الأربعاء 24 إبريل 2024
رياضة

في رحلة جوية إلى قطر.. يقين مغربي راسخ بانتصار أسود الأطلس على الديوك  

في رحلة جوية إلى قطر.. يقين مغربي راسخ بانتصار أسود الأطلس على الديوك  
قصص إنسانية متنوعة تم رصدها على متن الطائرة المتوجهة نحو قطر، والتي حطت بمطار حمد بالدوحة ظهر الأربعاء 14 دجنبر 2022، قادمة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء..
رغم آثار التعب البادية على وجوه عدد من المشجعين والمشجعات من بينهم أطفال وشيوخ، فإن الفرح والاستبشار كان أيضا ظاهرا على محياهم، فرح بأن كانوا من المحظوظين، الذين تمكنوا من الحصول على تذكرة السفر، واستبشار بنصر محقق على المنتخب الفرنسي..
لم يهدأ هاتف حكيمة (27 سنة من طنجة) من الرنين، حيث كان جوابها موحدا بصيغ مختلفة، على سؤال مدى صحة خبر إلغاء رحلات تلك الليلة، "لا، ماما، لا، بابا، لا الحبيبة، لا صاحبتي.. ماشي احنا اللي تلغات رحلتنا، بل الرحلات التي كانت على متن الخطوط الجوية القطرية"، وكان المئات من المشجعين قد تجمعوا خارج مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بعد أن علموا بإلغاء رحلاتهم نحو قطر، والتي كانت على متن خطوط هذه الدولة.
لم تكن حكيمة بمفردها موضوع استفسارات هاتفية، بل العديد من ركاب هذه الرحلة على متن الخطوط الملكية المغربية..
داخل الطائرة وبعد منتصف الليل بأكثر من ثلاث ساعات حلقت في الأجواء، بعد تأخر حوالي نصف ساعة، الجميع أخذ مكانه، وهو يستمع لأغنية "المغاربة في كوب دي موند" للفنانة أسماء المنور ورغم أن بعض الركاب حاولوا ترديد الأغنية بصوت مرتفع، فإن ذلك لم يحفز الأغلبية من الركاب، الذين استغرقوا في النوم بمجرد التحليق، من أجل الحفاظ على الطاقة في الملعب، وفق أحدهم، ومع ذلك فإن البعض الآخر بدا حماسه متواصلا، وكأنه ضمن بروفا التشجيع..
اللونان الأحمر والأخضر، سيطرا بالكامل على المشهد داخل الطائرة، بين مرتدي لقميص أسود الأطلس، وبين مرتدية لسلهام أحمر بنجمته الخضراء، وبين واضع لقبعة على رأسه، وبين ملتحف بكاشكول، في حين كانت الأعلام الوطنية تزين المنظر العام، بعد أن تم وضعها بعناية وسط الكراسي..
عبد الجليل (36 سنة، من وجدة) حكى لجريدة "أنفاس بريس" كيف أنه منذ بلاغ "لارام" حول 
برمجة رحلات استثنائية لنقل مشجعي الفريق الوطني نحو الدوحة لمساندة المنتخب الوطني، وهو يحاول المرة تلو الأخرى التسجيل عبر نظامها المعلوماتي، ومع اقتراب يوم إجراء مباراة نصف النهاية بين الأسود والديكة، فضل الانتقال إلى الدار البيضاء، حيث ظل ليوم كامل مرابطا عند إحدى الوكالات، إلى أن تمكن من حجز تذكرته، بعد أن تلقى الموافقة على دخول قطر عبر تطبيق "هيا"..
في زاوية من باحة الانتظار بمطار محمد الخامس، كان صوت إحدى النساء في الأربعينات من عمرها، مسموعا، وهي تحدث رفيقتها في السفر، عن لجوئها إلى ما يسمى "دارت" حتى تسدد مبلغ تذكرتي السفر وولوج الملعب والإقامة بقطر، "كنت مبرمجها نقضي بها واحد الغرض، لكن مع انتصارات المنتخب الوطني، قلت حلال عليهم، نخسرها باش نفرح معاهم في قطر، واللي ليها ليها".. وهناك قصص كثيرة لمواطنين لجأوا للقروض الصغيرة من أجل التنقل لقطر ومتابعة أطوار كأس العالم، وبالأخص في مباريات المنتخب الوطني..
ركاب الطائرة ليسوا كلهم مغاربة، إذ من بينهم بعض الفرنسيين الذين كانوا يحملون أعلاما فرنسية صغيرة، وهم من القاطنين بالمغرب، واكتفوا بتبادل الابتسامات مع المغاربة، في انتظار تبادل عمليات الهجوم والدفاع بين الأسود والديكة مساء الأربعاء 14 دجنبر 2022.
من خلال لكنته الصحراوية، كان يتحدث أحد الركاب مع جليسه حول يقينه التام بانتصار مغربي تاريخي، "سبحان الله، أنا ظني ما يخيب، ورانا داعين مولانا بالنصر والتأييد لهاذ التركة، اللي اعطاوا الغالي والنفيس حتى ترفرف الراية المغربية ويرفع النشيد الوطني في نصف النهائي والنهائي بحول الله، والكأس مغربية إذا راد مولانا".
وخيمت نتيجة مقابلة نصف النهائي بين كرواتيا والأرجنتين، بعد أن انتهت لصالح هذه الأخيرة بثلاثية نظيفة، على نقاشات الركاب، أجملها أحدهم بقوله، "احنا ماشي من أصحاب السبت (في دلالة على مقابلة الترتيب) احنا لاعبين نهار الأحد، ووليداتنا غادي يلعبوا بنفس الروح القتالية، لأن عهد العقلية الانهزامية ولى كرويا لغير رجعة".
ومع اختراق الطائرة لسماء دول عربية وأوربية، على ارتفاع أكثر من 12 ألف متر من سطح الأرض، وبسرعة جاوزت الألف كيلومتر في الساعة، كانت تطلعات المشجعين تتطلع للأعالي، في تحقيق إنجاز تاريخي عالمي، تطلعات من الأرض إلى السماء، صلاة ودعاء بالنصر.
ساعة قبل أن تحط الطائرة على أرضية مطار الدوحة، وبعد سبع ساعات من التحليق، كانت فترة للراحة، عاد صوت أسماء المنور ليكسر ممرات الطائرة، وهي تتغنى بأسود الأطلس، مما حرك خلايا التشجيع في صفوف الركاب، عبروا عنها بالصلاة والسلام على رسول الله، بعد أن ظهر اسم المدينة المنورة على شاشة مسار الرحلة الجوية، وشعارات "سير سير سير"، جعل الجميع ينخرط بحماس منقطع النظير في التشجيع، ساهم فيه المضيفون والمضيفات على حد سواء، بعبارات "هاذ الجهة باردة، هاذ الجهة سخونة"، تحفيز استعملت فيه القناة الصوتية للتواصل مع الركاب..