الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: ثورة الملك والشعب...ثورة ثابتة

عبد السلام المساوي: ثورة الملك والشعب...ثورة ثابتة عبد السلام المساوي
1-إن جيل " الحركة الوطنية " رسم ولا زال يرسم إلى اليوم علامات وضاءة ليس من السهل أن يأتي الزمان بها، فهو جيل القيمة والقوة الفاعلة الذي حقق معه المغرب الشيء الكثير، بل إن المغرب قد ضيع فرصة الاستفادة من قوة ذلك الفريق، على اعتبار أن حصيلة ما تحقق اليوم، هي دون الذي كانت تعده به امكانات وقدرات تلك النخبة المناضلة"...مدرسة الحركة الوطنية "، تركت للتاريخ واحدة من أجمل وأحسن
التجارب النضالية، هي تجربة " ثورة الملك والشعب "، الثورة التي خط بها أحرار المغرب بزعامة الراحل محمد الخامس، معنى لنضال الدولة والشعب، من أجل مطلبين فقط هما الحرية والاستقلال ، ثم الديموقراطية والحداثة، وهما المطلبان الذين تم تضمينهما في وثيقة 11يناير 1944 , التي تعتبر ميثاقا وطنيا بين الحركة الوطنية ومحمد الخامس ، وبرنامج عمل وطني وسياسي مغربي محض ، مما أثار حنق الامبريالية التي كانت ممثلة في كل من فرنسا واسبانيا ومهد للمواجهة التي قادت إلى شن اعتقالات وإعدامات ونفي في حق الوطنيين ، ثم عزل الملك محمد الخامس عن السلطة ونفيه الى جزيرة مدغشقر....
2-الوطن أولا، الوطن أولا والوطن أولا .... والمواطن هو روح الوطن ...والمواطن انسان ينتصر للوطن ...ينتصر للحياة ...ينتصر للوجود...ينتصر للبقاء....
الاتحاد الاشتراكي في النشأة والتأسيس، في السير والمسار ...حزب وطني ...رقم أساسي في ثورة الملك والشعب، ثورة التلاحم العضوي المتين بين الملك والشعب...ثورة ثابتة من حيث المبدأ ومتغيرة من حيث المهام بتغير الشروط التاريخية، التحولات المجتمعية والأسئلة الكونية...
الاتحاد الاشتراكي اليوم ، كما بالأمس والغد وغد الغد ، يضع المصالح الحزبية والهواجس الانتخابية بين قوسين مغلقين ، ويتفرغ للمهمة الوجودية والمعركة المصيرية : الدفاع عن الوطن ...الدفاع عن المواطن ...الدفاع عن الانسان ...الدفاع عن الحق في الوجود والحياة ...هكذا تكلم جلالة الملك ...تناغم حزب وطني مع ملك وطني ، رمز السيادة والوجود ....من محمد الخامس والحسن الثاني الى محمد السادس ؛ الاتحاد الاشتراكي منخرط وفاعل في ثورة الملك والشعب ؛ انه حزب وطني وليس كائنا انتخابيا....
الوطن أولا .... الوطن أولا .... الوطن أولا.... وطن بمواطن واعي ومسؤول ...سليم ومعافى ...والبقية تفاصيل.
3- "تمغربيت " هوية لوحدها وانتماء لوحده وانتساب لوحده ، فيها تجتمع هاته الفسيفساء التي تشكلنا نحن المغاربة جميعا ، يهودا ونصارى ومسلمين وديانات أخرى ، وعربا وأفارقة وأندلسيين وأمازيغ وقادمين اخرين من كل مكان على هاته الأرض لكي نصنع منذ قديم القرون والعقود الأمة المغربية ، وهي نسيج وحدها ، وهي تفرد خاص واستثناء مغربي خالص ..
نقولها بالصوت المغربي الواحد ...لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب. وهذه لوحدها تكفينا، اليوم، وغدا في باقي الأيام، إلى أن تنتهي كل الأيام.. ..
لا بد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بوطن. والوطن هنا ليس مجرد رقعة جغرافية لتجمع سكني، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولحضارة ولتاريخ.
منذ قديم القديم نقولها: هذا البلد سيعبر الى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين، لا بمن يغيرون كتف البندقية في اليوم الواحد الاف المرات، والذين يكون المغرب جميلا حين يستفيدون ويصبح قبيحا حين لا ينالهم من الفتات شيء ...
لا نستطيع ان نعدكم بأن المغرب سيتوقف عن تقديم الدروس المجانية وعن إطلاق الصفعات الحضارية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا البلد الأمين ومن هذا الشعب الأمين ...
لتطمئن الحملان الصامتة، سيزداد صمتها مع تطور الأحداث كلها، وسيرتفع صوت البلد وناسه فقط في كل الأرجاء بالدعاء بالسلامة لهذا البلد وأهله، فذلك ما يشغل البال (بال الكل قمة وقاعدة) في نهاية المطاف.
4-الحاجة اليوم ماسة لأحزاب مواطنة، جادة وجدية تؤمن بالوطن وبالمصالح العليا للوطن، أحزاب تواكب هذا الابداع الملك محمد السادس، وهذا الابداع المغربي في مجال مقاومة الخيانة والانفصال واللصوصية بوطنية وبتقدير حقيقين، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان السياسة، وهم كثر ...
نؤمن ان الزمن القادم سيحمل معه الى زواله كثيرا من الأدعياء والمتسللين والخونة والمنافقين ومنتحلي الصفات عنا، وسيعيد الى ميدان السياسة قليلا من الاحترام الذي كان عليه، وسيجعل من المتعففين من أبنائه المناضلين الوطنيين وجوهه اللامعة، وسيلقي بمن تطفلوا عليه، كل هاته السنوات الى حيث يجب أن يكونوا.