الأحد 28 إبريل 2024
مجتمع

متى ينعم الطفل زياد شيكري بالحد الأدنى من حقوقه الصحية والتعليمية؟

متى ينعم الطفل زياد شيكري بالحد الأدنى من حقوقه الصحية والتعليمية؟ الطفل زياد شيكري
رغم ما تبدله العديد من المؤسسات والقطاعات وجمعيات المجتمع المدني، من مجهودات لترجمة أهدافها ومخططاتها على أرض الواقع على مستوى النهوض بأوضاع الفئات المنتسبة إليها، خصوصا الأطفال من دوي الاحتياجات الخاصة، فلازالت هناك أسر تعاني في صمت وصبر، لإنها لا تتجرأ على إشراك الناس معاناتها ومكابدتها للعديد من المشاكل الصحية المزمنة التي يتخبط فيها فلذات أكبادها منذ طفولتهم، بل تظل تقاوم وتبحث عن الحلول الممكنة والمتاحة، دون التشكي أو إزعاج الآخرين، في انتظار الذي يأتي ولا يأتي.

كم من أسرة فقيرة، تعيش الهشاشة، وتتحمل مسؤولية رعاية طفل أو طفلة، شاء القدر أن يصاب بمرض مزمن، من أمراض العصر، مثل "داء السكري أو نقص في وظيفة الكلي، أو مرض التوحد، أو الإعاقة الحركية، أو الذهنية..."، وهلم عاهات تفرض على كلّ من الأم والأب أن يحصنا ويحافظا على أنفتهما وكرامتهما، ويبدلان كل ما في وسعهما في سبيل إسعاد أطفالهم.

النموذج الصادم جاء من مدينة اليوسفية، ويتعلق الأمر بواقع حال الطفل زياد شيكري المزداد سنة 2014، والذي يشكو من إعاقة دائمة على مستوى أطراف جسده، بالإضافة إلى الإعاقة الذهنية. فهو في أمس الحاجة إلى التفاتة من طرف المؤسسات والجمعيات ذات الصلة بالإعاقة لتساعده على تدبر حاله وإنجاز ملفاته الطبية، والاستفادة من حقوقه الصحية.

لقد شكلت هذه الإعاقة الذهنية والحركية هاجسا كبيرا لوالدي زياد منذ اكتشافها وتشخيصها، وأضحت حياتهما بطعم المرارة والمعاناة التي لا يمكن وصفها، وظل والده الذي يمتهن الحلاقة في أحد الأحياء الشعبية، يكافح من أجل توفير الشروط المادية لمتابعة إجراء الفحوصات والعلاجات الطبية الباهظة التكلفة، والتي تتعدى 5000 درهم، تخص أشعة شبكة الدماغ ـ TDM و IRM ـ كل ثلاثة أشهر، فضلا عن مصاريف الترويض الطبي.

بفعل الإعاقة الدائمة جسديا وذهنيا، حرم الطفل زياد شيكري من أن يضمن لنفسه مقعدا دراسيا مثل أقرانه حيث يقضي وقته بين حيطان البيت، ولم يستطع زياد أن ينعم بلعب الأطفال أمام البيت أو في الزقاق، ولم تلمس قدماه كرة القدم، ولم يركض في ملاعبها كسائر أبناء حيه الشعبي، بعد أن حرمته الإعاقة من أن يلعب أي لعبة أخرى من ألعاب الطفولة والتي كان من المفروض أن يمارسها بذهنه وجسده وبأطرافه، بل أنه لم يداعب حتى لعبه الجميلة بأنامله أمام عيني والديه اللذين يتحسران على واقعه المؤلم.

نعم، لقد شاء القدر أن يولد الطفل زياد معاقا، لكن الحق في الصحة يكفل ويضمن له بقوة القانون أن ينعم بالعناية والحماية الاجتماعية، وفق التوجيهات الملكية التي أعطت لهذه الفئات الهشة كل ما تستحق من عناية واهتمام على جميع المستويات.

يشار إلى أن والد الطفل زياد شيكري الذي يقطن بحي الزلاقة باليوسفية، كان قد راسل الأميرة لالة مريم رئيسة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية من أجل مساندته ودعمه، وفي هذا السياق يطرح أصدقاء عائلة الطفل زياد أسئلة حول مصير "ﮜْرِيمَةْ" تَاكْسِي الأجْرَةْ، التي يشاع "أن ملفها قد سقط بين أياد لا تستحقها"، في الوقت الذي كان من المفروض أن يستفيد الطفل المعاق زياد من مداخيل المأذونية، ويجد موردا ماليا لتشخيص أمراضه والعلاج والترويض الطبي، ولم لا أن يجد مقعدا دراسيا مع أقرانه، ويحيى حياته بشكل يضمن له الحق في التعليم والصحة والعيش الكريم.