الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

اللمة الاتحادية الأخوية: خواطر توفيق الوديع ما بعد لقاء 30 يوليوز 2022

اللمة الاتحادية الأخوية: خواطر توفيق الوديع ما بعد لقاء 30 يوليوز 2022 مشاهد من اللمة الاتحادية -الصور بعدسة: الطيبي هنودة
لم يكن لقاء فحسب...كان عناقا دون حسابات..الكثير من الدموع اختلطت بابتسامات وقهقهات..
لقاءٌ بين ابناءِ رجال ونساء رحلوا بعد ان بصموا بمرورهم ،عبرنا، وطنا باكمله...عن هذا سنكتب..لقاء أزواج وزوجات يكتشفون لأول مرة صداقاتٍ ربطت أزواجهم وزوجاتهم برجال ونساء تقاسموا قسوة الحرمان من الطفولة كانت نتيجة اختيارات أولياء أمورهم...وأصروا على الحضور احتراما لتلك الاختيارات...عن هذا سنكتب..
لقاء شيوخ كانوا كهولا و شبانا حضروا لحظة كتابة ذاك التاريخ قبل نصف قرن... كانت دموعهم أصدق تعبير عما يعتمل في دواخلهم...عن هذا سنكتب..لقاء أحفاد مع غرباء صادقوا أجدادهم وجدّاتهن حكوا عن مسارات مليئة بالآلام والآمال...عن هذا سنكتب..
سيليا كانت أصغر الحاضرات للحفل، أجَّلت الاحتفال بعيد ميلادها الأول فالحدث يستحق تنازلا كهذا...التقت فيه بأصدقاء جدِّها وجدتها الأولان من جهة الام، كانت مشدوهة وهي تستضيف ذاك الكم الهائل من الأخوات والإخوان الذين واللائي صادقن تلك الجدة وذاك الجد، محافظات ومحافظين على جذوة الصداقة رغم مرور عقود على الرحيل... حتما كانت تتسائل عن سبب هاته المحبة وتلك الدموع والقهقهات...عن هذا سنكتب، كانت كلمات اللقاء تحثُّ على كتابة تاريخ السلف بأقلام الكهول الذين كانوا أطفال حينها...وبأقلام الاحفاد الذين صاروا شبابا والذين تعرفوا على مسارات زعماء الوطن من خلال حكي آبائهم وأمهاتهم اليومي، ومن خلال حرصهم على النزاهة والاستقامة وعن مبادئ السلف عن حب الوطن تحدث الجميع كُلٌّ من منظوره...
وأنا تحدثت عن حبوري لنجاح اللقاء، وعن لقاءات طفولتي وانكساراتها وعن صديقي عمر بنجلون الذي أحتفظ له بذكرى جميلة في دواخلي..
كانت دموع البهجة تغمرني وأنا أكتشف ذاك الحب الذي ألغى كل الخلافات والذي ربط الماضي بالحاضر كانت صورة جميلة تلك التي جعلت السي لحسن جنان ذو التسعين عاما يقبل جبين سيليا ذات السنة الواحدة كأني به يمرر لها طاقة خاصة ورسالة رمزية...عن هذا سنكتب..
علي بوعبيد، محمود عمر بنجلون، أحمد بوفارس، الطيب منشد، حسن الرجراجي، الاخوان معنى السنوسي...فاطمة بلمودن، سعيدة واعد، فتيحة أشبار، سهام وديعة الطاهر، والعديد من الأسماء التي بصمت مرورها وأصرت على حضور اللقاء وألحث على الكتابة و الالتزام بمد اليد لكل حاملي همّ الكتابة من أجل الحفاظ على  الذكرى والذاكرة لسيليا وللأجيال القادمة.
العديد من الأسماء اعتذرت والتزمت بدعم لقاءات مقبلة دون أية حسابات...
وأنا المزهوُّ بمخلفات اللقاء الذي منحني طاقة معنوية عالية التقيت من هنَّأني وهنّأ لجنة التنظيم والتنسيق متسائلا :" سمعت أنْه سيكون للّقاء ما بعده... ماذا عن هذا ...اشركونا في مخططاتكم".
حتما سيكون للِّقاء ما بعده صديقي...هو كتابة جديدة للتاريخ بأقلام نزيهة وعفوية ودون حسابات ضيقة
شكرا لكن، شكرا لكم..
شكر خاص للجميل Taibi Hnouda على اقتناص صور رائعة كعادته.