الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

أوتشرفت: هذه عناوين الأسبوع الثقافي للواحات بطاطا

أوتشرفت: هذه عناوين الأسبوع الثقافي للواحات بطاطا مبارك اوتشرفت
ينظم منتدى أفوس للديمقراطية وحقوق الانسان بطاطا بمعية شركائه الأسبوع الثقافي للواحات بالجنوب والجنوب الشرقي خلال أيام 22ـ 25 فبراير 2023، بمدينة طاطا، هذا ويتضمن برنامج الأسبوع الثقافي أنشطة متنوعة وهادفة ومنها تنظيم لقاء دراسي، ندوات علمية، ورشات موضوعاتية، ومسابقات، وخرجات استكشافية.
وقال مبارك اوتشرفت رئيس منتدى أفوس الجهة المنظمة للقاء الدراسي بأن أرضية هذا اللقاء ستدور حول تثمين التراث المادي واللامادي للواحات خدمة للتنمية البشرية بإقليم طاطا على أساس أن الواحات تعتبر بمثابة منظومة بيئية وثقافية غنية، مما بوأها مكانة سامية في التراث الإنساني العالمي. وعلى مر العصور فقد ساهمت الواحات بفضل غنى مواردها ومنتجاتها في الاستقرار الاجتماعي للساكنة المحلية التي نجحت في التماهي مع المجال الطبيعي للواحة، ونسج معالم منظومة من الأعراف والتقاليد والعادات والتي كان لها الكثير من الفضل في التدبير المستدام لموارد الواحة، بشكل يضمن حماية الواحة كمنظومة طبيعية هشة، واستثمارها بما يخدم التنمية المحلية.
ومن أرضية اللقاء الدراسي كذلك ما تزخر به الواحات بإقليم طاطا بإرثها الحضاري والثقافي والايكولوجي الغني (واحات خلابة، مآثر تاريخية عريقة، نقوش صخرية، تقاليد واعراف...) مما يتيح عدة فرص وإمكانات لتعزيز الإشعاع الثقافي للمنطقة، واستثمارها في تنفيذ مشاريع ومبادرات لخلق فرص الشغل لأبناء المنطقة والحد من الهجرة خاصة في صفوف الشباب التي تنامت في السنوات الأخيرة، وأضحت تمثل تهديدا حقيقيا لاستمرارية هذا الموروث الثقافي والحضاري.
هذا ولعل الوضعية الصعبة التي باتت تعيش على وقعها الواحات اليوم بإقليم طاطا ترجع إضافة الى العوامل الطبيعية كالجفاف، والاستنزاف الخطير لمواردها المائية، والتغيرات المناخية، زيادة على العامل البشري من خلال تفكك مجتمع الواحة، والجنوح نحو ممارسات مدمرة للواحة، الى اهمال دور هذا الموروث الثقافي الغني في تدبير عناصر المجال الواحاتي، مقابل ممارسات وعادات دخيلة على منظومة الواحة، والتي لعبت دورا سلبيا في تدهور وضعيتها.
من هنا فتدبير الإشكالات الكثيرة التي تعرفها الواحات اليوم بإقليم طاطا لن يتأتى الا باستحضار البعد الثقافي كركيزة أساسية في التنمية المجالية لمناطق الواحات، واستلهام الغنى الثقافي للمنطقة في رسم معالم تنمية مندمجة قائمة على اشراك مختلف المؤسسات في القيام بأدوارها. وان تشخيص وضعية التراث المحلي من حيث أسباب تدهورها يعد مدخلا محوريا لتثمين هذا التراث وإيجاد حلول عملية لمعالجة مختلف الاكراهات التي تؤدي لتدهور التراث المادي واللامادي لمناطق الواحات؛ ولا ينفك تعزيز الإشعاع الثقافي للواحات عن عملية تنمية مناطق الواحات، لما يكتسيه الأمر من التعريف بالمنطقة، ومؤهلاتها، وجاذبيتها للاستثمار المستدام، وتحقيق رهان جعل المنطقة قطب اقتصادي يوازي مؤهلاتها، ورصيدها الحضاري والثقافي العريق.
وأضاف أوتشرفت رئيس منتدى أفوس ان استثمار التراث المادي واللامادي للواحات كرافعة لتحقيق التنمية المستدامة يوجب إدراج هذا التراث في صلب عملية التنمية بمختلف ابعادها ومستوياتها، خاصة على مستوى تشجيع الصناعة الثقافية، وتثمين التراث الايكولوجي الغني الذي تزخر به المنطقة لتحقيق التنمية المستدامة. كما تبرز أهمية حفظ التراث المحلي وتوثيقه كمدخل رئيسي لحماية التراث المادي واللامادي للمنطقة، وضمان تناقله بين الأجيال، وتعزيز اشعاع المنطقة على مختلف المستويات.
ومن هذه المنطلقات فمنتدى افوس للديمقراطية وحقوق الانسان، واستمرارا لأدواره في الترافع حول مختلف قضايا الواحة بإقليم طاطا، يسعى من خلال تنظيم هذا اللقاء الدراسي بتعاون وتنسيق مع مختلف الشركاء والفاعلين الى تعزيز النقاش العمومي المحلي بين مختلف الفاعلين والمتدخلين والخبراء والمهتمين حول موضوع: " تثمين التراث المادي واللامادي للواحات خدمة للتنمية البشرية بإقليم طاطا"، والخروج بتصورات وتوصيات عملية لحماية التراث المادي واللامادي للواحات وتحقيق التنمية البشرية والمستدامة للمنطقة.
ولهذا سيعرف هذا اللقاء الدراسي والذي سيكون تحت اشراف عامل إقليم طاطا تقديم مجموعة من مداخلات ممثلي القطاعات الحكومية المعنيين والباحثين؛ والمختصين، بهدف بلورة مخرجات عملية كفيلة لحماية وتثمين واستثمار التراث المادي واللامادي لتنمية مناطق الواحات بإقليم طاطا.