السبت 27 يوليو 2024
مجتمع

بعد فشل جل المشاريع.. الجماعة الترابية تتبنى مشروع "جُوطِيَّة" لقتل ما تبقى من تنمية باليوسفية

بعد فشل جل المشاريع.. الجماعة الترابية تتبنى مشروع "جُوطِيَّة" لقتل ما تبقى من تنمية باليوسفية الجوطية الجديدة التي خلقتها الجماعة الترابية

مشاريع بيئية في مهب الريح:

لا حديث بمدينة اليوسفية اليوم إلا عن فشل جل المشاريع الحاملة لعلامة بصمة الجماعة الترابية بمدينة اليوسفية أو تلك التي ولدت ميتة، سواء كانت مشاريع بيئية، وخير مثال على ذلك فضاء غابة العروك رئة المدينة، التي كان من المفروض أن تتحول مساحتها الشاسعة لمنتجع ربيعي وصيفي بمرافق رياضية حسب أوراق الدراسة السابقة والميزانية الضخمة التي خصصت لها في عهد عامل الإقليم السابق. ونفس الفشل عرفته أيضا حديقة "الرخام" بشارع الحسن الثاني الممتدة من محطة القطار إلى قاعة الجمباز السابقة والتي بدورها التهمت عشرات الملايين وتتعرض للتدمير أمام أعين من يهمهم الأمر.

 

متى يتم فتح هذا الفضاء التجاري؟

هكذا تنتقل عدوى الفشل الكارثي بمدينة الفوسفاط لتطال حتى المشاريع الاقتصادية ذات الطابع التجاري، والنموذج الفضاء الخاص بالباعة المتجولين والفرّاشة، والذي تم إحداثه منذ سنوات بالحي الحسني بالقرب من سوق السمك، والمحاذي لواجهة وكالة بريد المغرب بمبلغ 400 مليون سم. لكن للأسف فقد ظلت أبوابه مغلقة في وجه من لهم الحق في استثماره، حيث تحول الفضاء التجاري إلى أكبر مرحاض في المدينة يلجأ إليه التائهون والعابرون لقضاء حاجتهم الطبيعية تحت سقفه وهم يتأملون في جدرانه وأبوابه التي دمرت وكسرت وعبث بها العابثون في ظل سياسة كم من حاجة قضيناها بتركها.

 

الجماعة الترابية تفرّخ "جوطية" عشوائية جديدة

في سياق متصل تم خلق "جُوطِيّة" عشوائية جديدة بمباركة من الجماعة الترابية التي مِنَ المفروض في مَنْ يتحمل مسؤولية تدبير شأنها أن يبدع في تقديم المشاريع والترافع عليها، وابتكار الحلول الناجعة لمحاربة كل مظاهر البؤس والبداوة، ومواجهة تشويه جمالية مدينة كانت تسمى سابقا "باريس الصغيرة".

للأسف في زمن الحديث عن مضمون خلاصات "المشروع التنموي الجديد" الذي زكاه ملك البلاد، تفتقت عبقرية مجلسنا الجماعي باليوسفية ليستقر رأيه الغرائبي على خلق "جُوطِيّة" عشوائية جديدة بمدينة الفوسفاط، حيث اختار موقعا استراتيجيا لتسويق مشروعه الاستثماري الكارثي بجميع المواصفات، بين سكتي الحديد على مستوى مدخل حي السلام من تحت قنطرة النفق الضخم التي يشكل بؤرة للمشاكل الاجتماعية والبيئية، دون التذكير بخطورة فيضان واد كاشكاط وما يفعله حين عودته الموعودة.

شهادات على لسان العارفين بالشأن المحلي

في سياق متصل قال أحد المهتمين بتدبير الشأن المحلي في إحدى تدويناته "إنها كارثة بكل المقاييس بغض النظر عن أسباب وظروف خلق هذه النقطة السوداء. لأن أول شيء منتظر هو تفريخ أماكن جديدة ببيع جزء من كل مكان معين".

الأغرب من ذلك أن "الجُّوطِيّة" التي أحدثها مجلسنا الجماعي تحت قنطرة السكة الحديدية، لا تتوفر فيها أدنى شروط الحركة التجارية الضامنة لكرامة هذه الفئة الاجتماعية، حيث أكد نفس المتحدث بقوله: "انعدام المرافق الصحية خصوصا بالنسبة للباعة الذين يقضون يومهم كاملا في تلك الرقعة من الأرض. وكيف لهم أن يقضوا احتياجاتهم الطبيعية؟". وعلى اعتبار أن "الجُّوطِيَة" الجديدة قريبة جدا لمحطة الحافلات وملتقى الطرق المؤدية لعدة أحياء فقد شدد على أن "المكان مؤهل للمساهمة بشكل خطير في حوادث السير".

 

ونظرا لأن قطار المسافرين يمرُّ من فوق قنطرة السكك الحديدية، فقد أكد نفس المتحدث على أن خلق هذه النقطة السوداء قرب ممرّ قطارات نقل المسافرين من أسفي صوب اليوسفية ثم إلى مدينة مراكش أو بن جرير وصولا إلى مدن الشمال والعكس كذلك، فإن "الجُّوطِيَّة" التي أحدثها المجلس الجماعي بذات الموقع ستؤكد النظرة السلبية والفاشلة على تقدم المدينة. وسيضرب عرض الحائط كل ما أنجز أو سينجز من خدمات لتأهيل اليوسفية.

 

وحسب عدة مراقبين فإن "الجُّوطِيَّة" التي ابتدعتها الجماعة الترابية لليوسفية والتي وصفها الجميع بالنقطة السوداء والخطيرة، ستشكل مستقبلا عائقا كبيرا، ومن المستحيل التحكم فيها أو خلق بدائل لها خصوصا أنها جاءت متوارية عن الأنظار و "مختبئة" بين مفترق سكتين حديديتين، بل أنها قابلة للتمدد العشوائي وقد تفرخ عدة بنايات قَصْدِيرِيَّة يصعب التحكم فيها. وفي هذا المجال أكد أحد رجال الأمن أن "الجُّوطِيَّة" الجديدة ستشكل نقطة سوداء، وحملا تقيلا على أعباء شرطة المدينة نظرا لما يمكن أن تفجره من مشاكل أمنية إضافية يضيق المقال للحديث عنها في هذه المناسبة.

 

مناشدة قطاع الفوسفاط

من المعلوم أن هؤلاء التجار والحرفيين الصغار كانوا يحتلون بقعة أرضية، تشكل نقطة سوداء بالقرب من ملعب الداخلة، خصوصا بعدما أحدث المجمع الشريف للفوسفاط قاعة مغطاة بمواصفات جميلة تضم مختلف الرياضات الفردية والجماعية، لذلك يتساءل الرأي العام المحلي عن مآل تلك البقعة الأرضية الشاسعة التي هي أصلا في ملكية قطاع الفوسفاط؟ على اعتبار أن ساكنة الأحياء المجاورة لملعب الداخلة والقاعة المغطاة محرومة من فضاءات وأحزمة خضراء تقيها من التلوث البيئي.

 

في هذا السياق طالبت عدة أصوات جمعوية ومدنية أن يبادر المجمع الشريف للفوسفاط بتحصين هذا العقار وتثمينه، بإقامة مربعات حدائق لفائدة متقاعديه القاطنين بتلك الأحياء، والإلتفات لمشاكلهم البيئية كرسالة مضمونها أن الأحياء الهامشية تستحق فضاءات خضراء بعد أن عجز وفشل المجلس الجماعي في القيام بأدواره التي أناطه بها المشرع.

 

  

فضاء الباعة الجائلين المغلق منذ سنوات