الاثنين 29 إبريل 2024
مجتمع

عامل إقليم اليوسفية يبصم على شرف احتضان أرض الشماعية الإقصائيات الجهوية لفنون التبوريدة

عامل إقليم اليوسفية يبصم على شرف احتضان أرض الشماعية الإقصائيات الجهوية لفنون التبوريدة عامل إقليم اليوسفية يتفقد أشغال محرك التبوريدة
على إيقاع سنابك الخيل والبارود، تفتح مدينة الشماعية "القصبة الإسماعيلية" أبواب زواياها ومعالمها الأثرية ومواقعها الإيكولوجية الشاهدة على العصر، والتي تفوح عطرا بتربة الأجداد ونفحات الحضارة وأوراق التاريخ المخضبة بعشق التراث الإنساني، لاحتضان مباريات جهوية في فنون ورياضة التبوريدة في سياق المنافسات المؤهلة لجائزة الحسن الثاني بدار السلام برسم سنة 2024، حيث سيحط الرحال بأرض أحمر الطيبة، عَلَّامَةْ وَمْقَادِيمْ سَرْبَاتْ الْخَيْلْ الوافدين من أربع أقاليم تنتمي لجهة مراكش أسفي، وهي إقليم اليوسفية المحتضن إلى جانب إقليم مراكش، ثم إقليم أسفي فضلا عن إقليم قلعة السراغنة.
في تصريح عبد الكريم المني رئيس الاتحاد الإقليمي لجمعيات الفروسية بإقليم اليوسفية لجريدة "أنفاس بريس" أوضح بأن مدينة الشماعية ستحتضن خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل أربع مباريات جهوية حاسمة في التأهيل لنهائيات جائزة كأس الحسن الثاني بدار السلام.
وفي هذا السياق أفاد محدثنا بأن منافسات فن التبوريدة بمدينة الشماعية بإقليم اليوسفية ستعرف أطوار المباراة الخاصة بسَرْبَاتْ إقليم مراكش التي ستشارك فيها إحدى عشرة سربة لفئة الكبار، وسربتين لفئة الشبان. أما بخصوص مباراة فرسان وخيول إقليم قلعة السراغنة فسيتبارى من خلالها خمسة فرق من فئة الكبار وواحدة للشبان. فيما سيتبارى عن إقليم أسفي عشرة سَرْبَاتْ من فئة الكبار وواحدة لفئة الشبان. أما إقليم اليوسفية المحتضن للمنافسات الجهوية لفنون التبوريدة فسيتبارى من خلال المباراة إحدى عشرة سربة من فئة الكبار وواحدة لفئة الشبان.
وتتوقع مصادر الجريدة حضور جمهور غفير من عشاق الخيل والبارود، إلى جانب عدد من المهتمين والمراقبين وصناع المحتوى ورجال ونساء الإعلام والصحافة، علاوة على أكثر من ألف حصان طيلة ثمانية أيام من التداريب والمباريات، على اعتبار أن التداريب ستنطلق أيام 20 و21 و22 أبريل 2024، وفق جدول زمني مخصص لكل سربات الأقاليم سواء في الفترات الصباحية أو المسائية. وقد خصصت الجهات المنظمة والمشرفة على التظاهرة يوم راحة (23 أبريل (حيث ستعقبه انطلاقة مباراة فرسان وخيول إقليم مراكش صباح يوم 24 أبريل 2024، وبعدها مباراة فرسان وخيول إقليم قلعة السراغنة في المساء. في حين أن يوم 25 أبريل الجاري سيخصص لمباراة فرسان وخيول إقليم أسفي صباحا وفي المساء مباراة فرسان وخيول إقليم اليوسفية.
في سياق مواكبته اليومية للاستعدادات الجارية لتهيئة فضاء محرك التبوريدة والمرافق التابعة له، فقد قام عامل إقليم اليوسفية محمد سالم الصبتي بزيارات تفقدية لمحرك التبوريدة بمدينة الشماعية، والإطلاع على أدق التفاصيل المرتبطة بشروط نجاح هذه التظاهرة ذات الأبعاد الثقافية والتراثية على اعتبار أن مدينة الشماعية لها رمزيتها ودلالاتها التاريخية بحكم أنها معقل مدرسة الرماية وركوب الخيل وعاصمة لقبيلة فرسان أحمر ومدرسة لتعليم أصول ومبادئ الطريقة الناصرية.
في هذا الصدد، قال عبد الكريم المني رئيس الاتحاد الإقليمي لجمعيات الفروسية بإقليم اليوسفية لجريدة "أنفاس بريس" بأن عامل إقليم اليوسفية يعطي أهمية كبيرة لتظاهرة المباريات الجهوية لفنون التبوريدة، على اعتبار أن فرسان وخيول أربعة أقاليم وافدة من جهة مراكش أسفي سيكونون ضيوفا عند إخوتهم فرسان قبيلة أحمر، وسيخلقون المتعة والفرجة على صهوات خيولهم، واستقطاب جمهور غفير من مختلف مدن الجهة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى أن التظاهرة تدخل في نطاق تثمين وتحصين تراثنا اللامادي المرتبط بالخيل والبارود وبالصناعة التقليدية ذات الصلة.
ونوه نفس المتحدث بالجدية والمواكبة اللصيقة اليومية التي تطبع تواصل كل المسؤولين على مستوى السلطات الإقليمية والمحلية، رافعا القبعة للمجمع الشريف للفوسفاط المساهم الأول بكل ما يتعلق باللوجستيك، فضلا عن انخراط الجماعة الترابية بالشماعية وتجنيد العمال والأعوان، إلى جانب انخراط أغلب الجماعات الترابية التابعة لإقليم اليوسفية ووضعها رهن إشارة المنظمين عدة سيارات إسعاف وشاحنات صهاريج الماء، بالإضافة إلى مساهمة بعض المقاولين في تهيئة أماكن استقبال وإنزال الخيول من الشاحنات، علاوة عن توفير أماكن استحمام وتنظيف الخيول والمرافق الصحية.
من جهة أخرى أكد ضيف الجريدة على أن هذه التظاهرة الجهوية التي تجمع أربعة أقاليم في زمن ومكان واحد، تشرف على تنظيمها وتنسيق أشغالها وترتيباتها التقنية والفنية الشركة الملكية لتشجيع الفرس، إلى جانب الجامعة الملكية للفروسية، التي يترأسها الشريف مولاي عبد الله العلوي، إلى جانب الجمعية الوطنية للفروسية التي لها دور وفضل كبيرين في تأطير هذا الحدث التراثي والرياضي الوازن من خلال التزامها ببنود الشراكة التي تهدف إلى النهوض بقطاع تربية الخيول وفنون التبوريدة، والتي تجمعها مع عدة أطراف ومؤسسات لها اهتمامات بالخيل والفروسية حيث تم توقيع هذه الشراكة خلال فعاليات معرض الفرس.
وأفاد عبد الكريم المني رئيس الاتحاد الإقليمي لجمعيات الفروسية بإقليم اليوسفية بأن اتفاقية الشراكة الموقعة بين العديد من الأطراف المهتمة بالخيل والفرسان في شتى القطاعات ذات الصلة تهدف بجدية إلى إحداث إثنى عشرة محركا لفنون التبوريدة موزعة على كل جهات المملكة المغربية، بمواصفات هندسية تضمن عدة شروط ومقومات ومرافق بجودة ومواصفات راقية تتعلق بحاجيات عروض التبوريدة، بما فيها ضمان كرامة الجمهور الذي كان يلح على توفير المدرجات، وكذا ضمان راحة الخيول والفرسان مرافقيهم. 
واستطرد موضحا بأن كل المشاكل المرتبطة بمستلزمات ركوب الخيل والبارود ستعرف تحولا إيجابيا على جميع المستويات، ومحاربة كل أشكال العشوائية التي تم رصدها، سواء على مستوى ضبط القوانين ذات الصلة بطرق اللعب بالمكاحل وتوثيق حركات ومدارس التبوريدة على لسان المختصين من شيوخ ومثقفين وباحثين ودارسين لتراث الفروسية، بما في ذلك ضبط الألبسة التقليدية والسروج والمكاحل وما إلى ذلك من متطلبات حماية وتحصين وتثمين فن التبوريدة كتراث لا مادي بالمغرب. 
وعن سؤال للجريدة أوضح عبد الكريم المني بأن إيصال وربط خيم عَلْفَاتْ فرسان التبوريدة بجنبات المحرك سواء بالماء أو الكهرباء فقد تكلفت به الشركة الملكية لتشجيع الفرس حيث تم تفويت الصفقة لمقاولة خاصة لكي تقوم بتجهيز وربط الخيم بالإنارة والمياه طيلة فترة التظاهرة. هذا وتكلفت عمالة اليوسفية بتوفير أربعة صهاريج خاصة بالماء الشروب تحت إشراف قطاع الصحة للطوارئ، فضلا عن توفير وحدة مستعجلات صحية بمركز الشماعية قريبة من الفرسان وأخرى بمستشفى لالة حسناء بمدينة اليوسفية.