الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

تقديم كتاب "الإسلام وآخر الرسل" للرحالة "إيفانوف" بشراكة مع سفارة المغرب ببلغاريا

تقديم كتاب "الإسلام وآخر الرسل" للرحالة "إيفانوف" بشراكة مع سفارة المغرب ببلغاريا السفيرة زكية الميداوي رفقة الكاتب البلغاري
شاركت زكية الميداوي، سفيرة فوق العادة والمفوضة للمملكة المغربية لدى جمهورية بلغاريا وجمهورية مقدونيا الشمالية، بصوفيا في حفل تقديم كتاب "ميشو إيفانوف"، المكتوب باللغة البلغارية، تحت عنوان "الإسلام وآخر الرسل". 

ويعد الكاتب البلغاري، والذي نشأ في إسبانيا، من الشغوفين بالمغرب وثقافته. حيث يشغل منصب المدير العام لوكالة الأسفار "أندالو ترافيل"  في مدينة مالغا الإسبانية والمتخصصة في تنظيم الرحلات، إلى المغرب وإلى الأندلس في إسبانيا.
 
وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب، من خلال كتابه، قد سلط الضوء على حياة الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومدى إسهامه في إدراك الإسلام وانتشاره، وكذلك في الأفكار والمثل التي يدعو إليها الإسلام، حيث أن القرآن الكريم يتضمن مجموعة من الآيات التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تشكل أحد الأسس الرئيسية للدين، ومن هذا الباب، نجد أن الكاتب ركز بحثه على أحد الجوانب الأساسية لهذا الدين، وهو التسامح، وهو محور الفكر الإسلامي أساس جميع القيم الإنسانية التي تدعو الى التعايش في إطار التنوع. 

إلى جانب كونه مسافرًا مغرمًا بالمغرب، عمل إيفانوف في هذا البلد الرائع كمرشد سياحي لأزيد من 10 سنوات. حيث تمت دعوته على DARIK RADIO وBTV  التلفزة الوطنية البلغارية للحديث عن كتابه، المغرب والتسامح المشترك بين جميع الشعوب، بغض النظر عن دينهم. كما قدم كتابه أيضا خلال مقابلة مع "اورو نيوز بلغاريا"، خلال أسبوع 27 فبراير 2023. كما تم عرض الكتاب أيضا في وسائل الإعلام البلغارية مثل "Standartnews".

وفي كلمتها خلال هذا الحفل، قدمت زكية الميداوي مقارنة بين المملكة المغربية وجمهورية بلغاريا، معتبرة أن كلا من البلدين يعدان من الوجهات السياحية العالمية الجميلة ونموذجا من نماذج التسامح وتعدد الثقافات والتعايش، وذلك بفضل ثراء ثقافتهم وتاريخهم الذي يمتد لألف عام من التعايش السلمي بين مختلف الأديان والجماعات العرقية على وجه الخصوص. كما أردفت "أن حدث تقديم الكتاب يتسم بروح الانفتاح والتسامح والتي تجد جوهرها في قيم التضامن والأخوة والسلام والعيش معًا، والتي يشترك فيها المغرب وبلغاريا مع البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم". 
  
وفي السياق ذاته، لم تتوان السفيرة الميداوي عن إبراز أصالة النموذج الديني المغربي، القائم على إمارة المؤمنين، والذي يهدف إلى أن يكون عاملا للوحدة وضامنا لاحترام مبادئ وقيم الإسلام في المغرب منوهة بجهود الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، في تعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان والثقافات. وقد أكدت السفيرة على أن المغرب كان دائما عبر تاريخه أرضا للتعايش والتسامح والعيش المشترك بين أبناء الديانات التوحيدية الثلاث: مسلمون ومسيحيون ويهود.

كما أشارت إلى أن هذا النموذج التفاعلي، الذي نال إشادة كبيرة، ساعد البلاد على الحفاظ على أصولها متعددة الثقافات، مشيرة إلى أن كل هذه الروافد قد اعترف بها دستور 2011 الذي مكّن المملكة من تعزيز تنوعها ووحدتها وهويتها. 

وتجدر الإشارة الى أن المغاربة يتشاركون اليوم بكل فخر هذا التراث الذي يتجاوز عمره قرونا، والذي تعود جذوره إلى أفريقيا جنوب الصحراء بقدر ما تعود إلى أوروبا شمالاً والمشرق في الشرق، كأصل حاضر للحاضر والمستقبل، كما كان في الماضي.

وعلى نفس المنوال، أشارت السفيرة زكية الميداوي إلى أن الجهود التي بذلها الملك الراحل الحسن الثاني، المروج الأول للسلام والحوار بين الأديان السماوية ومن قبله الملك محمد الخامس، الذي رفض بشكل قاطع التضحية بالمواطنين المغاربة من الديانة اليهودية خلال نظام فيشي. وقالت إن تمديد هذه المواقف تحت القيادة الملكية  لمحمد السادس، أمير المؤمنين، جعل المملكة استثناءًا في المنطقة.

وتضيف السفيرة إلى أن زيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس إلى المغرب، يومي 30 و31 مارس 2019، تشهد على مدى ديناميكية الانفتاح والتعايش القوية التي تتميز بها المملكة، وتأكيدا على أن التزام المملكة المستمر بالتسامح والحوار والحرية الدينية ينعكس في دورها الرائد كعضو مؤسس وفاعل في تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC) L'Alliance des civilisations des Nations unies ، وهي منظمة مسؤولة عن التعبئة الوطنية والعالمية للفاعلين الدوليين حول السلام، والتي عقدت نسختها التاسعة في 22 و23 نوفمبر  2022 بفاس، وذلك من خلال إنشاء مؤسستين رائدتين للترويج لقيم الإسلام المتسامح: معهد محمد السادس لتدريب الأئمة والخطباء ومؤسسة محمد السادس لعلماء أفريقيا، والتي تتمثل مهمتها في إحباط التطرف الذي يحتدم على ابواب افريقيا والترويج لإسلام الوسطية العادلة.

واختتمت قائلة: "في المغرب، السلام والتسامح والتعايش الديني ليست فقط معايير مشتركة للحياة اليومية، بل هي أيضًا خيارات لا رجعة فيها متفق عليها بحرية ومشتركة بالإجماع".

بدوره، استهل "ميشو إيفانوف" كلمته بإعطاء لمحة تاريخية عن صلته بالمغرب والأسباب التي دفعته إلى تأليف كتابه في شهادة على مبدأ "العيش المشترك" والتسامح الذي يتسم به المغرب، ملكا وشعبا.

كما تم عرض فيلم وثائقي عن المغرب السياحي، حيث تناوب العديد من الشخصيات المغربية والإسبانية على تكريم المؤلف البلغاري لكتاب "الإسلام واخر الرسل" إشادة بصفاته الإنسانية والمهنية، واستعداده الدائم لمساعدة الآخرين، وإقامة علاقات ودية مع السكان المحليين لفهم ثقافتهم بشكل أفضل والتكيف معهم.

ومن جهتها قدمت "صوفيا جوتسيفا" مؤلفة كتاب "المغرب، بركة وشكران" مجموعة من الصور للأماكن التي زارتها، والتي أرادت أن تشارك بها انطباعاتها التي لا تنسى خلال رحلتها الرائعة عبر المغرب بصحبة والديها، والذي قام بتنظيمه  "ميشو إيفانوف" من خلال وكالة أسفاره "Andalu Travel". 

حيث تصف يومياتها في المغرب وما طبعها من مميزات وذلك عبر سرد لمختلف الطرق التي سلكتها والأماكن التي زارتها، من طنجة، وفاس (فندق منزه زاله)، وإفران (التي وصفتها بسويسرا المغربية)، وأزرو، وميدلت، ومراكش، وجبال الأطلس الكبير، وقلعة آيت بن حدو، ومطعم دار أيور (في قصبة الجرف)، وأرفود، ومرزوكة، وغيرها من الأماكن، إلخ..

وقد شهد هذا الحدث مشاركة جمهور كبير يتكون على وجه الخصوص من مسؤولين وخبراء وأساتذة جامعيين ورجال الثقافة وممثلي وسائل الإعلام ورجال الأعمال والدين وممثلي وكالات الاسفار مثل روميانا ليوبينوفا (مدير وكالة السفر الترحيبية Ldt )"  Weolcome Travel"  وكذلك أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في بلغاريا.
واختتم الحفل يتقديم المطرب الشهير "إيفان جوتسيف" (والد صوفيا جوتسيفا)، والمتخصص في الأغاني الشعبية وأحد قدامى مؤسسي مهرجان بيرين الشعبي، ثلاث أغنيات.

وتجدر الاشارة أن"Pirin Folk " هو مهرجان للأغاني الHصيلة المعتمد على الفولكلور المقدوني، والذي يقام كل شهر شتنبر في مدينة ساندانسكي البلغارية. حيث انه ومنذ إدراجه في التقويم الثقافي لوزارة الثقافة البلغارية عام 2000، عرف المهرجان تطورا أكثر ورسخ نفسه كحدث دولي ومكان لالتقاء، تواصل وتنافس الفنانين من بلغاريا، من اليونان، من جمهورية مقدونيا الشمالية من صربيا ومن رومانيا. 
 
السفيرة المغربية في بلغاريا (يسارا) إلى جانب صوفيا جوتسيفا مؤلفة كتاب "المغرب، بركة وشكر"