الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

السجن عامين بحق 12 شرطيا تونسيا على خلفية مصرع مشجع كرة قدم 

السجن عامين بحق 12 شرطيا تونسيا على خلفية مصرع مشجع كرة قدم  قيس سعيد
قضت محكمة تونسية بسجن 12 من عناصر الشرطة لمدة عامين بتهمة القتل عن طريق الخطأ على خلفية مصرع مشجع كرة قدم شاب غرقا إثر مباراة في مارس 2018. 

وقال المحامي غازي مرابط لوكالة "فرانس برس" إن المحكمة قضت بعدم سماع الدعوى في حق عنصري شرطة آخرين حوكما في القضية، مضيفا أن عائلة الضحية ستستأنف الحكم.
وندد بالمحاكمة التي اعتبرها "مهزلة قضائية".
اتهم 14 عنصر شرطة وجميعهم لم يوقفوا أثناء المحاكمة، بمطاردة مجموعة من مشجعي النادي الإفريقي حتى مجرى واد صغير قرب ملعب رادس في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة بعد شجار مع مشجعين آخرين. 
وأكد مرابط أن شهودا عيان أفادوا بأن المشجع عمر العبيدي (19 عاما) قال لعناصر الشرطة إنه لا يتقن السباحة قبل أن يقفز مع مشجعين آخرين في الوادي هربا منهم.
واكتفى عناصر الشرطة وفق المحامي بالرد "عليك أن تتعلم العوم"، وهي عبارة تحولت منذ مصرع عمر إلى وسم على شبكات التواصل الاجتماعي وشعار في ملاعب كرة القدم لانتقاد تجاوزات الشرطة.
وكانت جثة الشاب قد انتشلت في اليوم التالي على بعد ثلاثة كيلومترات من ملعب رادس، واتهم شقيقه الشرطة بدفعه في الماء.
وبحسب شهود عيان، تعرض الشاب للضرب على أيدي الشرطة ثم دفعوه باتجاه مجرى الوادي.
وبحسب 16 منظمة غير حكومية تونسية ودولية من بينها منظمة العفو الدولية، "تحدث تقرير الطب الشرعي عن وجود كدمتين كبيرتين على جسد عمر، إحداهما أعلى ساقه اليسرى، والثانية على قفصه الصدري. وعلى ما بدا، نجمت الكدمتان عن الضرب بالهراوات".
ودعت المنظمات السلطات التونسية إلى إجراء إصلاحات "عميقة" في أجهزة الأمن، مستنكرة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتكبتها الشرطة ومرت بدون عقاب.
ووقعت المأساة في 31 مارس بعد مباراة بين النادي الإفريقي وأولمبيك مدنين (1-1)، وتشهد الملاعب التونسية ومحيطها حوادث عنف متكررة.
وبحسب الرابطة التونسية لحقوق الإنسان التي نددت بـ"إفلات الشرطة من العقاب"، لقي 14 شابا مصرعهم في السنوات الأخيرة خلال صدامات مع الشرطة.
ومنذ تولي الرئيس قيس سعيد كامل السلطتين التنفيذية والتشريعية في يوليو 2021، تتهم منظمات غير حكومية وأحزاب معارضة الأجهزة الأمنية باستخدام أساليب تذكر بدولة البوليس في ظل ديكتاتورية زين العابدين بن علي.