الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

المسرحي النفالي: وزير الثقافة قدم لنا ضمانات ووعدنا بتنفيذ ما خرج به اللقاء من مقترحات

المسرحي النفالي: وزير الثقافة قدم لنا ضمانات ووعدنا بتنفيذ ما خرج به اللقاء من مقترحات الفنان المسرحي حسن النفالي (يسارا)
على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الثقافة، يوم الاثنين 13 مارس 2023 بمدينة سلا، تحت شعار "آليات تطوير المسرح المغربي بين التجديد والابتكار"، والذي التقى فيه وزير الثقافة محمد المهدي بنسعيد ومختلف الفاعلين المسرحيين، تواصلت "أنفاس بريس" مع الفنان المسرحي حسن النفالي، للوقوف عند أبرز جوانب هذا اللقاء وخلاصاته.
 
تم تنظيم يوم دراسي حول آليات تطوير المسرح المغربي. ما الغاية من تنظيم هذا الحدث؟
يأتي تنظيم هذا اللقاء في إطار مشاورات بين الوزارة والمهنيين حول ملفين من أهم الملفات التي تدبرها وزارة الشباب والثقافة والاتصال، وهما ملف الدعم المسرحي والمهرجانات المسرحية، ومنذ وتقلد الوزير لمنصبه، التقى بعدد من الفاعلين، الذين نقلوا إليه انتقاداتهم وملاحظاتهم حول الملفين السابق ذكرهما، ليطلب منهم أن يمهلوه بعض الوقت للإطلاع عليها.
وما عجل قي إقامة هذا اليوم الدراسي، هو ما عرفه ملف الدعم المسرحي من ردود أفعال سلبية أحيانا وشكاوى من فنانين متضررين من إجراءات الدعم، بغية إدخال تعديلات تجعل من هذا الدعم أكثر شفافية ووضوح وكذا لضبط شروطه ومعاييره، كما أن الأحداث التي  وقعت في المهرجان الوطني للمسرح من احتجاجات وانتقاذات حول التنظيم ونتائج لجنة التحكيم، ساهمت بدورها في التعجيل بإقامة هذا الحدث، الرامي لإصلاح هذين الورشين المهمين في قطاع الثقافة في إطار نشاوي وتشاركي مع مهنيي القطاع.

مرت سنتان على الولاية الحكومية، وبدل أن يتم إخراج أساسات المشاريع الثقافية لحيز الوجود من طرف الحكومة، نجد وزارة الثقافة تخطب ود المثقفين لرسم رؤية مسرحية. كيف تقرأ هذا التناقض؟
ليس هناك تناقض لأنه دائما ومنذ حكومة التناوب، التي أخرجت الدعم إلى الوجود والمهرجان الوطني للمسرح وقانون الفنان وبطاقة الفنان وغيرها، كان العمل بين الوزارة والمهنيين يتم في إطار تشاوري، وأنا أشهد على ذلك فعندما كنت مسؤولا في النقابة، كان عملنا يستند على القوة الاقتراحية التي نملكها والتي من خلالها عالجنا عدة ملفات وعدة قضايا وتفاوضنا مع الوزارة الوصية في عدة محطات، حيث أحيانا يكون هناك شد وجذب، لتمر الأمور بشكل سلس أحيانا أخرى ويتم الاتفاق على مجمل القضايا المطروحة. 
وفي نظري الوزارة لا تخطب المثقفين لرسم رؤية مسرحية بل تحاول إشراكهم في رسم السياسات الثقافية عموما وتعديلها وتطويرها، وهذا مطلب مهنيي المسرح، وبالتالي فإن هذه المحطة تدخل في هذا الإطار وتعطي الفرصة للمهنيين لوضع الخطط والاستراتيجيات والأفكار والمقترحات الكفيلة بتطوير المجال، لأن الهدف الأساسي من ملف المسرح هو أن يستفيد المسرحيون من جهة والمجتمع (جمهور أب الفنون) من جهة أخرى، وهذا الدعم كان لا بد من أن تكون له آليات دائمة التطور، انطلاقا مما يحدث من مشاكل أثناء التنفيذ ومن اختلالات تظهر من حين لآخر، فكان من الضروري أن يجد المسرحيون أنفسهم الحلول الممكنة وأن يدققوا في الشروط لخاصة بالدعم وأن يضعوا تصورا واضحا للمهرجان الوطني للمسرح وللمشاركة المغربية في المهرجانات الدولية لإضفاء مزيد من الوضوح والشفافية في تناول هذين الملفين بالخصوص.
 
ماهي الأجواء التي مر فيها اليوم الدراسي وماهي الخلاصات التي خرج بها الملتئمون؟
شهد اليوم الدراسي حضورا كثيفا، تنوع بين جيل رواد المسرح وجيل الذي عقبهم وكذا الشباب، إضافة إلى حضور تمثيلية النقابات المهنية الثلاث، وهي النقابة المغربية لمهنيي فنون الدراما والاتحاد المغربي لمهن الدراما ونقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة التلفزيون والسينما، إضافة إلى الفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وكذلك تنسيقية فرق مسرح الشارع وفيدرالية الصناعات الثقافيةوالإبداعية، دون أن ننسى حضور عدد من النقاذ والباحثين وعدة أسماء التي لها علاقة بالموضوعية وتمثيليات من مختلف جهات المملكة المغربية.
كما كانت هناك تجارب لبعض الفرق التي كانت حاضرة في الدعم خلال عدة مراحل، إذ قدمت ثلاث فرق نمودجية تجربتها في المهرجانات السابقة.
وقد انقسم اللقاء إلى أربع محطات، محطة الافتتاح الذي تضمنت كلمة الوزير، وكلمة ممثلي النقابات والمؤسسات سابقة الذكر، إضافة إلى أرضية تقدم بها الكاتب المسرحي عز الدين بونيت، أحد الباحثين والخبراء في السياسات الثقافية بالمغرب، تناول فيها مختلف القضايا المرتبطة بالدعم والمهرجانات.
أما المحطة الثانية فقد تمحورت حول الدعم، عبر أربع مداخلات، أضاء الباحث سعيد الناجي في أولها  على مقاربات تجربة الدعم في دول آخرى، وعرضا للكاتب والناقد المسرحي محمد بهجاجي حول الثقوب والتغرات، الموجودة في قانون الدعم، بهدف معالجته، وتدخل ثالث لمسعود بوحسين، رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية المغربية، حول المجالات التي يمكن أن نركز عليها في الدعم والتي من شأنها أن تخدم المسرح المغربي، أما التدخل الأخير فكان لبو سرحان الزيتوني، كاتب عام فيدرالية الفرق المسرحية المحترفة، الذي تناول فيه موضوع انتظارات المسرحيين من الوزارة في مجال الدعم، وقد تضمنت جل هذه المداخلات حلولا ومقترحات وبدائل، ليتلوها نقاش تفاعلي بين المتدخلين والحضور.
وفيما يتعلق بالمحطة الثالثة من اليوم الدراسي، فركزت على الشق الخاص بالمهرجانات، وعرفت بدورها  4 مداخلات، مداخلة حول المهرجان الوطني للمسرح، أطرها الفنان بوسلهام الضعيف، وتدخل للكاتب والأكاديمي المغربي خالد أمين حول المهرجانات الوطنية، التي تنظيمها الجمعيات والجماعات والمؤسسات الثقافية وحاجة المهرجانات للتقنين لتصبح تظاهرات فاعلة ومؤطرة وكذا مداخلة للناقد المسرحي عبد الرحمن بن زيدان، حول الحضور المغربي وعلاقته بالدبلوماسية الثقافية في المهرجانات العربية والدولية، وما يتطلبه هذا الحضور من دعم للمشاركين فرقا أو أشخاصا أو نقادا أو باحثين، فضلا عن مداخلة للمخرج المسرحي عبد الكريم برشيد حول حاجة المغرب إلى تنظيم مهرجان عربي أو دولي كبير على غرار مجموعة من الدول العربية كقطر والعراق والأردن ومصر وغيرها، ليعقب هذا المحور نقاش عميق، لتخصص آخر محطات الحدث لقراءة تقارير وخلاصات ومخرجات هذا اليوم من طرف ثلاثة مقررين، نذكر من بينهم عبد المجيد فنيش.

معلوم أن المغرب عرف سابقا عدة أيام دراسية للنهوض بالمسرح والسينما والثقافة عموما، لكن خلاصاتها لم تر النور أبدا. ماهي الضمانات لكي تدخل توصياتكم لحيز التنفيذ مع حكومة أخنوش والوزير بنسعيد؟
من وجهة نظري، أرى أن الأيام الدراسية التي سبق تنظيمها، خرجت بخلاصات وقرارات وتوصيات مهمة، عملنا على تفعيلها، تبقى المسؤولية بالدرجة الأولى على الوزارة الوصية على القطاع الثقافي بالمغرب، لكن على الفاعلين المهنيين بالمغرب من خلال نقاباتهم أن يحثوا ويصروا على الوزارة لإخراج تلك القرارات لحيز التنفيذ، وهو ما أثبتته تجارب سابقة، فكل محطة مهمة تسبقها أيام دراسية أو مشاورات تخرج في وقت لاحق إلى الوجود.
وفيما يتعلق بالضمانات فقد قدمها لنا الوزير في حفل الافتتاح، إذ قال أننا أدرى بمجالنا، واعدا بالإصغاء لنا والسعي إلى تنفيذ كل ما خرجنا به من قرارات ومقترحات وتوصيات.
وسنشرع بدورنا منذ الأسبوع القادم بوضع أبرز المقترحات على طاولته والاشتغال عليها، لضمها للقرارات التنفيذية لهذا العمل أو لدفاتر التحملات أو لتصورات مختلفة، وكلنا أمل في أن لا يكون هناك أي عرقلة من أي جهة كانت لهذا الموضوع.