حلت يوم الأحد 25 دجنبر 2022، ما يعرف في الثقافة الفلاحية الشعبية بـ "الَّليَالِي الأَرْبَعِينِيَةْ"، حيث تمتد "مْنازَلْ" هذه الفترة من "الّْليَالِي" أربعين يوما أي (من 25 دجنبر إلى 2 فبراير) من كل سنة.

إن المتعارف عليه في ثقافتنا الشعبية أن "مْنَازَلْ الَّليَالِي"، يشتد فيها البرد القارص، تزامنا مع هطول وتساقط الأمطار التي تبشر بالخير والبركة واليمن بالنسبة لساكنة عالمنا القروي. وتضم هذه الفترة أربع "مْنَازَلْ" قمرية وهي: (مَنْزْلَةْ الْبَلْدَةْ)، و (مَنْزْلَةْ سَعْدْ الذَابَحْ)، و (مَنْزْلَةْ سَعْدْ الْبُولع)، ثم (منزلة سعد السعود).

الجدير بالذكر أن أجدادنا يطلقون على أربعينية فصل الشتاء أسمين يميزان طقسهما، بعد أن قسماها إلى قسمين: "الّْليَالِي الْبَيْضَاءْ"، ومدتها عشرون يوما وهي التي يشعر فيها الكائن الحي بالبرد، حيث تكثر فيها العواصف. ثم "اللّْيَالِي السَّوْدَاءْ"، ومدتها عشرون يوما أيضا، وسميت بهذا الإسم لأن لياليها عادة ما تكون شديدة البرودة. حيث يكثر الطلب على حطب التدفئة والسوائل الساخنة.

وقد خلدت عدة أمثال شعبية فترات منازل الليالي نذكر منها على سيبل المثال لا الحصر :

ـ إِلَا صَبَّتْ الشْتَا فِي الْليَالِي. تْخَلِّي السْبُولَةْ تْشَالِي.

ـ فِي سَعْدْ الذَّابَحْ. لَا وْجُوهْ تْشَابَهْ. لَا كْلَابْ تْنَابَحْ.

ـ فِي سَعْدْ السْعُودْ. تْكَرَمْ الدُّودَةْ فِي الْعُودْ.

ـ فِي سَعْدْ الْبُولَعْ. تْسَخْرُو مَا يَسْمَعْ. تْوَكْلُو مَا يَشْبَعْ.

ـ فِي مَنْزْلَةْ الشُّولَةْ. الِّلي بْغَا يَشْرِي الزْرَعْ لِلْعَوْلَةْ. (أي توفير المأومنة)

ـ فِي مَنْزْلَةْ الْبَلْدَةْ. يَدْخُلْ السْمَرْ حْتَّى الْكَبْدَةْ. (أي شدة برودة الطقس)

ـ إِلَا صَبَّتْ الشْتَا فِي الْليَالِي. وَلَا عْلِيكْ فِي التْوَالِي. (أي يعم الخير والنعم)

ـ إِلَا رْوَاتْ فِي الْليَالِي. مَا بْقَا عْلَاشْ تْسَالِي. (أي أن تباشير الخير قادمة)

ـ  الشْتَا فِي النَّايْرْ. تَضْمَنْ التّْبَنْ. والصَّبْ فِي بْرَايَرْ. يَضْمَنْ السّْمَنْ. (أي ضمان المنتوج)

ـ فِي سَعْدْ لُخْبِيَةْ. تَخْرَجْ كُلْ مَنْ هِيَ مْخَبْيَةْ. وُتَفْرَحْ كُلْ مَنْ هِيَ مْرَبْيَةْ. (الرواج)

ـ فِي خْرُوجْ الْليَالِي. لَا تَشْرِي ثُوبْ غَالِي. (أي عودة الدفء)

ـ فِي خْرُوجْ الْليَالِي. انْقُشْ الْفُولْ واحْفَرْ الدْوَالِي. (أي رعاية الزراعات والمغروسات)