الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

في برنامج "مدارات" : الأستاذ أحمد بلافريج.. كاتبا وأديبا(1/2)

في برنامج "مدارات" : الأستاذ أحمد بلافريج.. كاتبا وأديبا(1/2) الأستاذ الكبير المرحوم أحمد بلافريج

استرجاع الصورة الادبية لأحمد بلافريج :

خصص الكاتب والاعلامي عبدالاله التهاني الحلقة الاخيرة من البرنامج الثقافي " مدارات"، لاستعراض الأبعاد الأدبية والفكرية في شخصية الأستاذ الكبير المرحوم أحمد بلافريج، على هامش صدور كتاب للباحث والدارس الادبي الدكتور مصطفى الجوهري، تناول فيه الكتابات الادبية للمرحوم بلافريج .

وفي تقديمه لضيف هذه الحلقة ، أشار عبدالاله التهاني إلى المسار الطويل للدكتور مصطفى الجوهري في البحث والتنقيب ، حول جوانب مختلفة من الثقافة المغربية الحديثة، حيث ظل حريصا على دراسة وتوثيق إنتاجات عدد من العلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين المغاربة، وأقطاب الحركة الوطنية المغربية، ولاسيما المنتسبين منهم إلى النخبة الرباطية.

وأضاف بأن المسار الجامعي للأستاذ مصطفى الجوهري، تميز بمساهمته في إضفاء نكهة مميزة على حقل الدراسات المنجزة ، حول أعلام الأدب المغربي الحديث، سواء من خلال المؤلفات التي أنتجها ، أو التي أشرف على إعدادها وتنسيقها، حيث ناهزت في مجموعها عشرين إصدارا ، من بينها: (نظرات ومقاربات في كتابة السيرة الذاتية والمذكرات وأدب الرحلة/ عبد الله بن العباس الجراري الأديب/ صوت الشاعر والشعر : إضاءات بلون الوجدان والاعتراف/ (من رجال ثقافة التطوع ونهضة المجتمع المدني) ، إضافة إلى إشرافه على جمع ومراجعة وتقديم ديوان الشاعر والأديب المغربي المرحوم عبد اللطيف أحمد خالص، وكذا إشرافه على إعداد وتوثيق وتنسيق محتويات عدد من المؤلفات، صدرت بشكل جماعي عن شخصيات أدبية وفكرية، كـالشاعر المغربي الكبير المرحوم مولاي الصقلي، (مؤلف النشيد الوطني الرسمي للمملكة)، والكاتب الوطني محمد الرشيد ملين، وسواهم من الشخصيات التي جمعت بين إسهاماتها في الحقل الثقافي وفي مجال العمل الوطني، من أجل تحرر المغرب وبناء الدولة المستقلة . هذا دون إغفال العديد من دراساته الأدبية، ومقالاته البحثية المنشورة في صحف ومجلات مغربية مختلفة.

 

كتاب جديد لحفظ الذاكرة :

واعتبر عبد الإله التهاني أن كتاب الدكتور مصطفى الجوهري، حول الدراسات الأدبية في كتابات الوطني الكبير المرحوم أحمد بلافريج، قد ساهم في إبراز الوجه الثقافي المضيء لهذه الشخصية المغربية الكبيرة، بحكم أن إشعاعه السياسي ربما حجب صورته الأدبية، التي كانت هي الأصل في بداية مساره الحافل، مضيفا بأن الجانب الأدبي والفكري في اهتمامات هذه الشخصية الوطنية الكبيرة، ظل يشكو من نقص ملحوظ في التعريف به، وإبراز ما أسهم به القلم البليغ للأستاذ بلافريج، في مجال النقد الأدبي والدراسات والترجمات.

وأوضح في مستهل الحلقة الاذاعية الاخيرة من برنامج "مدارات "، على أمواج الاذاعة الوطنية، أن كتاب الدكتور مصطفى الجوهري، الصادر مؤخرا بعنوان : " الدراسات الادبية في كتابات أحمد بلافريج ، يساهم في إعادة

رسم ملامح الصورة الأدبية لهذه الشخصية الوطنية البارزة والمميزة .

 

وتحدث الدكتور الجوهري خلال هذه الحلقة، عن مشروعه الثقافي الذي يتمثل في أبحاثه الجامعية، ومقالاته المتعددة حول عدد من الشخصيات العلمية والأدبية الرباطية، تصنف في عداد الرواد في مجالات الثقافة والأدب والوطنية .

وأبرز الأستاذ الجوهري بأن هدفه من هذا الكتاب، هو بعث الصورة الادبية للمرحوم أحمد بلافريج، وتقريبها للقراء من خلال رؤية جديدة ، مؤكدا بأن الجانب الأدبي لهذه الشخصية، سبق وأن أشار إليها كل من الأستاذ الدكتور عباس الجراري في دراساته، ومحاضراته ، والمرحوم الأستاذ أبو بكر القادري، والأستاذ السفير محمد توفيق القباج أيضا ، وذلك في كتاب ضخم له عن أحمد بلافريج ، مستحضرا في هذا السياق أيضا ، عناية جمعية "رباط الفتح" في شخص رئيسها الاستاذ عبد الكريم بناني، بثقافة الأعلام ورواد مدينة الرباط، ومن جملتهم المرحوم أحمد بلافريج، وذلك بطبع بعض مؤلفاته وعقد ندوات حوله .

 

بلافريج : الكاتب والباحث والمنظر :

وأوضح الدكتور مصطفى الجوهري، بأن شخصية بلافريج تغري بالبحث، باعتباره أحد رواد الفكر السياسي بالمغرب، كمنظر وكاتب وباحث، وكديبلوماسي.

ولاحظ أن هذه الجوانب المتعددة في شخصية الرجل، بدأ يطالها النسيان، ولاسيما خلال الفترة المعاصرة.

وعن المنهجية التي اعتمدها في إبراز كتابات أحمد بلافريج الأدبية، أوضح أنه عمل على تحرير سيرته، بهدف التعريف بشخصيته، حيث أدرج في هذه السيرة عطاءه الوطني والسياسي والحكومي والديبلوماسي، ثم عطائه التربوي"، منتقلا إلى استعراض العطاء المجتمعي والاجتماعي والثقافي، الذي أسهم به .

 

بلافريج وهاجس الكتابة :

وشدد الباحث مصطفى الجوهري أنه الهاجس الأول للمرحوم أحمد بلافريج في البدء، كان يتمثل في الكتابة، وأن ذلك يتضح من خلال بعض العناصر والمكونات في عطائه الثقافي والوطني، مستعيدا حجم كتاباته الموزعة على أعمدة الجرائد والمجلات المغربية والعربية والفرنسية، ملاحظا أن بلافريج أنتج في مجال كتابة المقالة قبل الانتقال إلى التأليف. وخلص الباحث الجوهري إلى القول بأن بلافريج كان حريصا منذ البداية أن "تسخر الثقافة لخدمة تنمية الوطن، ولتعميم نشر الوعي، بالترشيد والتوجيه والتأطير، في صفاء وتجرد وتنبيه مبكر، نحو الاطلاع المفيد، وهو ما تكفلت به بالفعل مقالاته وكتاباته، وكذا مشاركاته الكثيرة، سواء من خلال المحاضرات، أو الخطب السياسية في المنابر الدولية،

أوفي الترجمات التي أنجزها ".

 

طابع الموسوعية في ثقافة أحمد بلافريج :

وفي هذا الصدد، اعتبر الدكتور مصطفى الجوهري، أن "مبادرات الأستاذ أحمد بالفريج، فتحت آفاقا جديدة، لو أتيح لها الاستمرار والامتداد، لشكلت بعدا آخر في مساره الفكري "، مبرزا أن " الكتابة عند أحمد بلافريج، بدأت من خلال المقالات، التي هذبت موسوعيته المعرفية، لأنه كان يكتب في كل الموضوعات التي كان لها يومئذ اهتمام خاص، ليس من طرفه هو فقط، ولكن من طرف كل العلماء ورجال الحركة الوطنية، خلال فترة الحماية" .

وشدد على أن الهاجس الوطني خلال هذه الفترة، كان يتمثل في تأسيس النهضة المغربية والمشاركة في بنائها، من طرف أعلام ورواد المغرب، من أقصاه إلى أقصاه.

وتحدث الدكتور مصطفى الجوهري عن ثقافة أحمد بلافريج ، مسجلا أنه كان يمتلك القدرة على الكتابة، باللغتين العربية والفرنسية.