الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

العياشي الفرفار: السجل الاجتماعي الموحد.. من أجل رؤية الفقراء

العياشي الفرفار: السجل الاجتماعي الموحد.. من أجل رؤية الفقراء العياشي الفرفار
نهاية الأسبوع حضرت لقاءين تواصليين، الأول بمنطقة اولاد الشرقي بالعالم القروي والثاني متعلق بالمؤتمر الإقليمي لمنظمة المرأة الاستقلالية بالمجأ الحضري.
رغم اختلاف المكان فإن النقاش خصص لموضوع السجل الاجتماعي الموحد وتحويل الدعم من دعم الاستهلالكية إلى دعم مباشر للأسر.
تطرقت  في المحطتين الى خصوصية البرنامج العمومي، والانتقال من الدعم الأعمى إلى الدعم المستحق. كان التجاوب كبيرا وهو مؤشر ايجابي أن المواطن البسيط يفهم، ويجيد عملية الحساب حين يتعلق الأمر بجيبه ومعيشه. 

تغيير القناعات مهمة صعبة، لكنها ممكنة عبر الحوار المفضي إلى الاقناع.
أن يتقبل البسطاء قيمة السجل الاجتماعي، وأنه ليس مجرد سجل إداري وإنما اداة للاستحقاق الاجتماعي، وانهاء الفوضى في مجال الدعم الاجتماعي العمومي الذي تقدمه مخلف المؤسسات العمومية.
قيمة القرارات في قدرتها على فهم نفسية المواطنين و مراعاة خصوصيتهم مما يقوي الحكامة التدبيرية.
الأمر شبيه بحكاية ذات أبعاد رمزية أن  قبيلة  تعيش  وضعا اقتصاديا صعبا، والنتيجة زعيم القبيلة يصدر قرارا  يمنع النساء من لبس الذهب والثياب الفاخرة لحاجة القبيلة المال.
القرار خلف صدمة،  فكان قرار التحدي والرفض واعلان العصيان والاحتجاج .
ارتبك زعيم  القبيلة واستدعى  مستشاريه لم يجدوا حلا رغم تعدد التوصيات والاقتراحات.
رغم ان القرار حيد من حيت المبدأ من خلال إعادة توزيع الثروة وترميم الانسجام الاجتماعي داخل القبيلة، وضمان الاستقرار  فإن المشكل يكمن في تطبيقه، وإن مقاومته نتيجة لعدم ادراكه حجم المقاومة وحجم الرفض المفضي إلى العصيان.
لم يكن امام الزعيم من خيار سوى استدعاء حكيم القبيلة، ولأن الحكماء هم  اخر من يتكلم، لأنهم  أكثر الناس صمتا وأكثر الناس فهما. 
فقال الحكيم للملك:
لن تقبل النساء قرارك إذا كنت تفكر فيما تريد أنت، لا فيما يريدن! 
الوضع معقد، والملك في حيرة بين التراجع وفقدان الهيبة وبين التصلب والمزيد من العصيان.
فطلب الملك الحل: 
قال الحكيم: الحل في عدم التراجع وفي عدم الاستمرار.  لكن في إصدار قرار إلحاقي بمنع لبس الذهب للجميلات ،  لأن لمعان  الجميلات اجنل من لمعان الذهب .
صدر القرار المؤسس على فهم جيد لطبيعة المرأة،  كان مفعوله فوريا وناجزا،  خلعت النساء كل مظاهر الزينة،  وتحقق القرار  بأقل كلفة وبعائد ايجابي. 
الحكاية رمزية لكنها تمنح افقا لتحليل وقراءة السياسات العامة، وإن القرارات الصائبة تلك التي تلامس قلوب وعقول وجيوب المواطنين وتراعي وضعيتهم، أن القرارات الجيدة تلك التي تستند الى الحكمة وليس إلى القوة.
بالجوع إلى السجل الاجتماعي، ومن خلال لقاء تواصلي مع البسطاء فإن الناس يقبلون ما يحتاجون له، وليس ما تحتاجه الدولة.
أما فيما يخص السجل الاجتماعي الموحد وتدبير الدعم الاجتماعي العمومي،  فإن قرار يعتبرحكيما ويملك كل مقومات النجاح لأنه يقدم الدعم لمن يستحق، ويحرج الأغنياء وأصحاب الشركات أن يكفوا عن مد ايديهم إلى قوت البسطاء.
أنهم سجل بمثابة إجراء يجعل الفقراء مرئين حتى لا تختلط الحدود وتتشابه في الاستفادة من الدعم العمومي.