الاثنين 29 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد هرار: إنجاز أرادوا له ثغرة !

محمد هرار: إنجاز أرادوا له ثغرة ! محمد هرار
قُبيل تصويت دول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، الخامس عشر من مارس 2024 على مشروع القرار الباكستاني الرائع، حول الإسلإموفوبيا، أو كراهية الأمم غير الإسلامية للإسلام والمسلمين على حد سواء! مع التقية طبعا.
صوتت الجمعية العامة بحضور الأمين العام السَيد أنطونيو غوتيريس على مشروعي التعديلين على القرار نفسه، قدمهما ممثل بلجيكا نيابة عن الاتحاد الأوروبي. إلا أنه ولله الحمد لم يتم اعتماد التعديلين الخطيرين، ولم يمررا، لعدم حصولهما على الأصوات الكافية، وللمجهود الطيب الدي بذلته الدول العربية وإلاسلامية على رأسها باكستان..
ماذا أرادت دول الاتحاد الأوروبي من التعديل الخطير!؟ التعديل الأوروبي اقترح تعيين جهة اتصال! بدلا من مبعوث خاص للأمم المتحدة؛ يُعنى بمكافحة كراهية الإسلام!!. إلا أن فطنة السفير الباكستاني ومن معه من دول مسلمة وعربية ودول حرة نزيهة نوعا ما؛ وقفوا بالمرصاد لمنع التعديل حتى لا يحصلا على الأصوات الكافية لاعتمادهما.
ويُمكن بسهولة، لمن يقطن أو حتى عاش لفترة معينة في أوروبا؛ فهم ماذا أراد الاتحاد الأوروبي من ذلك التعديلين. فهم لم يستسيغوا ولم يهضموا ذلك، كما وكأنهم فوجئوا، لأن بعضا من بلدانهم هي عبارة عن خزان وقود للكراهية والعنصرية وتفريخ اليمين المتطرف، يُستخدم كفزاعة في الاستحقاقات المحلية والبرلمانية، من خلا جعل المسلمين المقيمين في بلدانهم؛ كبش فداء وشماعات تُعلق عليها كل إخفاقاتهم الاقتصادية والسياسية على مر العصور.
لذلك كان القرار كالتسونامي مزلزلا وقعه على كل ـ من في بطنه العجين ـ كما يقال في المثل الشعبي المغربي المعروف.
كل التحية لمن ساهم في هذا الإنجاز الرائع. وهي مجرد بداية تحرك سلس ومطاط للديبلوماسية الذكية للمسلمين في المحافل الدولية؛ لانتزاع الحقوق التي لا تُعطى ولا تُسلم لأحد، بل تُأخذ بالتفاوض وباستعمال الدهاء السياسي، وتبادل المصالح التي لا تضر بالشعوب العربية والإسلامية في الأول والأخير.