قبيلة الشرفاء "توبالت" زاخر بأحداث تاريخية تؤكّد ارتباطها بسلاطين المملكة حبّا وطواعية، لا سعيا وراء مناصب أو امتيازات. فمقبرة "الرّبة" بـ"النعيلة" خير شاهد على تضحيات الأجداد وبطولاتهم منذ القرن الثالث عشر الميلادي، والتي لا يمكن لأي كان طمسها أو محوها من ذاكرة المنطقة.
لقد ساهمت قبيلتنا بشكل فاعل في صدّ المدّ البرتغاليّ، تمّ إن جدّنا سيدي يحيى بن عبد الجامع التوبالي الكاتب الخاصّ للسّلطان مولاي إسماعيل استقرّ بمعية الجيش السلطاني بتلمسان لردّ المدّ العثماني. وكذلك سيدي علي بن سيدي عبد القادر التّوبالي المعروف بـ "اللّيلي" الذي جدّد البيعة المتوارثة للسلطان الحسن الأول سنة 1885 م إثر زيارته له بالعيون. أمّا الوالد رحمة الله عليه فبناء على فتوى والده بضرورة مبايعة السلطان ومحاربة الإسبان في مؤتمر "أمّ الشّكاك"، الذي تمخّض عنه ميلاد المقاومة و جيش التحرير في الصحراء المغربية ، انخرط منذ شبابه في العمل الوطني، وهو أمر مشهود له به، وحقيقة ساطعة تعرفها العامة قبل النّخب الصحراوية.
لقد ساهمت قبيلتنا بشكل فاعل في صدّ المدّ البرتغاليّ، تمّ إن جدّنا سيدي يحيى بن عبد الجامع التوبالي الكاتب الخاصّ للسّلطان مولاي إسماعيل استقرّ بمعية الجيش السلطاني بتلمسان لردّ المدّ العثماني. وكذلك سيدي علي بن سيدي عبد القادر التّوبالي المعروف بـ "اللّيلي" الذي جدّد البيعة المتوارثة للسلطان الحسن الأول سنة 1885 م إثر زيارته له بالعيون. أمّا الوالد رحمة الله عليه فبناء على فتوى والده بضرورة مبايعة السلطان ومحاربة الإسبان في مؤتمر "أمّ الشّكاك"، الذي تمخّض عنه ميلاد المقاومة و جيش التحرير في الصحراء المغربية ، انخرط منذ شبابه في العمل الوطني، وهو أمر مشهود له به، وحقيقة ساطعة تعرفها العامة قبل النّخب الصحراوية.
إذن كان لوالدكم رحمة الله عليه حضور فاعل في المقاومة بمنطقة العيون ضد الإسبان؟
بعد مؤتمر "أمّ الشّكاك" السالف الذكر، تم تقسيم الصحراء المغربية إلى مجموعة من المقاطعات، شغل الوالد رحمة الله عليه منصب الكاتب العام للمقاطعة التاسعة. وهو ما تؤكّده وثائق المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فانخراطه في المقاومة حقيقة لا مجال لجحودها أو نكرانها.
هل يعني هذا أنّ هناك من يتربّص بتاريخ المقاومة، ويحاول إتلاف جزء من ذاكرتها؟
نحن على ثقة أن المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير تبذل منذ تأسيسها مجهودات محمودة حفظا للذاكرة بكلّ ربوع المملكة. لكنّنا في الصحراء المغربية نحتاج لمزيد من الجهد لكتابة التاريخ الحقيقي للمقاومة وجيش التحرير بعيدا عن المزاجية والانتقائية. فبصفّتي شيخ زاوية "أهل اللّيلي" أدعو كلّ الوطنيين المخلصين إلى الانخراط في جهود حفظ ذاكرة الصحراء المغربية من خلال تمكين الباحثين من الوثائق الصحيحة لكتابة وتوثيق تاريخ سطّره الأجداد بدمائهم وتضحياتهم، حتى لا نكون أمام مشهدين متناقضين، مشهد تعزّزه الوثائق والذاكرة الشفهية، وآخر يكتب داخل غرف مغلقة توجّهه الأهواء والمزاجية.