الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

أربعة قادة اتحاديين يشرحون ما جرى في مؤتمر الشبيبة الاتحادية

أربعة قادة اتحاديين يشرحون ما جرى في مؤتمر الشبيبة الاتحادية

إن الشيطان يختفي دائما وراء التفاصيل.. هذا ما ينطبق عليه حادث المؤتمر الثامن الأخير للشبيبة الاتحادية ليوم 6 يوليوز الجاري، والذي رغم تحفظات بعض من اتصلنا بهم، تبقى الأسئلة مطروحة حول دواعيه (الحادث)، فمن هي فئة المندسين؟ وكيف أغفل حرس المؤتمر من التأكد في حمل الشارة بالنسبة للمؤتمرين؟ ألم يرخ صراع صقور الحزب أو السلف ظلاله على الخلف؟ ولماذا التراجع في الأخير عن صفة صيغة الاقتراع باللائحة الوحيدة على صيغة الاقتراع السري الأحادي الاسمي؟

يرى سفيان خيرات،عضو المكتب السياسي، بأنه في لحظة من لحظات المؤتمر كنا نبحث عن صيغة توافقية لانتخاب اللجنة المركزية التي سيقع عليها الإجماع داخل المؤتمر، على اعتبار أن هذا الأخير يشكل انطلاقة جديدة للشبيبة الاتحادية بعد سنوات من الركود، ولم نتفوق في إيجاد هذه الصيغة، فكان الحل هو اللجوء إلى صناديق الاقتراع والاحتكام إلى الآلية الديمقراطية.. فتقرر عقد المؤتمر من جديد يوم السبت المقبل لاستكمال أشغاله وفق جدول أعمال يتضمن نقطة واحدة هي انتخاب اللجنة المركزية "101 عضو". مضيفا بأنه ليس هنالك أي إسقاط للصراع الذي تعرفه قيادة الاتحاد الاشتراكي على مؤتمر الشبيبة ولا علاقة لما وقع بتاتا بهذا الأمر.

من جهة أخرى أشارت حنان رحاب، عضو المكتب السياسي، أن المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة يشكل محطة تنظيمية كبرى تم التحضير الجيد لها، وابتدأت الأشغال على وقع روح نضالية جماعية بهدف إعادة الوهج للشبيبة واستعادة المبادرة في الشأن الشبابي. حيث انطلق المؤتمر الذي اختار له المناضلات والمناضلون شعار "التزام مع الشباب ضد الاستبداد والرجعية"، فكان بحق عرسا نضاليا ترأسه الكاتب الأول للحزب الأخ إدريس لشكر الذي ألهب حماس الحضور من مؤتمرين وضيوف بكلمة توجيهية قوية أحاطت بكل مواضيع الساحة السياسية، موضحا مواقف حزبنا الثابتة التي كانت كل أشغال المؤتمر تمر فيه بأجواء سليمة حتى استيفاء برنامج المؤتمر -تضيف رحاب- إذ وقعت مشاحنات واختلافات في وجهات النظر أحيانا، لكن في أحايين كثيرة من عمر المحطة التنظيمية ساد النقاش الجاد والمسؤول والهادئ، وصدحت الحناجر بالمجد للشهداء والتوجه للمستقبل بكل ثقة، وتمت المصادقة على وثائق ومقررات التي أعدتها اللجنة التحضيرية والمجلس الوطني وبعيدا عما تناقلته المنابر الإعلامية من تهويل ومبالغة في ترويج بعض الحوادث المتفرقة والبسيطة.. في الواقع كان هناك عنف في لحظات من المؤتمر، وهو أمر عادي لاعتبارين أساسيين، أولهما أن الشبيبة هي انعكاس للمجتمع بما يحمله من مواطن قوة وضعف، وما اللجوء إلى العنف إلا تمظهر من تمظهرات هذه الظاهرة في المجتمع. والاعتبار الثاني متعلق بما عرفته الشبيبة خلال السنوات الماضية من شد وجذب وتأخير كبير في عقد استحقاقاتها التنظيمية العادية بحيث أن المؤتمر عقد بعد سبع سنوات مما خلف مجموعة من التراكمات والشحن والمشاكل التنظيمية العارضة.. وكل هذه الاعتبارات هي علامة صحية تؤكد من جديد على أننا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والشبيبة الاتحادية مختلفون ومتميزون لأن مؤتمراتنا تعرف تنافسا وتدافعا وإعمالا للآلية الديمقراطية التي تفتقر إليها باقي مكونات الطيف السياسي.. وما جرى خلال المؤتمر يعد خلخلة حقيقية للوضع التنظيمي في محاولة منا لملاءمته مع ظروف ما بعد الحراك الشبابي الذي كانت الشبيبة الاتحادية جزءا لا يتجزأ منه مؤثرة فيه ومتأثرة به، وهو ما ظهر من خلال حلقات النقاش داخل المؤتمر وفي مناقشة مشاريع الأوراق، تؤكد رحاب.

واعتبر كمال هشومي، نائب رئيس مؤتمر الشبيبة الاتحادية، بأن المندسين إلى المؤتمر راهنوا منذ البداية على إفشاله وهم الذين يروجون إشاعة صراع الأجنحة. وأضاف: "نحن نعيش فترة إعادة البناء سواء على مستوى الحزب أو الشبيبة بعد صعود القيادة الجديدة للحزب والتي اتخذت من شعارها استعادة المبادرة من أجل تصحيح الهياكل التنظيمية للحزب لتصحيح الوضع على المستويات الإقليمية والمحلية والتي منها لم تجدد منذ 20 سنة وجاء دور قطاع الشبيبة الاتحادية في تجديد هياكله خاصة وأن المجلس الوطني لم يعقد منذ 6 سنوات، فكان تقرير تنظيم المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية عن طريق مقاربة جديدة تقضي بلا مركزية القرار الشبابي باعتماد النظام الجهوي للشبيبة الاتحادية حيث تم تنظيم 16 مؤتمر جهوي مهدت لعقد المؤتمر الثامن". وليس سهلا ما تم القيام به -يقول هشومي- فما "قمنا أزعج الأصدقاء قبل الأعداء، فكانت محاولات التشويش على المؤتمر". وفي الوقت الذي كانت تسير فيه الأمور بسلام والمرور إلى مرحلة التصويت على اللائحة المتوافق عليها المكونة من 101 عضو الممثلة لجميع الجهات، "فوجئنا باجتياح لغرباء عن الحزب أثاروا الشغب مما جعل عملية التصويت تتوقف وتتوقف معها أشغال المؤتمر".

وهذا ما أكده الحسين الحسني، رئيس المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية، عندما أشار بدوره إلى أن عملية التصويت على اللائحة كانت على وشك الانطلاقة وصناديق الاقتراع جاهزة، لكن كتاب الجهات 16 ومجموعة أخرى من المؤتمرين اتصلوا بالرئاسة وطلبوا منها قليلا من التريث قبل المرور إلى التصويت على اللائحة التي سبق التوافق عليها قبل عرضها على المصادقة وكان ذلك مع قرب توقيت صلاة المغرب. وما حدث أيضا، يضيف الحسني، هو أن أحد المؤتمرين أصابته نوبة من الصرع وسقط مغشيا عليه داخل القاعة فوقعت حالة من الهلع والتدافع بين المؤتمرين خاصة مع وجود غرباء عن المؤتمر... المهم تم تأجيل إتمام أشغال المؤتمر إلى السبت المقبل من أجل التصويت عن طريق الاقتراع السري الأحادي الاسمي، ونحن ننتظر إتمام أشغال هذا المؤتمر وانتخاب هياكل الشبيبة الاتحادية وقيادتها الجديدة على اعتبار أن القيادة السابقة قدمت استقالتها، كما أن الأجهزة المقبلة سوف تقوم بعقد اجتماعها لتقييم العملية، وستعمل على التحقيق في حيثيات الاقتحام، ومن وراء هذا الاقتحام وخلق الفتنة والتشويش.  

جانب من المؤتمرين والمؤتمرات في المؤتمر الثامن للشبيبة الاتحادية