الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي: الجريمة و...الموضوعية

مصطفى العراقي: الجريمة و...الموضوعية مصطفى العراقي
اقترف الرئيس التونسي قيس سعيد جريمة سياسية وأخلاقية تجاه المغرب. تعمد استقبال زعيم الانفصاليين بباب طائرة جزائرية. سار معه على السجاد الأحمر وجلسا معا بالقاعة الشرفية للمطار إمعانا في استفزاز بلادنا...وبرر جريمته ببيانات لوزارة خارجيته تحمل من تزوير الحقائق ومن المغالطات ما يؤكد تعمده وعن سبق إصرار...
ما اقترفه قيس سعيد هو تدشين لمرحلة جديدة كانت حركاتها التسخينية قد بدأت قبل سنة تقريبا ..عندما امتنع النظام لتونسي عن التصويت على قرار مجلس الامن يتعلق بقضية الصحراء.
ومحاولته تنظيم دوري لكرة القدم بمشاركة فريق من البوليساريو..
وتشجيعه لخلق "لجان صداقة" ...
وزرع كمية من الفتور في علاقاته مع الرباط ..
دعونا من كل هذا. من معطيات ووقائع توجها قيس بجريمته النكراء.. جريمة مدانة وطعنة غدر في تاريخ العلاقات بين المغرب وتونس. ومس خطير بوحدتنا الترابية و....لكن هناك ملاحظات لا بد منها وقد يجانبنا الصواب في إبدائها:
علينا أن نتعامل مع الرأي العام الوطني بكل شفافية فيما حدث. بتوضيحات تقدمها الدبلوماسية المغربية ليس فقط عن طريق البيانات على أهميتها. بل لإضاءة جوانب مما تتضمنه هذه البيانات. بتعبير آخر: هناك أسئلة كثيرة يواجهها قلم الصحافيين تتطلب أجوبة واضحة..إلى كتابة هذه السطور لم يكن هناك برنامج استثنائي اعلامي استضاف مسؤولا ولم وزير الخارجية يحاوره صحافيون أو أكاديميون...
علينا أن لا نحمل بعض البيانات ونقولها ما لم تقله ..مثلا هناك عنوان قصاصة لا علاقة له بمضمونها : "اليابان تدين وترفض مشاركة البوليساريو". لقد أتعبنا كثيرا هذا الأسلوب الذي يجانب العمل المهني ويوهم القراء بمواقف غير معبر عنها. والمثير أن نفس العنوان تبنته الصحف والمواقع ... نحن بحاجة الى اعلام ذي مصداقية يرسم خريطة حقيقية للمواقف والتصريحات بدون بتر أو إضافة ...
لا يكفي لأحزابنا أن تصدر بياناتها النارية أو التصريحات اللاذعة لقادتها. عليها أن تنسج علاقات متينة مع أحزاب الدول. من جهة لتوضح لها باستمرار حقائق النزاع المفتعل ضد وحدتنا الترابية وتطوراته ومن جهة ثانية أن تشكل دعامة لحقنا التاريخي دعامة قاعدتها الشفافية والوضوح. نحن في جريمة قيس سعيد وجدنا أن تلك الوشائج المتينة التي ربطت في سبعينيات وثمانينيات وحت تسعينيات القرن الماضي الحقل الوطني مع التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية والثقافية التونسية لم تعد بتلك القوة والدليل هو ردود الفعل المعبر عنها من طرف الاشقاء بتونس اغلبها تدوينات على شبكة التواصل الاجتماعي. وبالمناسبة نحيي هذه الشخصيات الحزبية والإعلامية والنقابية...
وإفريقيا؟؟هل كانت ردود فعل رؤسائها في مستوى ما نعتبره انجازات دبلوماسية؟؟وهل هي محصنة ضد أي اختراق جزائري أم تنظرنا مفاجآت مؤلمة قد تكون بمستوى جريمة قيس سعيد؟؟هل يكفي أن نصفق لافتتاح سفارات دون أن ندعم ذلك بدينامية مستمرة متجددة متعددة الدبلوماسيات الرسمية والثقافية والحزبية ...؟ ولا ندع ثغرات يتسرب منها أعداء المغرب في هذه العاصمة أو تلك .في هذا المؤتمر أو ذاك...
هي ملاحظات وتساؤلات. وقد يجانبنا الصواب في إبدائها.