السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

لهذه الأسباب يجب إيفاد لجنة تفتيش بخصوص ملف مشروع منتجع الصويرية القديمة

لهذه الأسباب يجب إيفاد لجنة تفتيش بخصوص ملف مشروع منتجع الصويرية القديمة يبدون أن جماعة المعاشات لا تعير أي اهتمام لجمالية وهندسة كورنيش البحر

في الوقت الذي تشمر مؤسسات الدولة إلى جانب الفاعل الاقتصادي من أجل تثمين وتجويد البنية التحتية لفضاءات ومرافق المنتجعات السياحية، سواء في الجبل أو المدشر والقرى، فضلا عن اهتمام المسؤولين بالشريط الساحلي للرفع من منسوب السياحة الداخلية والدفع بإشراك المستثمرين كطرف أساسي في معادلة التنمية، نجد بعض رؤساء المؤسسات المنتخبة يغردون خارج السّرب في الإتجاه المعاكس، ويضعون كوابح التنمية المستدامة لعرقلة أي مشروع استثماري بحجج واهية.

لن نعدم في تقديم النموذج الصارخ على مستوى الشريط الساحلي بحاضرة المحيط، حيث يستغرب السائح /المواطن، الزائر للمنطقة لحجم الإهمال المقصود، والحالة البئيسة التي أصبحت عليها صورة منتجع الصويرية القديمة التابع للجماعة الترابية لمعاشات بإقليم آسفي، (جهة مراكش أسفي) حيث إستوطنته الكلاب الضالة والدواب التي تتجول بحرية وتحتل أغلب الأزقة والإقامات السياحية ومحيط جل المرافق، دون الحديث عن انتشار عدة نقط سوداء، مما يؤكد أن رئيس الجماعة يعاكس مخططات مؤسسات الدولة.

في هذا السياق جالست جريدة "أنفاس بريس" العديد من المواطنين الذين فضلوا منذ سنوات استثمار أموالهم في شراء إقامة أو منزل أو فيلا، حتى يضمنوا لأفراد أسرهم وأقربائهم الحق في قضاء عطلتهم وإجازتهم السنوية بشكل يتيح لهم شروط الاستجمام والراحة والاستمتاع بأمواج البحر، وكل ما تجود به المنطقة من خيرات طبيعية وفلاحية.

"كنا نحلم بمنتجع يعكس القيمة السياحية للمجال البحري بالمنطقة، وكنا نتطلع بشوق منذ عشرات السنين إلى خلق الشروط الضرورية للتنمية في علاقة بتثمين وتجويد المرافق والبنية التحتية ذات الصلة بالمنتجع السياحي، لكن لا حياة لمن تنادي، فالجماعة الترابية بالمعاشات التي يتواجد مقرها بالصويرية القديمة، لم تواكب مشروع عملية التعمير، ولم تهتم بالمنتجع، وفضلت التعامل مع المحيط القروي (خميس ولاد الحاج نموذجا) على اعتبار أنه خزان للأصوات الانتخابية لضمان ديمومة احتلال كراسي المسؤولية". يؤكد أحد المستثمرين الذي يبحث اليوم عن من يشتري منزله الذي كان يطلب فيه ما يقارب 120 مليون سم في حين أن السماسرة لم يمنحوه سوى 35 مليون سم.

وقد سجلت الجريدة أن ما يقارب 80 في المائة من الإنارة العمومية بمنتجع الصويرية معطلة حيث يعم الظلام الدامس محيط أغلب الإقامات السياحية: "إن أغلب أعمدة ومصابيح الكهرباء معطلة بجانب إقاماتنا السكنية، ولم يكلف سيادة الرئيس نفسه عناء إعادة إصلاحها، وكأننا نعيش في زمن قبل اكتشاف الكهرباء والإنارة والمصابيح". يوضح مجموعة من المواطنين الذين يتوفرون على منازل بالإقامات السياحية بمنتجع الصويرية القديمة. فضلا عن انتشار الأزبال والنفايات التي شكلت نقطا سوداء في زمن الإهمال وإسناد المسؤولية لأشخاص ينطبق عليهم المثل القائل: "كم حاجة قضيناها بتركها".

ويستغرب أصحاب الممتلكات العقارية بمنتجع الصويرية القديمة كون أن جماعة المعاشات لا تعير أي اهتمام لجمالية وهندسة كورنيش البحر، رغم ما أصابه من تصدعات وتدمير، اللهم بعض الترقيعات التي لا ترقى لتطلعات السائح والزائر، والتي تقوم بها مؤسسات أخرى، مما يؤكد أن رئيس الجماعة ومن يدور في فلكه لا يهمهم جودة المرفق العمومي السياحي في منطقة كان من المفروض أن تشكل لؤلؤة ومنارة حاضرة المحيط لتستقطب عشاق السياحة الداخلية سواء من الجنوب أو الشمال والوسط المغربي...اللهم البحث عن قاعدة خلفية للأصوات الإنتخابية في العالم القروي التابع لذات الجماعة.

الأغرب من هذا وذاك فمنذ ما يقارب 20 سنة، وتحديدا حين انطلق مشروع بنايات الإقامات السياحية بمنتجع الصويرية القديمة، مازالت دار لقمان على حالها، مما يطرح سؤال بيئي خطير يتعلق بعدم إحداث قنوات الصرف الصحي وربطه بالإقامات والمنازل والفيلات، حيث ظلت الحفر هي الوسيلة الوحيدة التي تتكدس فيها مجاري الواد الحار. مما يشكل تهديدا للفرشة المائية وتلويث محيط المنتجع.

من جهة أخرى، وفي زيارة لمصب واد تانسيفت القريب من منتجع الصويرية القديمة، لاحظنا تراكم الرمال التي أغلقت مجراه نحو البحر، في حين كان من المفروض على الجماعة الترابية أن تشتغل ليل نهار على إزالة الرمال وحماية المجرى ومنحه فرصة الحياة المتجددة والطبيعية، حتى لا يشكل المصب خطورة بيئية على الساكنة عموما والمنتجع السياحي بالصويرية القديمة خاصة.

وفي سياق متصل أفاد العديد من ساكنة المنتجع المستثمرين في عقارتهم الخاصة بأن رئيس جماعة المعاشات يرفض تسلم مشروع منتجع الصويرية القديمة من طرف شركة العمران، بدعوى عدم احترامها دفتر التحملات، لكن الحقيقة كما صرح بها المواطنين الذين التقتهم الجريدة يفند إدعاء الرئيس: "لقد أصبحنا بين مطرقة الرئيس وسندان العمران، والإجابة عن هذا السؤال ينتصب أمامه معطى أساسي يرتبط بموقف رئيس جماعة المعاشات الذي يعلم جيدا أن تسلم المشروع سيكلف جماعته أعباء الإنارة العمومية والنظافة والتطهير، لذلك فهو يماطل ويراوغ ولا يتحمل مسؤولية تدبير الملف بشكل عقلاني". يوضح أحد المهتمين بملف المنتجع.

وعن نفس السؤال أكد بعض المواطنين بأن من أسباب رفض تسلم المشروع من طرف الجماعة/الرئيس كونه "يعتبر أن منتجع الصويرية القديمة لا قيمة له مادام لا يتوفر على خزان الأصوات الانتخابية مقارنة مع المجال القروي التابع للجماعة، لذلك لا يتردد في إهمال الصويرية القديمة منذ عشرات السنين....."

وعن نتائج موقف رئيس جماعة المعاشات التابعة لعمالة أسفي، بخصوص رفض تسلم مشروع المنتجع من طرف شركة العمران أوضحت مصادر الجريدة بأن: "موقف الرئيس أدى إلى خسارة مالية تقدر بعشرات ملايين الدراهم بالنسبة لشركة العمران"، مما أثر سلبا على قيمة العقار بالصويرية القديمة حيث انخفض ثمن المنازل والفيلات بشكل مهول أضر بمصالح المستثمرين على مستوى الجانب السياحي". مع العلم أن أغلب الساكنة تبحث اليوم عن من يشتري عقاراتها نتيجة موقف رئيس جماعة المعاشات حيث يتم عرض البنايات في سوق العقار.

من ناحية أخرى طالبت عدة أصوات من بين أصحاب العقارات والإقامات السياحية بضرورة إيفاد لجنة تحقيق مشتركة بين وزارة التجهيز و وزارة الداخلية للوقوف عن الخسارة التنموية التي تسبب فيها موقف رئيس ذات الجماعة منذ سنوات دون أن يراعي لالتزاماته ومسؤولياته التي طوقه بها القانون، على مستوى تدبير وتسيير الجماعة الترابية التي يمكن أن يشكل منتجع الصويرية القديمة رافدا لمداخيل مهمة ترفع من شأن المنطقة بعيدا عن الحسابات السياسية ذات الصلة بالهاجس الانتخابي.