الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

برنامج تأهيل الأئمة يستشرف في استئنافه أفق التأطير عبر التلفاز!

برنامج تأهيل الأئمة يستشرف في استئنافه أفق التأطير عبر التلفاز! محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى (يسارا) وأحمد توفيق وزير الأوقاف
من المقرر أن يستأنف برنامج تأهيل الأئمة، في إطار خطة ميثاق العلماء، ديناميته يوم السبت فاتح أكتوبر 2022، بعد أن توقف مرتين في ظل جائحة كورونا.

وكانت قد صدرت مذكرة للأمين العام للمجلس العلمي الأعلى في 7/9/2022، موجهة لرؤساء المجالس العلمية المحلية-بمرجع كتاب الوزارة-تعلن فيها أن "برنامج ميثاق العلماء المتمثل في التكوين المستمر مرتين في الشهر، سيستأنف ابتداء من يوم السبت الأول من شهر أكتوبر 2022"، لتعقبها مذكرة أخرى لوزير الأوقاف في 19/9/2022، موجهة لمندوبي الشؤون الإسلامية، بمرجع الأمانة العامة لمرجع الوزارة تؤكد على " استئناف انعقاد لقاءات برنامج تأهيل أئمة المساجد، في إطار خطة ميثاق العلماء بنفس مراكز التأهيل"، مصحوبة بالبرنامج الزمني لهذا الاستئناف، خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى دجنبر2022،مع التنصيص على المادة العلمية المخصصة لذلك.

وخارج لعبة المبتدأ والخبر هنا، في مخاض علاقة المؤسسة العلمية -في غياب الجوانب التنظيمية المطابقة لمقتضى دسترتها بوزارة الأوقاف من جهة، ونزوع هيمنة المشيخة الأصولية في هذه المؤسسة  على مجمل الشأن الديني من جهة أخرى، فإن  برنامج تأهيل الأئمة، الذي انطلق في 27 يونيو 2009، لم يخضع لأي تقييم، سواء في أدبياته، على ضوء ما جرى به العمل على مستوى العبادات في المذهب المالكي ،أو في بنية مؤطريه على مستوى السلامة المذهبية والتكوين العلمي، أو في مردوديته بالنسبة لأداء الأئمة في المساجد.
لكن يبقى الجامع في هذا البرنامج، أنه ساهم من خلال  بنيته وأدبياته، في تعميم الأصولية على البلاد. وحتى بياضات الأمر الواقع في مسطرة شهادة تأهيل القيمين الدينيين، وخلفية استبطان هذه المسطرة، لهدف تمكين الوهابية والإخوان من المساجد، ساهمت هي الأخرى في العصف بالمكتسبات المذهبية المتوارثة.

وبالموازاة مع ظلال إكراهات جائحة كورونا على  هذا البرنامج، تولت وزارة الأوقاف خلالها، تجهيز مراكز التأهيل  ب"التلفاز" لتعويض الصيغة الحالية في التأطير المباشر، بالتأهيل عن بعد ورغم  تأكيد موقع "أنفاس بريس" في إبان الحديث عن البديل المتلفز قبل سنة ونصف، على أن "هذه الخطوة إن تمت، ستعيد بنا الذاكرة إلى المشروع الفاشل لدروس الوعظ عبر التلفاز، وما صاحبه من هدر للمال العام بدون موجب"، فإن الوزارة واصلت عملها، في غياب إخضاع التجربة الحالية للتقييم، ليبقى واقع تجهيز مراكز التأهيل بالتلفاز في حاجة إلى توضيح مسؤول. وقد يحمل مطلع السنة الجديدة جديدا في هذا الباب وآنذاك، لكل حادث حديث!