السبت 20 إبريل 2024
سياسة

القمة المغربية الإسبانية: سبتة ومليلية المحتلتان.. نقطة الخلاف الكبرى

القمة المغربية الإسبانية: سبتة ومليلية المحتلتان.. نقطة الخلاف الكبرى منظر لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين
تعتبر‭ ‬قضية‭ ‬«سبتة‭ ‬ومليلية»‭ ‬المحتلتين‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الخلافية‭ ‬الشائكة‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭. ‬حيث‭ ‬تندرج‭ ‬المدينتان‭ ‬اللتين‭ ‬تطالب‭ ‬الرباط‭ ‬باسترجاعهما‭ ‬ضمن‭ ‬«أقدم‭ ‬المستعمرات»،‭ ‬إذ‭ ‬تعاقب‭ ‬على‭ ‬احتلالها‭ ‬الفينيقيون‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد،‭ ‬ثم‭ ‬القرطاجيون،‭ ‬فمملكة‭ ‬موريتانيا‭ ‬ثم‭ ‬الرومان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خضعت‭ ‬للسيادة‭ ‬الإسبانية‭ ‬عام ‬1497.‬
 
ورغم‭ ‬إقدام‭ ‬مدريد‭ ‬على‭ ‬تكريس‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬منح‭ ‬المدينتين‭ ‬حكماً‭ ‬ذاتياً‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬البرلمان‭ ‬الإسباني‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1995،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬عن‭ ‬مطالبة‭ ‬إسبانيا‭ ‬بالحوار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرجاع‭ ‬المدينتين‭ ‬السليبتين‭ ‬إلى‭ ‬وطنهما‭ ‬الأم‭.‬

ففي‭ ‬نونبر‭ ‬2022،‭ ‬أكدت‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬للمفوض‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬أن‭ ‬«المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬حدودا‭ ‬برية‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭ ‬«‭.‬وأشارت‭ ‬الرسالة‭ ‬حسب‭ ‬صحيفة‭ ‬«الإسبانيول»‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬«الرباط‭ ‬تعتبر‭ ‬معابر‭ ‬مليلية‭ ‬وسبتة‭ ‬مجرد‭ ‬نقط‭ ‬عبور‭ ‬فقط،‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬له‭ ‬حدود‭ ‬برية‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا»،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2021‭.‬
 
ونقلت‭ ‬الصحيفة‭ ‬نفسها‭ ‬أن‭ ‬«المغرب‭ ‬أكد‭ ‬خلال‭ ‬ذات‭ ‬الرسالة،‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موضع‭ ‬أن‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬من‭ ‬الثغور‭ ‬المحتلة»‭.‬
هذا‭ ‬الموقف‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أكده‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭  ‬في‭ ‬نونبر 2007،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الملك‭ ‬الإسباني‭ ‬أنذاك‭ ‬خوان‭ ‬كارلوس‭ ‬للمدينتين،‭ ‬داعيا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬حوار‭ ‬نزيه‭ ‬وصريح‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا‭.‬

 
وحمّل‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬في‭ ‬بيان،‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭ ‬مسؤولية‭ ‬«المجازفة‭ ‬بمستقبل‭ ‬وتطور‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين»‭ ‬و"الإخلال‭ ‬الجسيم‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬بمنطق‭ ‬وروح‭ ‬معاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬والتعاون‭ ‬المبرمة‭ ‬سنة 1999"
 
وقال‭ ‬الملك‭ ‬إن‭ ‬«الاحتلال‭ ‬لا‭ ‬يكتسب‭ ‬شرعيته‭ ‬بالتقادم‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأعمال‭ ‬أحادية‭ ‬الجانب‭ ‬وسياسة‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع»‭.‬ وفي‭ ‬دجنبر‭ ‬2020،‭ ‬أثارت‭ ‬تصريحات‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬‭ ‬سعد‭ ‬الدين‭ ‬العثماني‭ ‬غضب‭ ‬إسبانيا،‭ ‬حيث‭ ‬صرح‭ ‬العثماني‭ ‬بأن‭ ‬«سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يُفتح‭ ‬فيها‭ ‬النقاش»‭. ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬«الملف‭ ‬معلق‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬قرون،‭ ‬لكنه‭ ‬سيفتح‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما»‭.‬
 
ردا‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬المغرب‭ ‬أمام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إعلن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز،‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬أصوات‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬اليمينية‭ ‬وحتي‭ ‬من‭ ‬بعص‭ ‬حلقائه‭ ‬داخل‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬اليساري،‭  ‬مضمون‭ ‬الرسالة‭ ‬المغربية‭ ‬بشأن‭ ‬الحدود‭ ‬البرية‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬وإسبانيا،‭ ‬معتبرا‭ ‬بأن‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية‭ ‬مدينتان‭ ‬إسبانيتان‭.‬ وقالت‭ ‬«إلكونفيدونسيال»‭ ‬إن‭ ‬سانشيز‭ ‬دافع‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬سبتة‭ ‬ومليلية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬«موقف‭ ‬الرباط‭ ‬خاطئ»‭.‬
 
وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تداولته‭ ‬الصحف،‭ ‬فإن‭ ‬الاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬البيان‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬وقعه‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬والرئيس‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬«الحدود‭ ‬البرية»‭ ‬مع‭ ‬إسبانيا،‭ ‬لم‭ ‬ترد‭ ‬إطلاقا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬الأسس‭ ‬والمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬الشراكة‭ ‬الجديدة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬