الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

محمد الغالي: المغرب يجني اليوم على المستوى العالمي ثمار استراتيجيته الأمنية

محمد الغالي: المغرب يجني اليوم على المستوى العالمي ثمار استراتيجيته الأمنية محمد الغالي
تحول المغرب في المدة الأخيرة إلى قبلة للقادة الكبار للأجهزة الأمنية والاستخباراتية لمختلف الدول، الذين يحلون تباعا للاجتماع مع عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لجهازي "الديستي" و"الأمن الوطني". تناسل هذا الزيارات يشي بأن ترتيبات عالمية على المستوى الجيو استراتيجي تتم. وبفضل مهنية الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية، أضحى المغرب رقما مهما في المعادلة الأمنية دوليا.
ولتسليط الضوء على هذا الملف استضافت
"أنفاس بريس" محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش.

 
 
زيارة عدد من المسؤولين الأمنيين الاستخباراتيين من دول كبرى للمغرب من الأهمية بمكان، خصوصا وأن هذه الدول لها استراتيجية واضحة المعالم في المجال، استراتيجية تتأسس على محاربة الإرهاب والمخدرات وتجارة الأسلحة وتجارة البشر ومختلف أشكال الجريمة المنظمة العابرة للقارات، هذه الزيارات للمغرب تعكس من جهة اعتراف هذه الأجهزة الاستخباراتية بالدور الكبير الذي يلعبه جهاز الاستخبارات المغربية فيما يتعلق بالتعاون والتنسيق الأمني الاستخباراتي، وأكيد أن قدرة الاستخبارات المغربية على الوصول لمجموعة من المعطيات والمعلومات وكذلك تزويد مجموعة من الأجهزة الاستخباراتية بها، أبان عن ثقة كبيرة وعن مصداقية المعلومات والأخبار التي تستطيع المخابرات المغربية جمعها، مما يعني بأن هذه الزيارات تعكس  من جهة ثانية، الرغبة في تطوير التعاون وكذا الرغبة في الاستفادة من التجربة المغربية في المجال الاستخباراتي، على اعتبار أن المملكة المغربية بحكم موقعها الجغرافي فهي عرضة لكل التهديدات. ومادام أن المملكة المغربية تستطيع بفعل عمل أجهزتها الاستخباراتية أن تبقى آمنة رغم التهديدات التي توجه إليها ووجهت إليها غير ما مرة، خاصة من طرف الحركات الإرهابية سواء من داعش أو القاعدة أو غيرها من التنظيمات الإرهابية التي تنشط على مستوى الساحل وجنوب الصحراء والقرن الافريقي.. كل هذه التهديدات لم تنل شيء من حزم ويقظة المخابرات المغربية مما يؤكد من أن هذه الزيارات تأكيد لأهمية أدوار المخابرات المغربية.

لا ننسى أن المملكة المغربية شكلت قبلة لتنظيم مجموعة من المؤتمرات والمنتديات الدولية خاصة منها المؤتمر الأخير المتعلق باستراتيجية مناهضة ومحاربة داعش، حيث أن تنظيم هذه الملتقيات بهذا الحجم وبنوعية الحضور وحجم التغطية، فيه إقرار كبير بدور المملكة المغربية في كونها بيئة آمنة من حيث احتضان مثل هذه المؤتمرات والقمم التي يحضرها كبار المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين في العالم، إن الثقة التي تحظى بها الأجهزة الاستخباراتية في المغرب من قبل دول كبرى تعتمد بشكل كبير على العمل الاستخباراتي خاصة المتوفرة على استراتيجيات عسكرية ولها نفوذ في عدد من المناطق ومهددة بشكل دائم بأنشطة المنظمات الإرهابية، فهذه الدول في حاجة إلى شريك استراتيجي في المجال، وبالتالي فالمملكة المغربية تجني ثمار مادية ومعنوية وراء هذا التعاون، كما أن هذا الدعم الدولي يشجع كثيرا على الاستثمار في المغرب كدولة آمنة.

الأكيد بأن التعاون الاستخباراتي المغربي مع الدول الكبرى، يساعد على وضع لبنات دبلوماسية في مجال التعاون والشراكات الاستخباراتية، وهذه الديبلوماسية تكرست في عضوية المغرب لعدد من المنظمات والأجهزة الأممية، وكذا من خلال الزيارات المتبادلة بين المغرب وعدد من الدول منها إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة وقطر.. وغيرها من الدول التي لها أهمية على مستوى حركة رؤوس الأموال والأشخاص، خاصة في المناطق ذات الاهتمام المشترك بين هذه الدول، وقد تكرست الديبلوماسية الأمنية الاستخباراتية من خلال مختلف الملتقيات التي يتم عقدها سواء داخل المغرب أو بمشاركته في الخارج سواء في أوربا أو الخليج أو الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يعزز يوميا هذا التعاون الاستراتيجي في مجال الأمن والاستخبارات.