الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: حوار المثقف والسياسي في خضم أزمة

الحسين بكار السباعي: حوار المثقف والسياسي في خضم أزمة الحسين بكار السباعي
نعود بقرائنا الكرام الى فترة تاريخية شبيهة بعلاقة اليوم مع الماضي القريب  ومع اشكالية "حوار".
ومابين ماجمع مستخدمي مختلف وسائل التواصل الإجتماعي ،ومثقفينا وحتى بعض السياسي الأذكياء ،وبتفاعلهم يبحتون على جس مواطن الخلل في مسألة التواصل السياسي الاي لن تكون ابدا ملخصة في مجرد ناطق بإسم الحكومة والحال أن الناطق لم ينطق بعد بعمق الأزمة بين الشعب والحكومة .

 مقالات عدة تلك التي نشرناها حول مختلف مواضيع الساعة  وما ادراك ما الساعة وان موعدها عند ربنا لقريب . مواضيع جعلت من من سياسيينا وبعض احزابنا ذريعة يتهجمون بها على رأي الهاشتاغ وهو رأي لامحالة حبيس فضاء سيبرالي وإفتراضي ،وادعوهم في هذا الباب لمراجعة نظريات المدرسة الإجتماعية الأمريكية بخصوص مفهوم الفضاء العام ، وعلى الخصوص نظريات عالمة الاجتماع نانسي فرايزر .

ما كانت مقالاتنا تفهم على انها ضرب في مسؤولي حكومتنا الذين وصفوا الشعب العزيز على ملكنا حفظه الله بابخس النعوت .
 ما كان لممثلو احزاب إدارية كانت للأمس القريب كلاعب الإحتياط ،أن تعود بنا لسنوات مضت دون رجعة .
 عزيز المتلقي سأعود بك وبعيدا عن ذاك السجال الى عنوان ، إلى قضية دريفوس الشهيرة في فرنسا بين 1894 و 1906. حيث عرف المدافعين عن براءة النقيب اليهودي  في الجيش الفرنسي والمتهم زورا بالخيانة، وعلى رأسهم إميل زولا الأديب الفرنسي المعروف، بالمثقفين، في مواجهة القوميين وأعداء السامية.

وارتبط المصطلح منذ ذلك الحين بالموقف النقدي تجاه السلطة والوضع القائم. وارتسمت على إثر ذلك صورة للمثقف في مخيلة الحالمين باعتباره قديسا لا يخوض بحر السياسة اللجي إلا في مركب الثورة ونقد السلطة.

وفي ورقة علمية نشرتها مجلة “تبين” الصادرة عن المركز العربي في ماي 2013 بعنوان “عن المثقف والثورة” يعرف عزمي بشارة المثقف باعتباره من يمتلك القدرة على اتخاذ مواقف استنادا إلى قاعدة معرفية تمكن من التوصل إلى أحكام قيمية ومعيارية. وهو الأمر الغائب عن اغلب ممثلي الاحزاب السياسية في اقليم شيشاوة، بعيدون عن الثقافة السياسية ويتقنون فن اللغط والعويل والصراخ، ولعل فهمهم في المشاركة البناءة لتدبير الشأن السياسي العام تقتصر في اعتبار السلطة عدوا وأن السياسي هو الوحيد القادر على التحدث بلسان العامة، وهنا اتوجه بالسؤال لكل ممثلي الاحزاب السياسية والى من هم في دواليب تسيير حكومة صاحب الجلالة ، كيف لكم أن تصفوا " شعبه العزيز بالمريض والعميل وخدام الجنرالات وغيرها ،هل انتابعم الصرع الفكري ام ا ماذا حققتم من برنامجكم الإنتخابي السابق؟؟؟.
 
 لعل الشجاعة السياسية لم ولن تمتلكوها ، وهو سؤال ،كيف يمكن لعزيزكم ، رئيس حكومتنا الفاضل تحديد نسبة تحقيق برنامجه الإنتخابي بالأرقام وعلى أرض الواقع.
 
في هذا المقال لن نتبنى موقف المثقف العضوي الذي يتموقع في الرفض مقابل السياسي، كما أننا لن نقف موقف المثقف الذي لا يتقن العمل الفكري إلا تحت قبعة السياسي باعتباره مدافعا عنه ، بل سنسعى إلى طرح سؤال بسيط هو : هل يمكن القول بكون السياسي ، هو انسان مثقف يجعلنا نتخذ وضع المحاورة و القبول معه لا الرفض و المواجهة له ، سياسي وحكومي وصفنا بعديمي التربية ومن معه بالمرضى والعملاء ...

إذا كنا نتبنى موقف الثنائية المتظاهرة بين الرفض و القبول بين المثقف و السياسي فإنه يفرض علينا تحديد ماهية السياسي ، و بالتالي فإن صفات السياسي وصفات المثقف لا يمكن أن يشكلا وجهان عملة واحدة، لأن السياسي يؤمن بأيديولوجيا يريد تنزيلها  وللأسف من خلال سلطته، لذا فمن الممكن له أن يسجن أو ينفي بقوة السلطة لا بقوة الحوار، أما المثقف الذي لا يملك السلطة التنفيذية فهو لا يملك سوى الكلمة التي يواجه بها المثقف المخالف له/السياسي ، وعليه فإن هذا التباعد بين المثقف والسياسي ، يفرض ان تنشئ علاقة حوار بدل علاقة صراع .

للأسف فأغلب سياسيينا ، يعتبرون المثقف عدوا لدودا يجب ابعاده، بدل أن يتقوى السياسي بالمثقف وتكون العلاقة بينهما تقوم على تحليل فلسفي لقضايا الإنسان في دولتنا الشريفة ، أكثر من كونها ارتباط شخصي يرتكز على علاقة عرقية أو قبلية أو إجتماعية ، فالرأي يبدعه المثقف ، و السياسي ينفذ هذا الرأي على الواقع ، وهذا الذي جعل الكثير من الفلاسفة يرفضون تسلم زمام السلطة الى اصحاب المال .
 
الإسقاط العمودي لهذا التحليل في  يوقفنا على التالي : بخروج السياسي عن عالم المثقف، وتغييب الثقافة السياسية على يد المشروع السياسي إنحصر فعل الأحزاب والساسة في الإقليم في مجالين محددين :التطلع إلى السياسة والتنافس فيما بينهم حول مسائل صغيرة وآنية ،وهي تدبير أزمة ظرفية لها حلول عدة .

إن ما يحتاجه الوطن اليوم، هو اشراك  فئات صامة عدة ،الى الانتباه الى ذلك البوح في صمت الذي تلخصه مختلف وسائل التواصل الإجتماعي. 
الى الانصات لتبض الشارع ،الى  المواطن الصبور، والسعي لخدمتة نعته باقبح النعوت، مرضى وحمقى وحتى عملاء  يا من وضعنا تقتكنا فيكم ..  
 
ذ.الحسين بكار السباعي /باحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان