السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

ياسين بلقاسم: إلى أين تمضي العلاقات الجزائرية التونسية المتوترة؟ ما مصير الجزائر؟

ياسين بلقاسم: إلى أين تمضي العلاقات الجزائرية التونسية المتوترة؟ ما مصير الجزائر؟ ياسين بلقاسم
رغم اصطفاف تونس في عهد الرئيس قيس سعييد لدعم السياسات الجزائرية على حساب دول إقليمية أخرى مثل المغرب، فإن العلاقات بين تونس والجزائر تمر بأسوأ مراحلها بعد إستمرار تعرض عدد من التونسيين داخل الجزائر أو في النقط الحدودية للتضييق والتنكيل والإهانة، من قبل السلطات الجزائري، وإجبارهم على ترك أمتعتهم في المعابر الجزائرية، في ظروف مناخية شديدة البرودة. وبذلك لم يسبق للسلطات الجزائرية أن شددت من إجراءاتها على المعابر والحدود مع تونس بهذا الشكل المثير. 
ورغم أنه لم يصدر عن السلطات التونسية، أي رد فعل على ما تعرض له التونسيون من مضايقات فإن الرئيس الجزائري أمر وبشكل استباقي، "بعدم إزعاج وعرقلة التونسيين في مراكز العبور الراغبين في الدخول إلى الجزائر"، وذلك اعترافا بالإهانة التي تعرض لها المواطنون التوانسة. 
وأثارت هذه الاعتداءات الخطيرة استياءا شديدا لدى التونسيين، الذي تحدث بعضهم عن ضرورة ملحة لتغيير التعامل بين البلدين حفاظا على السيادة الوطنية، بدءا برفض أجندة الجزائر في المنطقة، والتي تعتبر تونس ولاية جزائرية. 
إغلاق أنبوب الغاز الجزائري-الايطالي الذي يمر عبر التراب التونسي أصبح مطلبا ملحا، وفتح مناجم النفط والغاز التونسية المغلقة للاستفادة من الثروات الوطنية وتحقيق الاستقلال الطاقي بعيدا عن الخنوع والمهانة التي يتعرض البلد، من طرف جار يصفهم بالجياع، أصبح مطلبا طموحا على المستوى القريب، المتوسط والبعيد. 
بينما اقترح البعض ضرورة مراجعة السياسة الخارجية التونسية جدريا، وفك الارتباط الجيوسياسي مع بلد لازال يأوي ويصدر الإرهاب ويخلق متاعب أمنية في شمال إفريقيا والساحل والصحراء. ونادوا بالقطع الفوري للعلاقات مع الجزائر التي أصبحت في رأيهم هشة ومزعجة بتدخلها السافر في الشؤون الداخلية التونسية وبلدان الجوار، وأنها أكثر من هذا مهددة بالاحتلال والانقراض نتيجة تهورها. 
ونصحوا بالتقارب أكثر مع الدول العربية ودولة شرق-اوسطية أخرى وفرنسا وأمريكا لنسج علاقات التعاون والتنسيق في مختلف المجالات. 
ومن جهة أخرى، استبعد مراقبون أن تكون قضية ترحيل الناشطة المعارضة أميرة بوراوي، من تونس إلى فرنسا، سببا في تدهور العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الجزائرية، واعتبروا أن ذلك جاء نتيجة طبيعية لصراع قوي بين أجنحة العسكر المتصارعة حول الموالاة للكريملين أو لباريس خاصة أن فلاديمير بوتين ومانويل ماكرون استدعيا تبون لزيارة البلدين خلال شهر ماي المقبل.  
فمن سيسيطر على الجزائر مستقبلا؟ جناح فرنسا أم جناح روسيا؟ وما مصير هذا البلد الذي أصبح معزولا إقليميا؟ وما مصير المعارضة في الجزائر؟